الشريط الإخباري

ندوة نقدية لمجموعة “أطفال في زمن الحرب” القصصية

ريف دمشق-سانا

عدد من الأدباء والنقاد والباحثين والفنانين التشكيليين وفدوا إلى صالة حزب الشعب في مخيم جرمانا ليشاركوا في الندوة التي أقامها الحزب بالتعاون مع دار فلستينا للطباعة والنشر والتوزيع حول المجموعة القصصية “أطفال في زمن الحرب” للأديبة نبوغ محمد أسعد.

وترصد المجموعة القصصية الحالة النفسية والاجتماعية والتعليمية لأطفال سورية وهم يواجهون مع ذويهم أشد أنواع الإرهاب منذ أكثر من سبع سنوات حيث قرأت الكاتبة أسعد عدداً من قصص المجموعة التي حاكتها حول أطفال يتابعون دراستهم وينمون مواهبهم في الرسم والأدب رغم معاناتهم جراء الإرهاب وإصرارهم على النجاح كما هو في قصة “بقايا لوحة” حيث تصر الطفلة لينا على رسم لوحتها لتكون فنانة في المستقبل.

وفي قصصها الأخرى صورت الكاتبة أسعد حالات استشهاد الأطفال جراء قذائف الإرهابيين على المدارس والوضع المأساوي الذي يعيشه الأهل بعد فقدان أطفالهم بأسلوب قصصي اعتمدت فيه على نشوء الحدث بشكل متوازن وتصوير الواقع وترك الدلالات على وقوع الجريمة الإرهابية لتؤرخ مرحلة مستقبلية في أذهان أطفالنا.

وفي محوره أشار الأديب والإعلامي طاهر مهدي الهاشمي إلى أن المجموعة القصصية تتسم بلغتها المبسطة السهلة القريبة من مستوى الطفولة لتتناسب ونفسية الطفل في انجذابها إلى المشوق والمثير إذ أخذ بعضها شكل السرد الحكائي العفوي كما في قصة “التسامح”.

أما الشاعر والإعلامي علي الدندح فقال في محوره: “جاء السرد القصصي عند أسعد بعيداً عن الحشو والفراغ مستندا للموهبة المثقفة لدى الكاتبة التي ساعدتها على إنجاز مشروعها وفق عاطفة وطنية صادقة دفعتها لتكتب قصصها بأسلوب فني غلبت عليه الدلالة” مبينا أن الحالة الفنية عندها تتقدم أيضاً لتتلاءم في بعض القصص مع المرحلة العمرية التي يعيشها الفتيان الذين كانوا شاهد عيان على الإرهاب والمؤامرة على سورية.

في حين قال الباحث فواز حداد في مداخلته: إن “الكتاب يعد ظاهرة أدبية مهمة لأنه رصد ما يعتري أطفالنا في الحرب” بينما رأت الشاعرة وليدة عنتابي أن الكتابة للأطفال مسؤولية تربوية لأنها تسعى إلى توجهات سلوكية وأخلاقية تنمي شخصية الطفل وهذا ما سعت إليه الكاتبة أسعد في مجموعتها القصصية.

وفي الوقت عينه قال محمد فارس مدير البيت الوطني للتراث الفلسطيني: إن “أدب الأطفال في وقتنا الراهن ضرورة ملحة حتى يساهم الأديب والمثقف في تكوين شخصية الطفل ضمن مسعى إيجابي يحقق نموا صحيحا في شخصيات أطفالنا وهذا ألفناه في قصص المجموعة”.

وأشار الناقد عمر جمعة إلى أهمية صدور المجموعة “أطفال في زمن الحرب” لأنها مغامرة أدبية في وقت تراجع فيه أدب الأطفال في حين قال فراس ديب مدير منتدى سمير غوشة الثقافي: إن “قيام ندوات الأطفال يستوجب أيضاً مشاركتهم فيها وتلقينهم مثل هذه القصص التي تدفعهم لتنمية مواهبهم”.

ولفت الأديب فضيل حلمي عباس إلى أن أدب الأطفال يجب أن يستعيد مكانته بمقدمة الساحة الثقافية لأن حماية الطفل هي حماية مستقبل الوطن ورصيده الثقافي والاجتماعي.

أما مديرة دار فلستينا مي شهابي فأوضحت أن القصص جاءت بعاطفة إنسانية مطرزة بأحلام أطفالنا وبتشكيل أدبي معبر عن الواقع المرير في رصد دقيق لما نعيشه معتبرة أن طباعة هذه المجموعة دعوة لانطلاقة أدب مماثل في الوقت الذي انكفأ فيه الكثير من الأدباء ولاذ آخرون بالصمت وظل القليل منهم في الساحة يحملون مسؤولية المقاومة.

من جانبه يوسف رفاعي رئيس مكتب حزب الشعب في جرمانا أوضح أن كتاب سورية وأدباءها يرصدون ما عاناه الشعب ومنه الطفولة جراء الإرهاب وهم يكرسون ثقافة الحياة في مواجهة ثقافة الموت والإرهاب.

محمد خالد الخضر

 

انظر ايضاً

ندوة نقدية في رواية “من أجل بيسان” وديوان “قم يا بلال” باتحاد الكتاب العرب

دمشق-سانا أقامت جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع جمعية النقد وجمعية البحوث ندوة …