الشريط الإخباري

محلل سياسي: المشاركة الواسعة في انتخابات الرئاسة دفعت واشنطن لإدراك أهمية التواصل مع سورية -فيديو

دمشق-سانا

أكد المحلل السياسي خليل مطر أن إنجاز السوريين لاستحقاق الانتخابات الرئاسية والمشاركة الشعبية الواسعة من قبلهم بها أذهلت العالم وأرسلت رسالة للأمريكيين بأن إعادة النظر في سياستهم تجاه سورية “أمر لا مناص منه” مشدداً على أن أهم عامل لصد المؤامرة والعدوان كان صمود ووحدة الشعب السوري.

وأشار مطر المغترب في الولايات المتحدة في حوار مع سانا إلى أن حركة تفكير الأمريكيين التي تحدث اليوم داخل المؤسسات الأمريكية لرسم صيغ جديدة للتعامل مع الأزمة في سورية مبنية على المشاهد التي رأوها في مشاركة السوريين بالانتخابات إذ ان غالبية السفراء الأمريكيين السابقين في سورية باستثناء روبرت فورد اعترفوا بأن سياسة إدارتهم خاطئة وتجب إعادة النظر فيها.

ويوضح المحلل مطر أن نتيجة الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن فوز الرئيس بشار الأسد بالأغلبية المطلقة من أصوات السوريين أدت إلى إدراك الولايات المتحدة بأنه “ليس هناك حل دون التواصل مع سورية” معتبرا أن الانتخابات الرئاسية وضعت ورسخت أهم أسس الحل وأزالت من القاموس السياسي الأمريكي مصطلح “تنحي القيادة السورية” وتجاوزت مصطلح “تقسيم سورية” مشيراً في الوقت ذاته إلى أن المشاركة الكثيفة في الانتخابات أظهرت قوة سورية وبينت أن قوة الرئيس الأسد هي من قوة هذا الوطن وشعبه.

دور السوريين داخل البلاد والمغتربين خارجها في دول العالم لا اختلاف عليه مع حالة الانتماء التام لديهم لهذا الوطن الذي واجه بكل قوة وصلابة الحرب العدوانية الإرهابية التي تشنها الولايات المتحدة وأتباعها عليه عبر دعم الإرهاب ومده بالمال والسلاح فكلهم وفق ما يؤكده مطر جندي في مكانه للدفاع عن سورية ووحدتها وسيادتها وهو ما تقوم بتنظيمه الجاليات السورية عبر منتدياتها على امتداد بلدان الاغتراب ومن بينها المنتدى السوري الأمريكي الذي قام بالعديد من النشاطات داخل الولايات المتحدة لإيصال الصورة الحقيقية لما يجري في سورية والتأثير على الرأي العام الأمريكي والعالمي تجاه تحرك يؤدي إلى عملية سياسية.

1111ولعبت الجالية السورية بتنظيم من المنتدى السوري الأمريكي بحسب المحلل مطر دوراً بارزاً أثناء التهديدات الأمريكية بالعدوان على سورية إذ قامت بالتحرك في العديد من الولايات وبإعطاء زخم أكبر لحركات مناهضة للحرب في داخل الولايات المتحدة وخارجها وفق ما يؤكده مطر واصفاً ما قامت به الجالية ولا تزال هناك بـ” الدور الجبار والجوهري” الذي نرى نتائجه اليوم في مواقف بعض المسؤولين الأمريكيين الذي بدؤوا يتخذون مواقف صحيحة تجاه سورية.

وبالانتقال إلى رؤيته لطريقة حل الازمة في سورية يلفت المحلل مطر إلى أن “حل الأزمة سوري بامتياز ويجب بحثه بين السوري الذي حمل السلاح والمواطن السوري العادي على طاولة المصالحات الوطنية كما أن العفو الرئاسي الأخير كان دليلاً على أن سورية متسامحة وقادرة على استيعاب كل ابنائها” مبيناً أن “المساعدة الخارجية مطلوبة فقط لوقف التدخل والدعم للمجموعات الإرهابية المسلحة” والتي بدونها لن يكون هناك نجاح لأي عملية سياسية في حين يجب أن يكون دور الأمم المتحدة كمنظمة دولية دورا إطاريا لتوفر الأمور اللوجستية.

وفيما يتعلق بدعم الإدارة الأمريكية للإرهاب في سورية وإقرارها بتقديم مساعدات فتاكة للمجموعات المسلحة يعتبر المحلل مطر أن الإدارة الأمريكية تورطت حين اعتقدت بأن تقديم مساعدات فتاكة لما تسميه المعارضة المعتدلة هو أسلوب أو خطة للخروج من الأزمة إذ ان مثل هذا الإجراء لا يلبث أن يتبين فشله فيعود الحديث والبحث عن حل سياسي حقيقي لافتاً إلى أنه “من المثير للسخرية وغير المفهوم أن تقول واشنطن ان تقديمها للأسلحة لمن تسميهم المعارضة ترمي من خلاله لإحداث توازن على الأرض يوصل إلى حل سياسي”.

وبحسب المحلل مطر فإن انتشار الإرهاب في سورية والمنطقة وما يحصل في العراق يكشف للأمريكيين أن “السعودية خطت خطوات أبعد بكثير من الدور المرسوم لها” وهو ما أدى إلى “حدوث شرخ حقيقي وتناقض بينهما تجاه العراق سيكون نتيجته الفشل”.

وعن تعامل الإعلام الأمريكي مع مجريات الأحداث في سورية والمنطقة يوضح المحلل مطر أن الإعلام في الولايات المتحدة تحرك وفق ما هو مرسوم له من الطرف الآخر المعادي لسورية مشيراً إلى أن هذا الإعلام حجب مواقف السوريين الداعمين لدولتهم وتعمد إظهار الرأي المعادي فقط في بداية الأزمة قبل أن تحرك هذا الإعلام بعد أيلول 2013 بطريقة مختلفة ويقر بأن الصورة الصحيحة ليست ما قدمها منذ البداية.

ولا يتردد المحلل مطر الذي يؤكد ضرورة اتباع عملية النقد الذاتي لتطوير الإعلام السوري عن إبداء رأيه في هذا الإعلام الذي قدم جهداً ملحوظاً خلال سنوات الأزمة وكان “يؤدي مهمة موازية لمهمة الجندي والسياسي في حماية سورية” إذ ان إيصالالصورة الحقيقية هو اسمى مهمة للصحفي موجهاً التحية والتقدير لوسائل الإعلام السورية التي قدمت عدداً من الشهداء هم “وسام افتخار يجب أن يحمله كل إعلامي على الكرة الأرضية”.

وبمرور سريع على أوضاع المغتربين السوريين في الولايات المتحدة يشرح مطر الصعوبات التي تعترضهم ولاسيما فيما يتعلق بعدم قدرتهم على إرسال الأموال إلى وطنهم الأم نتيجة العقوبات الأمريكية الغربية المفروضة على الشعب السوري وعدم قدرتهم على تقديم المساعدات وإرسالها إلى سورية بشكل سهل مبيناً أن تقديم المساعدات يقتصر على جانب المساعدات العينية المرسلة عبر منظمات الأمم المتحدة التي تفرض رسوماً إضافية عليها.

ويشير مطر الى عدم تحرك رجال الأعمال السوريين المتأثرين مباشرة من هذه العقوبات بشكل فعال رغم أن لديهم القدرة سواء بمبادرات فردية أو جماعية للتأثير في هذا الخصوص معتبراً أنهم كي ينجحوا بحاجة أن يتصرفوا بطريقة منظمة أكثر.

حوار: نديم رشيدي ومها الأطرش