بيروت-سانا
تتفاقم الأزمات التي تعيشها ما تسمى “المعارضات السورية” الخارجية في ظل الهزائم التي تتلقاها أذرعها الارهابية في الميدان عبر الانتصارات المتتالية للجيش العربي السوري وكذلك في ظل الخلافات والصراعات بين رعاتها الإقليميين والدوليين.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن العديد من المحللين والباحثين قولهم.. “إن الأزمة الأخيرة الناشبة بين الأنظمة الخليجية وتحديدا بين أنظمة السعودية والامارات والبحرين من جهة وقطر من جهة ثانية وضعت “المعارضات السورية” في “موقف محرج بعد أن أضعفها توتر العلاقات المتنامي بين السعودية وقطر أبرز الدول الراعية لها”.
وأشار الباحث الرئيسي في مركز كارنيغي للشرق الاوسط يزيد صايغ إلى أن القطيعة الحالية بين النظامين السعودي والقطري وضعت “المعارضة في موقف محرج سياسياً لأنه لا أحد يريد ان يكون جزءاً من هذه الأزمة بشكل علني كما ان أحداً لا يتحمل التخلي عن أي من الطرفين السعودي أو القطري”.
ولفت صايغ إلى أن هذه الأزمة المستجدة ستعمق المأزق الذي تعيشه “المعارضات السورية” الخارجية وخصوصا بعد أن “تحولت كلها إلى لاعب ثانوي” فيما يخص التأثير في مسار حل الأزمة في سورية.
ومنذ بداية الأزمة في سورية عملت ممالك ومشيخات الخليج وفي مقدمتها نظام بني سعود ومشيخة قطر على تقديم مختلف أنواع الدعم والتمويل للمجموعات الإرهابية ومدها بالمال والسلاح وتغطيتها سياسياً كما تسابقت فيما بينها على تشكيل الفصائل الارهابية وتدريبها وتزويدها بالمال ومختلف أنواع الأسلحة لشن الهجمات الارهابية على الشعب السوري تنفيذاً للمخططات الأميركية والاسرائيلية التي تستهدف سورية.
من جهته أوضح الباحث في جامعة اوكسفورد رفاييل لوفيفر أن تأثير التوتر بين النظامين القطري والسعودي قد ينعكس بشكل أكبر على مناطق دون أخرى وخاصة التي تتمركز فيها مجموعات مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالنظامين الخليجيين، مبيناً أنه قد يكون للازمة بينهما “نتائج دموية أكثر وخاصة أنهما يدعمان مجموعات متنافسة في مناطق شهدت أصلا اقتتالا داخليا”.
ونشب صراع كبير مؤخراً بين ممالك ومشيخات الخليج بسبب الخلاف حول حجم الأدوار والقدرة على التأثير فى مسار المخططات التي تستهدف دول المنطقة وكذلك الهيمنة والسيطرة على التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق وغيرها من الدول والتي تكفلت هذه الممالك والمشيخات بدعمها وتمويلها وتسليحها بإيعاز من الإدارة الاميركية وحلفائها الغربيين.
من ناحيتها تعيش “المعارضات السورية” الخارجية حالة إرباك واضحة تجاه الأزمة بين ممالك ومشيخات الخليج حيث يرفض أغلبية ممثليها التعليق على الموضوع بسبب ما يصفونه ب”حساسيته” بينما يعبر آخرون عن أمنياتهم بأن تكون هذه الأزمة بين الممولين والرعاة مجرد “سحابة صيف”.
وكانت أنظمة السعودية والامارات والبحرين أعلنت فى الخامس من الشهر الجاري قطع علاقاتها مع النظام القطري واتخذت اجراءات دبلوماسية واقتصادية بحقه بينها وقف الرحلات إلى قطر وإغلاق الحدود البرية بينها وبين السعودية.