الشريط الإخباري

الشاعر محمود علي السعيد يكرس مجموعته الجديدة للإنسان والعاطفة

دمشق-سانا

“بضع قرنفلات فقط” مجموعة جديدة للشاعر محمود علي السعيد اقتصرت على أسلوب الشطرين النمط الخليلي الذي تفرد به الشعراء القدامى ثم سار على خطاهم من استطاع أن ينمي موهبته.

مواضيع مختلفة في المجموعة غلب عليها النزوع العاطفي إلى محاكاة الإنسان ولا سيما الذي يسمو بعواطفه وأخلاقه وهذه أشياء عبر عنها في قصيدة “قلق يشتاح روحي” فيقول..

قرب أطلال الجدار .. طال يا وجد انتظاري أتهجى مقلة الأرقام .. في طقس الدمار فمتى يفلت غصب القلب .. من ظفر الضواري.

وتتجلى في قصيدة بعنوان “دقت على صدر الجهات” الفلسفة الإنسانية في ألفاظها ليبحر مغرقاً بين الحب وبين التبصر بالرؤى الحالمة لتقود العاطفة الحدث إلى نهاية النص فيقول..

شطح المسار إلى كهوف سؤالي .. أشعل فتيل جوابه يا غالي أغلقت أبواب المدى بقراءة .. أغوت رموز فضائها أقوالي أرنو إلى غسق الجدار مضرجاً .. بدم الفراق تموج فيه ظلالي.

أما الغزل فجاء مشبعا بروح الحب العفيف الذي يسري في شرايين القصيدة حيث انتقى لها الألفاظ والروي والموسيقا باتجاه تكويني وتشكيلي واحد كقوله في قصيدة “هات القوارب يا شمس الضحى”.. مصباحها قاب دهر أو أقل مدى .. وطارق الليل وجداً بعد لم يصل فغيك الوجود وفي طياته عدم .. لا تخلطي الحنظل المشؤوم بالعسل بنفسج الروح والأنفاس مسطرة .. كم رقرق الضوء في قارورة الأمل.

وتتداعى الذكريات في قصيدة “هوت إضمامة المحبوب” عبر مجزوء البحر الوافر الذي جاء ملائماً للشدو الشعري العاطفي مع الهاء المضمومة كروي يختم عجز كل بيت في النص فقال..

عالى ومضة الذكرى .. إلى الماضي وأهليه هوت إضمامة المحبوب .. ضميها وضميه وقرب جديلة الأضواء .. في الوجدان أبقيه.

المجموعة “بضع قرنفلات فقط” من منشورات الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين تقع في 223 صفحة من القطع المتوسط.

يذكر أن الكاتب والشاعر محمود على السعيد عضو في اتحاد الكتاب ورئيس تحرير مجلة المقاومة بحلب وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين لديه أربعة وعشرون كتابا من بينها عشر مجموعات شعرية منها “سلاماً أيتها الزرقة المسلحة بالبحر” و”افتحوا شفة المسدس” وعدد من المجموعات القصصية حيث يعتبر أول من كتب القصة القصيرة جدا عربيا ومنها المدفأة ونصف البرتقالة.

محمد خالد الخضر