معرض التشكيلي عبد الله عبد السلام.. غنى بالألوان وتنوع بالأساليب-فيديو

دمشق-سانا

يتفاجئ الزائر لمعرض التشكيلي عبد الله عبد السلام الذي افتتح عصر اليوم في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة بالغنى الذي يقدمه الفنان عبر لوحاته والتنوع في الأساليب الفنية بين الواقعية والواقعية التعبيرية والتجريد.

ويتجسد التنوع الذي يتسم به معرض عبد السلام من خلال الحجوم التي تفاوتت بين الصغير جدا والصغير والمتوسط والكبير إلى جانب الحالات النفسية واللونية المتباينة بين الهدوء والألوان الباردة والصخب والألوان الحارة كما أن بعض الأعمال حملت العمق والبعد الثالث على سطحها وأخرى كانت مسطحة ببعد واحد أو بعدين والزخم اللوني كان حاضرا في أغلب اللوحات والتقشف حضر في بعضها الآخر.

ومن ناحية الأسلوبية الخاصة للفنان فإن تميز ريشته بلمستها الحساسة كانت واضحة في الأعمال رغم قوتها في بعضها وهدوئها وانسيابها في بعضها الآخر إلى جانب الدقة باستعمال القلم إلى جانب الريشة في الأعمال الصغيرة جدا.330

الشخوص كانت بطلة أغلب الاعمال ففي بعضها جاءت واضحة فقدمت البورتريه وبحجوم كبيرة وفي أخرى كانت تشكل مجاميع انسانية بكتل مبهمة بعيدة عن التجسيد الواضح وهذه سمة الاعمال التعبيرية التجريدية.

وأكثر ما يميز معرض عبد السلام هو الحالات النفسية الانسانية المتنوعة والغنية التي تحملها لوحاته وينتقل المشاهد عبرها من حالة لأخرى فيكتسب غنى بصريا وفكريا لا يمكن أن يتواجد في معرض واحد في كثير من الاحيان.

وعن معرضه قال التشكيلي عبد السلام في تصريح لـ سانا إن التنوع في لوحاتي “تابع لمزاجيتي المتنوعة” وفي هذا المعرض اعتمدت البساطة في تكوين اللوحة في البداية ومن ثم قدمت الجسم البشري وأخيرا البورتريه فالزائر يمكن أن يلاحظ هذه الرحلة بين عدة حالات فنية وإنسانية تصب كلها في حوارية بين اللون والموضوع.

وأضاف.. إن اللوحات تنتقل من الأسلوب الواقعي الى الواقعي التعبيري والتعبيري التجريدي ورغم كل هذا التنوع فإن اللوحة تحافظ على توازنها اللوني والنفسي ضمن سياق عام للمعرض.

وأوضح عبد السلام أن تنوع الحجوم لديه يأتي أيضا نتيجة حالات خاصة يعيشها في المرسم وهذا يبدأ من اللحظة الأولى التي تولد فيها فكرة اللوحة في فكره فيبدأ بنقلها للقماش عبر الألوان التي تفرض خصوصيتها و مساحتها وسماكتها وتوزعها على سطح اللوحة.000

وأشار عبد السلام إلى ان كل لوحة لديه تحمل حالة إنسانية معينة وفكرة خاصة وهذا ما يجعلها تتميز بأسلوبية خاصة بها تقربها أو تبعدها عن الواقعية نحو التجريد مرورا بالتعبيرية مبينا أنه قدم في أحد التجارب لوحة مكونة من سبعة أجزاء ولكنه لم يكرر هذه التجربة لعدم قدرتها على تقديم ما يجول في داخله من تنوع وغنى بصري ولوني.

وأوضح عبد السلام أن اللوحة تتطور شيئا فشيئا أثناء رسمه لها وقد تصل للمسة النهائية قبل إدخال كل العناصر التي كان مخطط أن تدخل على سطح اللوحة وهذه حالة عفوية لا يمكن أن يتم التحكم بها فهي وليدة اللحظة.

وبين عبد السلام أن الأسلوب الذي يفضل تقديمه في معارضه هو الواقعي أو التعبيري ويحاول الابتعاد ما أمكن عن التجريد ليتمكن أكبر عدد من الجمهور من الدخول إلى عالم لوحته وقراءتها وتلمس معانيها والجماليات التي تحملها بعيدا عن الغموض في اللوحة المعقدة.

وعن معايير السوق الفنية لفت الفنان عبد السلام إلى أنه “لا يضع هذه المعايير في اعتباره” عندما يرسم أو حضر لمعرض ويبقى همه إيصال ما يجول داخله عبر الألوان على سطح اللوحة.

وقال “إن حركة البيع في السوق الفنية استمرت سواء داخل سورية أو خارجها رغم الظروف الصعبة التي نعيشها” مشيرا إلى أن الأزمة “أعطت تواجدا أكبر للفن التشكيلي السوري في الخارج إلى جانب استمرار الحياة الثقافية بشكل عام داخل سورية بسبب إرادة الحياة”.63

وأكد عبد السلام أن أكثر اللوحات التي ينتجها وتلقى إقبالا عند الجمهور هي أعمال البورتريه واللوحات البانورامية الممسرحة بما تحمل من غنى بصري ولوني وفكري وهي غالباً بحجوم كبيرة.

ويرى عبد السلام أن الحركة التشكيلية السورية من أميز الحركات التشكيلية في المنطقة العربية ولها ما يميزها في الفن التشكيلي العالمي مبينا أن الفن التشكيلي تأثر بالأزمة نتيجة عدة عوامل منها توقف عدد من الفنانين عن العمل وسفر البعض الآخر وإغلاق صالات العرض الخاصة.

وأوضح الفنان المقيم في محافظة السويداء أنه لم يتوقف عن العمل خلال الأزمة وقدم سبعة معارض داخل سورية وخارجها في السنوات الأخيرة.

وعبر عبد السلام عن تفاؤله بمستقبل الفن التشكيلي لدينا لأن الإنسان السوري يمتلك إرثا حضاريا غنيا وتراثا ثقافيا متواترا عبر الأجيال وهذا كله يحوله المبدع السوري لأعمال فنية متميزة سواء في الرسم أو النحت أو الموسيقا أو أي نوع من أنواع الفن.

وعبرت الشابة منى الأفيوني التي حضرت المعرض عن اعجابها باللوحات البانورامية الغنية بالشخوص والالوان والتي تتمتع بتوازن لوني وتحمل غنى فكريا الى جانب تميز أعمال البورتريه.

من جهته قال أمجد محمد إن الفنان يقدم من خلال معرضه تنوعا بصريا وفنيا ما يولد احساس لدى المشاهد أن اللوحات لعدة فنانين وليست لفنان واحد وهذا جانب يحسب للفنان.

الفنان عبد الله عبد السلام من مواليد 1977 لبنان نشأ وتلقى دراسته بكل مراحلها في سورية ودرس الفن دراسة خاصة على يد الفنان مهدي البعيني ولديه مرسم خاص يمارس فيه العمل الفني ولديه العديد من المعارض داخل سورية وخارجها.

محمد سمير طحان