كراكاس-سانا
اعتبر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن العقوبات الأمريكية الجديدة ضد بلاده ليست سوى “عمليات نهب واحتيال هدفها إلحاق أكبر ضرر باقتصاد فنزويلا”.
وقال مادورو في رسالة تلفزيونية من القصر الرئاسي.. إن “هذه الخطوة الأمريكية تهدف لإغراق فنزويلا في التخلف عن سداد ديونها والتسبب في إغلاق شركة الكهرباء المملوكة للدولة والناشطة على أراضي الولايات المتحدة” مشددا على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومن خلال فرض هذه العقوبات “يتجاهل القانون الدولي ويستخف بالعلاقات مع أمريكا اللاتينية كما أن ما أقدم عليه سيلحق ضررا بالغا بالاقتصاد الفنزويلي والمستثمرين الأمريكيين”.
وكان البيت الأبيض فرض امس عقوبات مالية جديدة على فنزويلا تتضمن حظر شراء سندات الخزينة التى تصدرها الحكومة الفنزويلية أو شركة النفط الوطنية.
وأشار مادورو إلى أن فنزويلا ستتصل مع شركائها الأمريكيين وتحاول ضمان الحفاظ على الروابط التجارية الموجودة معهم منذ عقود موضحا أنه “إذا لزم الأمر فإن الحكومة الفنزويلية ستحاول إيجاد أسواق أخرى ل 700 ألف برميل من النفط كانت ترسل يوميا إلى الولايات المتحدة”.
ودعا مادورو الشركات الامريكية التى تشترى نفطا من فنزويلا الى اجتماع عاجل بعد الاعلان عن هذه الاجراءات مشيرا إلى أن هدف الاجتماع سيكون “البحث عن حلول للوضع الذى نجم عن المرسوم الأمريكى لفرض العقوبات الذي يهاجم اقتصاد فنزويلا ويفرض حصارا ماليا واقتصاديا”.
وأكد مادورو أن “فنزويلا تملك أسواقا مضمونة لكل النفط الذى تبيعه للولايات المتحدة لكن يبدو أن ترامب يحظر في إطار اجراءات الاضطهاد المالي القمعية أن تبقى فنزويلا احد المزودين الاكيدين للنفط”.
وأعلن مادورو أيضا عن اجتماع الأسبوع المقبل مع مالكى سندات خزينة فنزويلية ليناقش معهم تبعات الإجراءات الأمريكية الجديدة موضحا أن 62 بالمئة من المستثمرين موجودون في الولايات المتحدة و12 بالمئة في بريطانيا وستة بالمئة فى كندا وقال إن “ترامب يحرق السندات التي بين أيديهم”.
وكان وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا أكد في مؤتمر صحفي عقده أمس عقب لقائه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في نيويورك أن هذه الخطوة التي اتخذتها واشنطن تمثل “أسوأ عمل عدواني ضد بلاده منذ 200 سنة مضت”.
وقال إن “التهديدات باستخدام القوة ضد بلاد مسالمة مثل فنزويلا تعد عبثية وعدوانية لدرجة لا توصف.. إننا لا نمثل أي خطر على العالم” معتبرا أن الولايات المتحدة تحاول من خلال عقوباتها إثارة أزمة إنسانية في فنزويلا وتجويع شعبها.
من جهة ثانية طلب الرئيس مادورو في رسالته المتلفزة محاكمة عدد من قادة المعارضة بتهمة “خيانة الوطن” على خلفية سعيهم لدفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على فنزويلا.
ووجه مادورو نداء إلى رئيس محكمة العدل العليا مايكل مورينو ورئيسة الجمعية التأسيسية التي انتخبت مؤخرا ديلسى رودريغيز طالب من خلاله “بحكم تاريخى لخيانة الوطن ضد كل الذين شجعوا” على تبنى العقوبات من قبل واشنطن.
وذكر مادورو خصوصا خوليو بورجيس رئيس البرلمان وقال.. إن هذا الأخير “هو زعيم كل الذين ذهبوا للترويج لفرض قرارات على فنزويلا تؤثر علينا وتضر بنا”.
وتدعم الولايات المتحدة المعارضة الفنزويلية اليمينية فى محاولة لزعزعة استقرار فنزويلا التى تنتهج مسارا سياسيا معارضا لسياسات واشنطن الرامية إلى الهيمنة على الدول الأخرى.