موسكو-سانا
أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف عن أمل بلاده في ألا تؤدي الضربات الأمريكية على سورية إلى نسف جهود مكافحة الإرهاب.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي جاك ايف لودريان عقد في ختام محادثاتهما بموسكو اليوم.. ” إن روسيا لا تزال تنتظر توضيحات من واشنطن حول استهداف طيران “التحالف الدولي” الذى تتزعمه الولايات المتحدة مقاتلة سورية”.
وأضاف لافروف ” أن الآليات التي تم إنشاؤها في الآونة الأخيرة بما فيها التنسيق بين روسيا وتركيا وإيران توفر أساسا للتركيز على محاربة الإرهاب في سورية” لا أريد أن أخمن ما إذا كان هناك من لا يناسبه ذلك وهل تعكس حوادث استهداف القوات السورية سعي البعض إلى تقويض فعالية جهود مكافحة الإرهاب”.
وأشار الوزير الروسي إلى ” تعدد الأطراف الناشطة في سورية.. منها تلك التي تعمل هناك بناء على دعوة من الحكومة السورية وأخرى دخلت أراضي البلاد بدون إذنها لكن أعلنت أن هدفها محاربة الإرهاب هناك”.
كما لفت لافروف إلى أن انطباع موسكو أن الجانب الأمريكي ومنذ بداية الأزمة في سورية “كان يسعى بشكل أو بآخر إلى إبعاد الضربات عن ” جبهة النصرة ” الإرهابية وإن كان التوجه الأمريكي مختلفا مع تنظيم ” داعش” الإرهابي” .
وتابع لافروف ” سيكون حديثنا صريحا مع الأمريكيين حول هذا الموضوع ولن أتخلف عن طرح هذه المسألة أمام وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في أقرب وقت.. إنها مسألة تحتاج إلى وضوح كامل.. الحقائق تدل على أن التحالف يوجه بالفعل الضربات إلى “داعش”.. لكننا لا نتذكر مثل هذا الحماس في محاربة “جبهة النصرة”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أمس ردا على إقدام ما يدعى ” التحالف الدولي” باستهداف مقاتلة سورية في ريف الرقة تعليق العمل بمذكرة أمن التحليقات الموقعة بين واشنطن وموسكو في الأجواء السورية وأن وسائل دفاعها الجوي ستتعامل مع أي جسم طائر كهدف.
وفيما يتعلق بالأزمة في شرق أوكرانيا أشار الوزير الروسي إلى أنه ونظيره الفرنسي أكدا تمسك موسكو وباريس بعدم وجود بديل لاتفاقات مينسك كسبيل لحل النزاع هناك لكن هذه الاتفاقات تحتاج إلى تطبيق.
وعن علاقة بلاده بالاتحاد الأوروبي ذكر لافروف أنه أكد خلال مباحثاته مع لودريان اهتمام بلاده بتطبيع العلاقات بين الجانبين.
من جانبه أكد لوديران عزم باريس على محاربة الإرهاب عبر بذل جهود مشتركة مع روسيا في هذا المجال باعتبار الدولتين عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي وكونهما تواجهان تهديدات إرهابية مشتركة مشيرا في الوقت نفسه إلى ان فرنسا لا تسعى إلى عزل روسيا عن أوروبا أو إلى إضعافها اقتصاديا وماليا.
وقال لوديران.. ” يجب أن نجمع الجهود باتجاه دعم مصالح أمننا وهذا ما تحدثت عنه مع لافروف.. سنعمل بطريقة ملموسة وبراغماتية على تسوية المشكلات التي تمس بمصالح كل من روسيا وفرنسا.. عدونا المشترك هو المجموعات الإرهابية التي تخطط لاستخدام الأراضي السورية لتنظيم هجمات إرهابية على أراضينا والتي تقوم بإعداد مسلحين جدد عسكريا واديولوجيا”.
وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أعلنت أن طيران ما يدعى “التحالف الدولي” أقدم بعد ظهر أمس الأول على استهداف احدى طائراتنا المقاتلة في منطقة الرصافة بريف الرقة الجنوبي أثناء تنفيذها مهمة قتالية ضد تنظيم “داعش” الإرهابي في المنطقة ما أدى الى سقوط الطائرة وفقدان الطيار مؤكدة أن هذا الاعتداء السافر يؤكد بما لا يدع مجالا للشك حقيقة الموقف الأمريكي الداعم للإرهاب والذى يهدف الى محاولة التأثير على قدرة الجيش العربي السوري القوة الوحيدة الفاعلة مع حلفائه التي تمارس حقها الشرعي في محاربة الارهاب على امتداد مساحة الوطن.
ريابكوف: الضربات الأمريكية على سورية تواطؤ سافر مع الإرهابيين
من جانبه أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن الضربات الأمريكية على سورية يعتبر يعتبر تواطؤا مع الإرهابيين.
