مجلس النواب الأمريكي يوافق على تقديم الأسلحة للإرهابيين في سورية

واشنطن-سانا

صوت اليوم مجلس النواب الأمريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون على طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتدريب وتسليح تنظيمات إرهابية في سورية.

وذكرت وكالة اسوشيتد برس أن نتائج التصويت انتهت بالموافقة على طلب الرئيس الأمريكي بتقديم أسلحة ومساعدات لوجستية بقيمة 500 مليون دولار أمريكي لما سموها “المعارضة المعتدلة” بنتيجة 273 صوتا مقابل رفض 156 ومن المتوقع الموافقة النهائية في مجلس الشيوخ في وقت مبكر من يوم الغد.

وكان رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بونر اعترف في وقت سابق أن الجهود التي تبذلها واشنطن لتسليح التنظيمات الإرهابية في سورية التي تسفك دماء السوريين تصب في مصلحة الولايات المتحدة مؤكدا بذلك الغاية والدافع الذي يحرك ويوجه سياسة بلاده تجاه الأوضاع في سورية.

مسؤول أمريكي يكشف عن صعوبة تحديد أعداد الإرهابيين الأجانب الذين انضموا إلى تنظيم “داعش” الإرهابي في سورية

من جهة أخرى كشف مدير مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي “مات أولسن” بان الولايات المتحدة تعاني من صعوبات في تتبع تحركات وأنشطة الإرهابيين الأجانب الذين انضموا إلى تنظيم “داعش” الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية المتطرفة الموجودة في سورية ما يجعلها غير قادرة على تحديد عدد هؤلاء الإرهابيين وذلك في محاولة جديدة ومكشوفة لإبعاد مسؤولية واشنطن عن دعم الإرهاب في سورية وتمويله تحت مسميات مختلفة وذرائع واهية.

وأشار أولسن في كلمة ألقاها أمس أمام لجنة في مجلس النواب الأمريكي كما نقلت أسوشيتيد برس إلى ان أجهزة الاستخبارات لديها “فكرة بسيطة جدا” عن الأماكن التي يتوجه إليها الإرهابيون الأجانب والأعمال التي يقومون بها بمجرد تسللهم إلى الأراضي السورية بحيث لا يمكن تقدير عدد هؤلاء الإرهابيين الذين انضموا إلى تنظيم “داعش” الإرهابي أو غيره من التنظيمات الإرهابية.

وفي إطار محاولاته لتبرير التغاضي الأمريكي المقصود عن تدفق وتسلل آلاف الإرهابيين إلى سورية عبر الحدود التركية بمساعدة أجهزة الاستخبارات الأمريكية والسلطات التركية قال أولسن “ان الولايات المتحدة قادرة على تتبع الغربيين الذين يسافرون إلى ومن سورية لكن داخل الأراضي السورية هناك فجوات استخباراتية”.

وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” أعلنت مؤخرا وفي تقييم جديد لها أن عدد إرهابيي تنظيم “داعش” الإرهابي بات يتراوح بين عشرين ألفا و 31500 إرهابي في سورية والعراق بزيادة أضعاف عن التقديرات الأمريكية السابقة التي أشارت إلى أن عددهم نحو عشرة آلاف إرهابي.

وتستمر الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما باتباع استراتيجية انتقائية تعتمد على استهداف تنظيمات إرهابية ودعم أخرى تحت شعار “محاربة الإرهاب” وتواصل تحالفها مع داعمي الإرهاب وعلى رأسهم تركيا ومشيخات الخليج.

من جهة ثانية أطلق وزير الداخلية الأمريكي “جيه جونسون” تحذيرات جديدة من التهديدات التي يشكلها الإرهابيون الأمريكيون وغيرهم ممن يحملون جنسيات أوروبية وأجنبية وانضموا إلى صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية مؤكدا ان هؤلاء الإرهابيين باتوا يشكلون “مصدر قلق رئيسي”.

وأشار جونسون خلال كلمة ألقاها أمس أمام مؤتمر لرابطة الطيران والفضاء في ولاية ميريلاند الأمريكية إلى ان وسائل التواصل الاجتماعي منحت التنظيمات الإرهابية على غرار تنظيم “داعش” الإرهابي القدرة على تجنيد أمريكيين وغيرهم على نحو غير مسبوق.

ولفت جونسون إلى ان “هناك إمكانية لتجنيد الناس واجتذابهم من قبل منظمة إرهابية بدون الحاجة إلى ذهابهم لمعسكر إرهابي ومن الممكن أن يحصل هؤلاء الأشخاص على أمر مباشر من شخص مسؤول في منظمة إرهابية وهم في منازلهم”.

وتواصل الإدارة الأمريكية دعمها الصريح والمعلن للإرهاب في سورية تحت مسميات وذرائع مختلفة في الوقت الذي تدعي فيه وضع استراتيجيات وخطط لمكافحته من خلال تشكيل تحالف مع الداعمين الأساسيين له ما يعبر عن نفاق واشنطن الواضح.

وقد صوت مجلس النواب الأمريكي الذي يسيطر عليه الجمهوريون على طلب أوباما لتدريب وتسليح التنظيمات الإرهابية في سورية التي تطلق عليها واشنطن تسمية “المعارضة المعتدلة”.