واشنطن-سانا
انتقد الملك الأردني عبد الله الثاني تأخر المجتمع الدولي في إدراك الخطر الذي تشكله التنظيمات الإرهابية المتطرفة في سورية معتبرا أنه كان يجدر بالولايات المتحدة ودول أخرى أن تتدخل في وقت مبكر لمنع صعود تنظيم دولة العراق والشام المتطرف في سورية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الملك عبد الله قوله في مقابلة مع شبكة سي بي اس الأميركية “إن صعود التنظيم المتطرف كان يمكن تلافيه لو أن المجتمع الدولي عمل بشكل أقوى ومع بعضه البعض لضمان ألا يبلغ التمويل والدعم اللذان حصلت عليهما أوائل الجماعات المتطرفة في سورية المدى الذي بلغاه”.
وغاب عن الملك في لقائه أن الدولة السورية دعت منذ قرابة ثلاثة أعوام لمنع تمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية ودعت الدول المجاورة لها ومن بينها الاردن احترام القوانين الدولية وعلاقات حسن الجوار وإغلاق أراضيها أمام الإرهابيين الذين تدفقوا من كل أنحاء العالم نحو سورية مستفيدين من التسهيلات والتغاضي الواضح الذي وصل لحد الدعم المباشر من قبل بعض حكومات المنطقة عن جرائمهم ودعواتهم العلنية للقتل باسم الدين.
وأضاف “أن التنظيم المتطرف باتت لديه اليوم موارد نفطية تجعل إلحاق الهزيمة به أمرا أكثر صعوبة حيث بإمكان الإرهابيين أن يحصلوا في عام واحد ما يصل إلى مليار دولار من المنتجات النفطية ما يعني أنهم سيتمكنون من دفع رواتب الكثير من المقاتلين الأجانب وأن بإمكانهم شراء أسلحة”.
وتغص إدراج الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بمئات الرسائل التي أرسلتها سورية متضمنة وثائق عن خطر الإرهاب ومشاركة دول إقليمية بينها تركيا ومشيخات النفط والأردن في دعم الإرهاب بشكل مباشر وغير مباشر إلا أن عيون المجتمع الدولي أغلقت عن الحقيقة ولم تفتح إلا عندما دق الإرهاب أبواب الغرب وقطع رؤوس مواطنيه وبدأ يهدد عروشا طالما حرص الغرب على بقائها لتبقى مصالحه.
ودعا الملك عبد الله العالم للاتحاد ضد هذا التنظيم الذي ارتكب فظاعات ومجازر معتبرا “أن الوقت حان لكي نقرر خوض معركة الخير ضد الشر” .
وكان مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري قال في مؤتمر صحفي عقده قبل أيام قليلة إن “هناك تطورات خطيرة حدثت مؤخرا ونحن نعرف أن هناك معسكرا لتدريب الإرهابيين في الأردن حيث يتم من خلاله إرسال الإرهابيين إلى جنوب سورية تماماً كما يحدث في تركيا حيث يدخل الارهابيون إلى شمال سورية من المنطقة الشمالية التي توجد فيها معسكرات لتدريب الإرهابيين أيضا” موضحا أن هذه المسألة باتت الآن مفضوحة إعلامياً وأضحى حديث الناس والإعلام والسياسيين سواء الغربيين أوغيرهم إلى درجة أن من رعى الإرهاب الآن يهرع ويتراكض إلى عقد المؤتمرات لمكافحة هذا الإرهاب الذي خلقوه هم أنفسهم فنحن نتحدث عن وقائع ولدينا براهين وأدلة قاطعة.