حمص-سانا
تعيش الجامعات السورية ومنها جامعة البعث اليوم حدثاً مهما من خلال الإقبال اللافت للشباب على التسجيل بالمفاضلة الجامعية ما يعكس رغبة الشباب السوري وإصراره على مواصلة مسيرة العلم والمعرفة وممارسة حياتهم الطبيعية خلال المرحلة الحالية التي يمر بها وطنهم.
مراكز التسجيل للمفاضلة بجامعة البعث تغص بالطلبة الجدد شأنها شأن بقية الجامعات السورية وبين سياسية الاستيعاب وثقافة المجتمع يحدد الطالب ما يرغب أو ما يرغبه الأهل أو يرضى به بحكم المفاضلة التي حددتها وزارة التعليم العالي بحسب مجموع الطالب بالشهادة الثانوية والمقاعد المخصصة لكل قسم أو فرع بالجامعة والمعاهد العليا حيث يعيش الطلبة منذ بدء التسجيل بالمفاضلة إلى حين صدور نتائجها بكثير من القلق والترقب في تحديد مستقبلهم الدراسي والمهني.
وتقول الشابة سناء لنشرة سانا الشبابية أنها تطمح لدراسة اللغة الانكليزية إلا أن علامة واحدة تحول دون تسجيلها كرغبة أولى ما اضطرها لاختيار فرع آخر ربما تجده أبعد عن اهتمامها ورغبتها في حين عبر كريم عن أسفه لعدم استطاعته اختيار الفنون الجميلة كرغبة أولى لأن الأهل يريدون أن يسجل الطب أو الصيدلة اقتداء بأخويه.
ولم تخف رنيم امتعاضها من طريقة اختيارها لمهنة المستقبل بهذا الشكل مقترحة أن يتم التسجيل بشكل مباشر في الكلية أو القسم الذي يرغبه الطالب مع إجراء سبر لمعلوماته عند اختياره لأي فرع يريده الطالب من قبل اختصاصيين وأساتذة جامعيين.
من جهتها أبدت وفاء التي قدمت من ريف دمشق للتسجيل بجامعة البعث عن رضاها لأسلوب المفاضلة الحالي كحل عادل لتوزيع الطلبة في مختلف الأقسام والكليات بالجامعات السورية.
بدوره يذكر الطالب محمد من حلب أن محبته لمادة الكيمياء جعلته يضعها كرغبة أولى في الوقت الذي يسمح له مجموعه بدراسة الهندسة حيث أنه يعيش متعة حقيقية أثناء حل المعادلات الكيميائية ويجد نفسه في دراسة هكذا فرع بالجامعة آملا إكمال دراسته العليا بإختصاص الكيمياء.
من جهتها عبرت ميشلين عن رضاها لدراسة أي رغبة وضعتها في ورقة المفاضلة معتبرة أن الشهادة الجامعية هو مطلبها ولا فرق عندها بين دراستها للآدب أو التربية أو الحقوق والمهم بحسب رأيها التفوق والتميز والنجاح في سوق العمل بعد الحصول على الشهادة الجامعية.
برأي راما إحدى الطالبات المتقدمات للمفاضلة أن نظام القبول الجامعي بحاجة لبعض التطوير والتعديل والاعتماد على الاختبارات العملية ومدى امتلاك الطلبة الناجحين بالثانوية للمهارات التي يحتاجها كل فرع من فروع الجامعة بدلاً من الحدود الدنيا للقبول حيث من الممكن أن يتميز الطالب بأحد الفروع التي يرغب بها
ولا تسمح له العلامات والحدود الدنيا للمفاضلة بدراسة هذا الفرع.
بدوره أكد الدكتور ميشيل نقولا نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والطلابية في جامعة البعث أن الجامعة اتخذت العام الحالي الكثير من الاجراءات لتسهيل حركة الطلاب وإرشادهم من خلال تشكيل عشر لجان استقبال مهمتها توزيع استمارات المفاضلة ودليل الطالب.
وأضاف أنه تمت في العام الحالي زيادة عدد مراكز المفاضلة ليصبح 9 مراكز خمسة منها في حمص وثلاثة في حماة ومركز في مدينة سلمية وتم تجهيزها ب 400 حاسوب و40 طابعة و225 فنيا و175إدارياً وتم تخصيص مركز لتصحيح البيانات وتعديل الرغبات في كلية الهندسة الزراعية وتخصيص مديرية شؤون الطلاب المركزية لمفاضلة أبناء أعضاء الهيئة التدريسية وذوي الشهداء والشهادات الثانوية غير السورية.
وأشار نقولا إلى أن الجامعة قامت بتشكيل لجنة طبية لتحديد درجة الإعاقة للطلبة المتقدمين لمفاضلة ذوي الاحتياجات الخاصة كما تم تأمين عدة موظفين لتقديم المساعدة لهم في التنقلات داخل مركز التسجيل لافتا إلى أنه تم افتتاح 4 كليات جديدة في حمص وحماة ومصياف بهدف استيعاب أكبر نسبة من الطلاب.
من جهته أوضح محسن عيده مدير شؤون الطلاب في جامعة البعث أن وزارة التعليم العالي تسعى دائما إلى تحسين مدخلات العملية التعليمية وضمان الجودة في التعليم العالي من خلال دراسة معايير جديدة للقبول الجامعي حيث باشرت بعقد سلسلة من اللقاءات مع عدد من الخبراء والاختصاصيين منتصف أيلول الحالي في
الجامعات لدراسة معايير جديدة للقبول الجامعي تضاف إلى معدل الشهادة الثانوية في السنوات القادمة انطلاقا من أهمية إيجاد بدائل مناسبة لعملية القبول والإستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال إضافة إلى تجربة وزارة التعليم العالي في القبول ببعض الإختصاصات كالهندسة المعمارية والفنون الجميلة.
وأشارعيده إلى أنه تمت زيادة الاستيعاب الجامعي بنسبة10 بالمئة للتعليم العام وأن نتائج علامات المفاضلة النهائية يحددها مدى إقبال الطلاب على اختصاص معين وفق آلية العرض والطلب والمقاعد المتاحة في الكليات والأقسام والمعاهد التقانية.
من جانبه أكد الدكتور زياد الخولي عميد كلية التربية بجامعة البعث أن نظام القبول بشكله الحالي بحاجة لبعض التعديلات حيث يجب عدم الاعتماد بشكل كلي على معدل الثانوية العامة بل من الضروري إجراء قياس وتقويم وامتحانات قبول للطلبة المتقدمين في أية كلية حيث أن الجانب المعرفي لدى الطالب قد تمت تغطيته من
خلال علاماته بالشهادة الثانوية ويبقى جانب ميول وشخصية الطالب ويجب التركيز على امتحانات القبول وتخصيص 20 بالمئة من العلامة لهذه الامتحانات والتاكيد خلال هذه الامتحانات على اتجاهات وميول الطالب وقدراته وشخصيته بشكل يتناسب مع الفرع الذي سيدرسه وتطبيق هذه الاختبارات بشكل صحيح.
وأكد خولي ضرورة إجراء ندوات إرشادية للطلبة قبل التقدم للمفاضلة لإعطاء فكرة عن كل الاختصاصات الموجودة بالجامعة وفرص التوظيف وكل ما يتعلق بالكلية مشيراً إلى أهمية هذا الدور الإرشادي في نجاح الطالب باختيار الفرع المناسب له ما يوفر على الطالب والدولة الكثير من الوقت والتكاليف.
صبا خير بك وتمام الحسن