وأشار ريابكوف في مقابلة مع وكالة “إنترفاكس” الروسية اليوم إلى أن الضربات الأمريكية التي استهدفت المقاتلة السورية تؤكد التواطؤ الأمريكي السافر مع الإرهاب الناشط في الأراضي السورية.
بوغدانوف: قيام الولايات المتحدة بزيادة قواتها جنوب سورية أمر غير شرعي
كما أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن قيام الولايات المتحدة بزيادة قواتها جنوب سورية أمر غير شرعي إطلاقا ولا يستند إلى قرارات مجلس الأمن الدولي أو دعوة من الحكومة السورية.
وقال بوغدانوف في مؤتمر صحفي عقده اليوم وفقا لما نقله موقع روسيا اليوم إن “هذا الأمر غير شرعي إطلاقا وليس هناك قرار بهذا الشأن من مجلس الأمن الدولي أو طلب من السلطات الشرعية في الجمهورية العربية السورية.. إذ أن سورية دولة ذات سيادة وينبغي احترام سيادتها وسلامة أراضيها طبقا لأحكام القانون الدولي وهي عضو كامل الحقوق في الأمم المتحدة”.
وأضاف بوغدانوف أن “موسكو لا تستبعد إجراء اتصالات مع الولايات المتحدة بشأن سورية في أقرب وقت ولكن هذا الأمر ممكن على هامش أجندة العلاقات بين الدولتين”.
إلى ذلك أشار بوغدانوف إلى أن وفد الجمهورية العربية السورية أكد مشاركته في محادثات استانا يومي الرابع والخامس من تموز القادم مشيرا إلى “أنه جرى توجيه دعوة إلى الأتراك وعبرهم إلى المعارضة المسلحة.. ونحن ننتظر حاليا تحديد وفد المعارضة وقوامه إلى محادثات استانا”.
غاتيلوف: العمل متواصل حول المسائل المتعلقة بمناطق تخفيف التوتر في سورية
إلى ذلك أكد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف أن العمل متواصل حول المسائل المتعلقة بمناطق تخفيف التوتر في سورية وأن الأمور تسير على ما يرام.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن غاتيلوف قوله اليوم إن “مشاركة /المعارضة المسلحة/ في اجتماع أستانا المقرر عقده في الرابع والخامس من تموز يعتمد على إرادتهم السياسية”، مشيراً إلى أن الأشخاص المدعوين هم أنفسهم الذين كانوا في الجولات السابقة.
وكانت وزارة الخارجية الكازاخستانية أعلنت في وقت سابق اليوم أنه تم توجيه دعوات إلى الحكومة السورية و”المعارضة” والدول الضامنة والمراقبين لحضور اجتماع أستانا حول سورية المقرر في الـ4 والـ5 من تموز المقبل.
وأعرب غاتيلوف عن أمله في أن يشارك ممثلون عن الولايات المتحدة في الاجتماع القادم حول سورية في أستانا بصفة مراقب، لافتاً إلى أن واشنطن شاركت في الاجتماعات السابقة بهذه الصفة.
واستضافت العاصمة الكازاخستانية أستانا أربعة اجتماعات حول الأزمة في سورية أكدت في مجملها الالتزام بسيادة واستقلال ووحدة الأراضي السورية وتثبيت وقف الاعمال القتالية بينما تم في الاجتماع الأخير الذي عقد مطلع الشهر الماضي توقيع المذكرة الروسية لإنشاء مناطق لتخفيف التوتر في سورية.
وفي سياق منفصل قال غاتيلوف إنه “لا توجد تأكيدات حتى الآن على مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي”.
بيسكوف: روسيا تشعر بقلق بالغ من تصرفات “التحالف الدولي” في سورية
من جهة ثانية أعربت الرئاسة الروسية عن قلقها البالغ تجاه تصرفات “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة في سورية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديميتري بيسكوف في تصريح للصحفيين اليوم: إن “الوضع المرتبط بأعمال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سورية يثير بلا شك قلقا جديا لدى الكرملين”.
وامتنع بيسكوف عن الإجابة عن سؤال حول احتمال حصول اصطدام مباشر بين روسيا والولايات المتحدة بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية أمس أن “وسائل الدفاع الجوي الروسية الأرضية والجوية ستواكب أي أجسام طائرة بما فيها المقاتلات والطائرات المسيرة التابعة (للتحالف الدولي) وسيتم رصدها غرب نهر الفرات في سورية باعتبارها أهدافا جوية” وقال: إنني أترك هذا السؤال دون تعليق.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت أمس أن استهداف ما يدعى “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن مقاتلة سورية في ريف الرقة يعد “خطوة جديدة نحو تصعيد الوضع بشكل خطير” محذرة واشنطن مجددا من تكرار اللجوء إلى القوة العسكرية ضد القوات السورية.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: