الشريط الإخباري

صحيفة تونسية: الرئاسة التونسية في عهد المرزوقي كانت وماتزال شريكا في الحرب الإرهابية على سورية

تونس-سانا

انتقدت صحيفة الشروق التونسية بشدة حديث الرئيس التونسي المؤقت محمد المنصف المرزوقي عن خطر تنظيم داعش الإرهابي مشيرة إلى أن المرزوقي غير مؤهل للتحدّث في هذا الموضوع لأن الرئاسة التونسية في عهده كانت وماتزال “شريكا” في الحرب الإرهابية على سورية.

وقالت الصحيفة في المقال الافتتاحي في عددها الصادر اليوم “إن يتحدّث الرئيس المنصف المرزوقي عن خطر تنظيم “داعش” وعن ضرورة محاربته وصولا إلى القضاء عليه فالأمر يحتاج إلى تدقيق وتمعن “مذكرة” بتورطه موضوعيا وتلازميا لإيجاد بيئة سانحة وسامحة لتغول الإرهاب ولاستفحال التطرف في المنطقة العربية بشكل عام وفي سورية بشكل خاص”.

وأوضحت الصحيفة أنّ التحذير من خطر الإرهاب بعد أن غضت عنه الرئاسة التونسية الطرف وأدخلت يدها في “عش دبابير” الإرهاب يصبح لونا من ألوان درء التهمة وشكلا من أشكال دفع الشبهة.. فالإرهاب يكبر ويعشش في مناخ الفوضى وفي سياق الخراب وضعف الدولة وتفتت المؤسسات.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في هذا المجال “كانت تونس الرسمية جزءا من الحرب على سورية بلا شك وذلك في ثلاثة مفاصل على الأقل يكمن أولها في المفصل الخطابي الإعلامي ويتمثل في عدم إدانة الحكومة أو الرئاسة للأعمال الإرهابية التي اقترفتها التنظيمات المسلحة في سورية طيلة سنوات الأزمة في سورية”.

وأضافت الصحيفة إن المفصل الثاني “يتمثل في الشقّ السياسي حيث عمدت الرئاسة التونسية إلى استضافة أكبر “مؤتمر دولي” لإعلان الحرب على سورية وانتهجت سياسة تجاهل موسم هجرة “الجهاديين” التونسيين إلى سورية”.

وأشارت إلى أن المفصل الثالث كامن في الشقّ الدبلوماسي وهو جانب لعبت فيه تونس دور السباق لقطع العلاقات مع سورية التي هي في باطنها علاقات تاريخية وثقافية وحضارية.

وخاطبت الصحيفة التونسية الرئيس التونسي قائلة “تونس في عهدكم منحت لكل إرهابيي العالم غطاء وتسويغا شرعيين للقتال في سورية ولتكوين اللبنة الأهم والأكبر لأضخم وأغنى تنظيم إرهابي في التاريخ”.

وكانت تقارير صحفية أكدت وصول مئات الإرهابيين التونسيين إلى سورية للقتال إلى جانب التنظيمات الإرهابية المسلحة فيها وقد عاد العشرات منهم إلى بلادهم وأحالتهم السلطات المختصة إلى القضاء.

من جهة أخرى استغرب الباحث الاستراتيجي اللبناني والخبير في الشؤون العسكرية والأمنية العميد إلياس فرحات في حوار مع الصحيفة التونسية ذاتها نشرته في عددها الصادر اليوم “السرعة القياسية والعجيبة والغريبة التي ظهر بها تنظيم داعش وسيطرته في أيام قليلة على مساحات واسعة من الأراضي العراقية”.

وتساءل فرحات كيف يمكن أن ينجح تنظيم كهذا بعد 13 عاما من أحداث 11 أيلول ومن محاربة الإرهاب في الظهور بتلك القوة.. وكيف تعجز الولايات المتحدة التي ظلت منذ 13 عاما تهدد وتتوعد الإرهاب بل وتؤكد قضاءها على العمود الفقري للإرهاب وخاصة بعد أن تمكنت من تصفية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن فكيف يصل شخص مثل أبو بكر البغدادي المطلوب عالميا والذي رصدت الولايات المتحدة 10 ملايين دولار لقاء القبض عليه إلى جامع الموصل ويلقي خطبة هناك.. وكل هذا لم تكشفه أجهزة المخابرات الأمريكية التي أعلنت أن طائرات أمريكية من دون طيار تجوب سماء العراق… كذلك إن كل من يشاهد تلك الآليات والمعدات الجديدة مع “داعش” وهي تزيد على الألف يستغرب كيف وصلت إلى شمال سورية.. وكذلك المقاتلون الأجانب.

وأكد فرحات “إن العلاقة بين تنظيم “داعش” الإرهابي وتركيا لا تخطئها العين” مشيرا إلى أن الحكومة التركية “تستخدم “داعش” أساسا لمحاربة الأكراد في العراق وسورية وليس سرا أن الحكومة التركية تريد إسقاط الدولة في سورية وضرب استقرار العراق”.

وعبر فرحات عن اعتقاده بأن “كل الجهود والتحركات لن تؤدي إلى أي نتيجة ما دامت بعض الدول الإقليمية تدعم تنظيم “داعش الإرهابي وتتعاون معه” لافتا إلى أن الولايات المتحدة تضع اليوم المشكلة أمام دول المنطقة وتتركها بلا حل كما تترك دول المنطقة “تتخبط في قراراتها”.

انظر ايضاً

“لا تتركوا سورية وحيدة” .. بقلم: عبد الحميد الرياحي – الشروق التونسية

حين تستمع إلى المسؤولين الأمريكيين وهم يلقون الدروس والمواعظ حول الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان