كاتبان بريطانيان: مشيخة قطر أبرز الرعاة الرئيسيين للإرهابيين والتنظيمات المتطرفة

لندن-سانا

بعد تغاضيها المقصود والمستمر منذ سنوات طويلة عن الدور الرئيسي الذي تقوم به مشيخة قطر في دعم التنظيمات الإرهابية في سورية رغم الحقائق الكثيرة التي أكدت هذا الدور وتصريحات مسؤولي نظام آل ثاني وإعلانهم الصريح عن دعمهم لهذه التنظيمات بدأت وسائل الإعلام الغربية بتوجيه اهتمامها المتأخر نحو الأسباب الجوهرية التي تقف وراء تمدد الارهاب واتساع رقعته لتبرز مشيخة قطر بوصفها احد ابرز الرعاة الرئيسيين للتنظيمات الإرهابية المتطرفة ليس فقط في سورية بل في بلدان أخرى مثل ليبيا والصومال واليمن.

وفي سياق مقال نشرته صحيفة ديلي تلغراف تحت عنوان ” قطر التي تمتلك مجموعة من المعالم البارزة في لندن وتدعي انها واحدة من أفضل أصدقاء بريطانيا في الشرق الأوسط هي الراعي الرئيسي للمتطرفين” أكد الكاتبان ديفيد بلير وريتشارد سبنسر أن مشيخة قطر تعد احد الداعمين الرئيسيين للتنظيمات الإرهابية المتطرفة بما فيها تلك التي تتبع لتنظيم “القاعدة” فيما يقوم عدد من رجال الاعمال والاثرياء القطريين بتقديم الدعم وجمع التبرعات وتحويل الأموال إلى ” تنظيمات وميليشيات مختلفة سواء في سورية او ليبيا او الصومال”.

وأوضح الكاتبان أن قطر تقوم عن عمد وبطريقة مقصودة بتوجيه الأسلحة والأموال إلى التنظيمات لإارهابية الموجودة في سورية بما فيها التنظيمان الإرهابيان المعروفان باسم “أحرار سورية “و”أحرار الشام” الذي قاتل جنبا إلى جنب مع تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي”.

ولفت الكاتبان إلى أن أربعة فروع من الحكومة القطرية مسؤولة عن ادارة العلاقات مع التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية وليبيا وهذه الفروع هي” وزارتا الخارجية والدفاع القطريتان ووكالة الاستخبارات والمكتب الشخصي لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني”.

وقال الكاتبان إن ” الأسلوب الذي اتبعته قطر من أجل دعم المسلحين المفضلين لديها في سورية تركز على تمرير كميات ضخمة من الأموال إلى وسطاء موجودين في تركيا ويقوم هؤلاء الوسطاء فيما بعد باستخدام الاموال لشراء اسلحة من بلدان بينها كرواتيا وينظمون عمليات نقلها الى داخل سورية”.

وأشار الكاتبان إلى الدور الذي لعبته مشيخة قطر منذ سنوات في تمويل وتسليح الميليشيات المتطرفة في ليبيا حيث قام مسؤولون غربيون بتتبع رحلات الأسلحة القطرية التي تصل الى مدينة مصراته الليبية لتصل فيما بعد إلى يد هذه الميليشيات ووفقا لتأكيدات أحد هؤلاء المسؤولين الغربيين فإن قطر “لا تزال ترسل أسلحة عن طريق الجو إلى مطار مصراته”.

ولطالما جاء الموقف القطري الرسمي الداعم للإرهاب بالتوازي مع التحركات الفردية التي يقوم بها رجال أعمال قطريون أو مؤسسات وجهات مختلفة داخل المشيخة الخليجية من أجل جمع الأموال وشراء الأسلحة وإرسالها بشكل علني أو سري إلى التنظيمات الإرهابية التي ترتكب ابشع الجرائم بحق الشعب السوري.

وفي هذا السياق لفت الكاتبان البريطانيان إلى رجل الأعمال القطري “عبد الرحمن النعيمي” الذي يدير منظمة حقوقية مزعومة تحمل اسم “منظمة الكرامة” ودوره التآمري من خلال هذه المنظمة في تمويل التنظيمات الارهابية التابعة لتنظيم “القاعدة” في بلدان عدة بما فيها سورية والعراق والصومال واليمن .

وأوضح الكاتبان أن النعيمي الذي صنف من قبل وزارة الخزانة الأمريكية بأنه “إرهابي عالمي” لكونه يلعب دورا رئيسيا ضمن شبكة لتمويل التنظيمات الإرهابية التابعة للقاعدة ما زال حرا طليقا في مشيخة قطر وهناك وثائق تؤكد أنه وبالإضافة لتمويله الإرهابيين في سورية والعراق فهو متهم بتحويل اموال تتجاوز 250 ألف دولار إلى حركة “الشباب الصومالية” الإرهابية المتطرفة المرتبطة بتنظيم القاعدة الارهابي.

ووسط الانتقادات والتساؤلات عن الأسباب التي تدفع نظام آل ثاني إلى التغاضي عن النعيمي أكد النائب المحافظ في مقاطعة كامبردجشاير البريطانية ستيفن باركلي أنه ” من المثير جدا للقلق أن مثل هؤلاء الأشخاص الذين توجد ادلة واضحة وكافية تبرر ادراجهم على قائمة العقوبات الامريكية الا انهم ما زالوا طليقين ويمارسون أعمالهم كالمعتاد”.

وأشار الكاتبان إلى تغاضي الدول الغربية عن دور مشيخة قطر في دعم التنظيمات الارهابية رغم الكشف عنه منذ سنوات طويلة ورغم التصريحات العلنية التي يطلقها مسؤولو نظام آل ثاني الذين يتباهون بدعمهم السافر للإرهابيين والميليشيات المتطرفة.

وبين الكاتبان أن بريطانيا كانت دائما تحاول التساهل مع مشيخة قطر والتغاضي عما تقوم به من دعم للارهاب والتنظيمات الإرهابية المتطرفة نظرا للاستثمارات والمصالح التجارية القوية التي تربط بين الطرفين ولاسيما فيما يتعلق بالعقارات الضخمة التي يقوم نظام ال ثاني بشرائها في لندن.

وتزايدت في الآونة الاخيرة التقارير التي تتحدث عن العلاقة المباشرة التي تربط مشيخة قطر بالتنظيمات الارهابية في سورية وغيرها من بلدان منطقة الشرق الأوسط وتستر هذه المشيخة الخليجية وبوقها الإعلامي المسمى الجزيرة “بالشعارات الإعلامية المضللة المعادية لسورية لتبرير إيصال السلاح بطريقة غير شرعية للارهابيين المتسللين اليها باعتبارهم “معارضة” “.

وبدات الأوساط السياسية والشعبية حول العالم تتلمس الدور التخريبي لمشيخة قطر في دعم الإرهابيين فقد طالب عدد من السياسيين الألمان الرئيس الألماني يواكيم غاوك والمستشارة انجيلا ميركل مؤخرا باتخاذ موقف واضح من دور مشيخة قطر في دعم تنظيم “داعش” الارهابى في العراق وسورية.

وكان وزير المساعدة الإنمائية الألماني غيرد مولر أكد في تصريحات نشرت الشهر الماضي أن مشيخة قطر تمول الإرهاب لافتا إلى أن الأعمال التي يقوم بها تنظيم “داعش” الإرهابي في العراق ناجمة عن مسار سابق لاحدى الدول.

انظر ايضاً

قواتنا المسلحة تستهدف مقرات التنظيمات الإرهابية في ريف إدلب