الشريط الإخباري

(الأبدية الخضراء) لـ نزار بريك هنيدي في ندوة بثقافي جرمانا

ريف دمشق-سانا

حفلت الندوة النقدية حول كتاب الشاعر الدكتور نزار بريك هنيدي الأخير “الأبدية الخضراء” بمشاركة عدد من الأسماء النقدية المعروفة الذين قدموا آراء مختلفة تعبر عن تقييمات متعددة للكتاب.

الندوة التي أقامها المركز الثقافي العربي في مدينة جرمانا افتتحها مدير المركز الشاعر منهال الغضبان مبينا أن الدكتور هنيدي ألقى الضوء في كتابه على كثير من تداعيات حياة الشاعر الأرجنتيني بورخيس بمختلف تحولاته فضلا عن تأثره به.

بدوره رأى الناقد طلال الحديفي في محوره أن الدكتور هنيدي تقاسمته موهبة الشعر والنقد حيث طبق الاثنتين خلال تعاطيه مع كتابه الأبدية الخضراء الذي اهتم فيه بالترابط بين العنوان وبين المضامين عبر أنموذج تطبيقي حقق فيه كثيرا من أسس النقد إضافة إلى اهتمامه باللون الأخضر الذي ورد في نصوص بورخيس كناية عن التجدد والبعث والربيع.

على حين رأى الشاعر والناقد الدكتور راتب سكر أن الدكتور هنيدي استند في كتابه الأبدية الخضراء إلى ستة كتب من أعمال بورخيس مستنبطا مكنونها الثقافي لإعادة ترتيب نظرية شعرية عالمية تقوم على الإيمان المطلق بجوهر الانتماء إلى الجنس البشري العالمي وبسيرورته التاريخية وبمآله الإنساني.

ولفت سكر إلى أن الناقد هنيدي وحد في دراسته المساحات الجغرافية خلال صلته بالثقافات العالمية ليلفت الانتباه إلى أواصر صلة الأدب الجديد بالقديم وأن النص الجديد يكون على أفضل حال عندما ينبثق من نصوص قديمة وفق المنجز البشري التاريخي حتى يظل الأديب العظيم حاضرا فينا لأنه يتجاوز الزمان والمكان كما انه لا بد للأديب المعاصر أن يكون قادرا على توليد نصوص جديدة من الماضي.

وفي الوقت عينه أشار الناقد الدكتور غسان غنيم إلى أن غاية هنيدي محاولة الوقوف على أسس نظرية الشعر التي يعتمدها بورخيس مبينا أن الفن يمر عبر الزمن متخطيا ومتجاوزا القارات واللغات والثقافات ويبقى محتفظا بخصائصه الإبداعية والجمالية.

وقال غنيم “الكتاب يبين ماهية الفن ويقدم صورا متعددة وإيحاءات واسعة وهواجس تتشظى فيها المظاهر الخارجية للأشياء لأن وظيفته هي الولوج إلى لب الموجودات وأعماق الأسرار والنص الشعري يشبه الحلم في طريقة تعبيره عن الإحساس بالواقع والرغبة في تغييره”.

وفي مداخلة له قال الدكتور عاطف بطرس إن “الكتاب لا يعطي نفسه من القراءة الأولى كالنقد الأدبي المتعارف عليه بل يتجاوز حدوده ليخرج النص الناقد في الكتاب عن سيطرة النص المنقود”.

أما الدكتور عبد الله الشاهر فبين في مداخلته أن الكتاب حالة معرفية كون النقد يحتمل عدة وجوه مشيرا إلى الرؤية المعرفية التي امتلكها بورخيس وتشكيله للنص الإبداعي الشعري من الوعي واللاوعي.

وفي ختام الندوة علق الشاعر والناقد هنيدي على ما أورده النقاد حول كتابه فبين مواطن اختلافه في الرأي فيما أوردوه ببعض الأماكن ولا سيما تحليلهم لما ذهب إليه كما أورد الأسباب التي جعلته يركز على هذه القصيدة بالذات في دراسته النقدية.

وتابع هنيدي “حاولت عبر الدراسة التي جاءت في كتابي تفسير مجيئي بابتكار جديد نظرا لما يشكله الشاعر من أهمية وبصفته مثقفا شمل كثيرا من المعارف والثقافات وامتلك موهبة فذة استطاعت أن تكون حاضرة عبر التاريخ”.

كما ألقى الشاعر هنيدي بعض النصوص لبورخيس مركزا فيها على ما تناوله في كتابه الأبدية الخضراء.

الدراسات التي قدمها النقاد في الندوة عبرت عن آراء مختلفة تماما حول دراسة هنيدي إلا أنها تميزت في كثير من جوانبها بذائقة عالية اعتمدت على محبة المؤلف حتى ولو اختلف معهم في بعض المناحي التي جاؤوا بها.

محمد خالد الخضر