نار الإرهاب ستطول الذين دعموه وسلحوه-الوطن العمانية

انتظرت المنطقة ولا تزال تنتظر مفاعيل ما يحكيه الساسة الغربيون أمام شعوبهم عن مخاوفهم من امتداد رقعة الإرهاب إلى بلدانهم، على أمل أن تصادف هذه الحكايات والأحاديث ـ الأقرب إلى المسرحيات الهزلية والدعايات الهزيلة ـ لحظة صدق يفرق فيها بين الجد والهزل وبين الصدق والكذب والافتراء، وأن تأتي بجديد يصلح ما أفسده حلف التآمر والعدوان على سورية خاصة وعلى المنطقة عامة بتدخله السافر والمدمر في سورية والعراق وليبيا واليمن ومصر وتونس واستمراره في ارتكاب الأخطاء تلو الأخطاء الفادحة والكارثية باتخاذ الإرهاب سلاحًا ينحر به دول المنطقة من الوريد إلى الوريد وعلى نحو لا يتفق معه التعلل بمكافحة “الإرهاب” كي يخادع المتآمرون والداعمون له ويغالطون شعوبهم لانتزاع تأييدها وموافقتها على مواصلة سياساتهم من أجل إرضاء نوازع خفية من أطراف لم تعد خفية تدفع بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة والسياسة الخارجية لأوروبا بالتبعية، والسياسة الخارجية لبعض الدول الإقليمية، إلى مستويات كارثية بالنسبة لكل من سورية والعراق ودول المنطقة على حد سواء.

فبعد مقتل عشرات الآلاف من مدنيين وعسكريين وقوات أمن وحفظ نظام في سوريا والعراق وغيرهما يستمر حلف التآمر والعدوان في الدوس على زناد “الدواعش والجواحش والدواحس والفواحش” التي رباها ونماها ورعاها وزودها بكل ما تحتاجه من بيئة حاضنة ومعسكرات تدريب ومال وسلاح لإزهاق المزيد من الأبرياء، مخالفًا بذلك كل النصائح التي تتوالى من مخاطر ارتدادات هذه الدواعش والجواحش وغيرها من العصابات الإرهابية، والتحذير من أن من يربِّ الأفاعي يحصدْ لدغاتها وسمومها.

وللأسف لم يتوقفوا عن شراء أجساد لتشبع نهمهم في الإجرام والتخريب والتدمير والتهجير والتفتيت والتقسيم، بعد أن أفرغوا تلك الأجساد من عقولها وفكرها، وجعلوها خواء من كل شيء فلا فرق بينها وبين الآلة، وظيفتها أنها تتلقى الأمر بكنس كل ما هو أمامها دون تمييز بين حجر أو شجر أو بشر.

وكلما حاولت سوريا أو العراق إيقاف المد الإرهابي وتجنيب شعبيهما منه زاد المتآمرون الدوس على زناد الإرهاب وتلقيم المدافع الرشاشة وراجمات الصواريخ والقاذفات وسط دعايات وافتراءات وأكاذيب يتولى الإعلام الموالي والعميل عملية التضخيم للتغطية على المد الإرهابي العابر للقارات.

وعلى وقع التقدم والانتصار للجيش العربي السوري الباسل، ومواصلته الضرب على رؤوس عناصر العصابات الإرهابية، وعلى وقع الانكسار لمعسكر المؤامرة على سورية، يتم تشويه هذا التقدم والانتصار للجيش السوري، وتغطية مظاهر الانكسار والكراهية والحقد من قبل معشر الداعمين للإرهاب ببث الدعايات الكاذبة والفبركات وكتابتها بأحبار الزور والكذب وتقديمها على أنها تقارير دولية تتهم الجيش العربي السوري باستخدام أسلحة كيميائية ومن بينها مادة الكلور.

لقد أصبح من الواجب على المجتمع الدولي أن ينتبه لما يجري في سورية من إرهاب وأن يسمي الأمور بمسمياتها؛ لأن نار هذا الإرهاب الذي دعموه وسلحوه ودربوه ومولوه في سورية والعراق ودول المنطقة ستطول لا محالة العابثين بها.

رأي الوطن