S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
عواصم-سانا
اعتبرت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أن استراتيجية بلادها في مكافحة الإرهاب تحتاج إلى مراجعة وإعادة نظر في ضوء الهجمات الأخيرة التي شهدتها البلاد وأحدثها عملية دهس مشاة على جسر لندن وطعن في سوق بورو ماركت الليلة الماضية.
ونقلت رويترز عن ماي قولها اليوم في مقر الحكومة البريطانية في داونينغ ستريت: إن “الوضع لا يمكن أن يستمر على ما هو عليه ولابد من إعادة النظر في استراتيجية التعامل مع الإرهاب” مشيرة إلى إمكانية تشديد عقوبة السجن فيما يتعلق بالجرائم الإرهابية وفرض المزيد من القيود التنظيمية على الانترنت كمجالات محتملة لتغيير السياسات.
ودعمت بريطانيا على مدار السنوات السبع الأخيرة وبالاشتراك مع الولايات المتحدة وأنظمة إقليمية على رأسها النظامان السعودي والتركي التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق ووفرت لهم الغطاء السياسي والدعم المادي واللوجستي متجاهلة جميع التحذيرات من ارتداد الإرهاب إلى أراضيها.
وقالت ماي: إن “التهديد الذي تواجهه بريطانيا يأخذ اتجاها جديدا إذ إن الإرهاب يولد الإرهاب” لافتة إلى تعليق الحزبين المتنافسين في انتخابات مجلس العموم حملتهما الانتخابية إثر اعتداء أمس على أن يتم استئنافها غدا الاثنين.
واعتبرت ماي أن بريطانيا بحاجة لتغيير استراتيجيتها في أربعة مجالات وهي مكافحة ما سمته “الفكر الشرير الذي يلهم هذه الهجمات واجراءات تنظيمية جديدة لتقليص المساحة المتاحة للمتطرفين على الانترنت والكشف عن التطرف في المجتمع البريطاني اضافة إلى مراجعة استراتيجية مكافحة الارهاب في ضوء التهديد المتغير”.
يذكر أن بريطانيا شهدت سلسلة هجمات جاءت نتيجة دعمها الإرهاب في سورية والمنطقة حيث دهس المدعو خالد مسعود عددا من المارة على جسر ويستمنستر في 22 آذار الماضي وطعن شرطيا قبل أن تطلق الشرطة النار عليه وتقتله.
وفي الثاني والعشرين من أيار الماضي فجر بريطاني من أصل ليبي نفسه في نهاية حفلة غنائية للمغنية الاميركية اريانا غراندي في قاعة مانشستر ارينا للحفلات في هذه المدينة الواقعة فى شمال غرب انكلترا حيث قتل 22 شخصا وجرح 116 آخرون بينهم عدد كبير من الأطفال والمراهقين.
ترامب وخان يتبادلان الاتهامات على خلفية اعتداء لندن
من جهته انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب رئيس بلدية لندن صادق خان واتهمه بالتقليل من تهديد الإرهاب بينما أكد الأخير أن ترامب يستغل الهجمات الإرهابية لتحقيق مكاسب سياسية.
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن ترامب قال في تغريدة على موقع تويتر: “قتل سبعة على الأقل وأصيب 48 آخرون في هجوم إرهابي ورئيس بلدية لندن يقول لا داعي للقلق ” مضيفا “علينا أن نتوقف عن تجنب تسمية الأمور بأسمائها وأن نركز على أمن شعوبنا..إذا لم نصبح أذكياء فإن الأمور ستتدهور”.
بدوره رد رئيس بلدية لندن على تصريحات ترامب واتهمه بتكرار استغلاله الهجمات الإرهابية “لتحقيق مكاسب سياسية”.
وقال المتحدث باسم خان في بيان نقلته وكالة الصحافة الفرنسية إن “لرئيس البلدية أمورا أكثر أهمية يقوم بها من الرد على تغريدة غير دقيقة لدونالد ترامب الذي يتعمد إخراج ملاحظات خان من سياقها حين يدعو سكان لندن إلى عدم القلق من انتشار أعداد أكبر من قوات الشرطة ومن بينهم شرطة مسلحة في شوارع العاصمة لندن “.
مقتل ستة أشخاص في اعتداء وسط لندن واعتقال 12 شخصاً على خلفية الهجوم
وكانت الشرطة البريطانية أعلنت مقتل ستة أشخاص في الاعتداء الذي وقع مساء أمس وسط لندن إضافة إلى مقتل ثلاثة مهاجمين على يد قوات الأمن.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الشرطة قولها في بيان اليوم: إن الهجوم “أسفر عن سقوط ستة قتلى وثلاثين جريحاً على الأقل نقلوا إلى خمسة مستشفيات في لندن”.
وأوضحت الشرطة أن عناصرها “تصدوا بسرعة لهؤلاء الأفراد الثلاثة الذين قتلوا في بورو ماركيت” الحي المجاور للندن بريدج حيث قاموا بصدم حشد بشاحنة صغيرة مشيرة إلى أن المشتبه بهم كانوا يرتدون “ما يشبه سترات ناسفة تبين أنها مزيفة”.
وبينت الشرطة في بيانها أنها تلقت اتصالًا على إثر شهادات تحدثت عن آلية دهست حشداً على جسر لندن وتوجهت الآلية بعد ذلك إلى حي بورو ماركيت وقالت إن “المهاجمين تركوا الآلية هناك وقاموا بطعن عدد من الأشخاص بينهم ضابط في شرطة النقل أصيب بجروح خطيرة”.
وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية أن السلطات البريطانية تتعامل مع حادث لندن كـ “عمل إرهابي محتمل”.
وهذا الاعتداء هو الثالث الذي يضرب بريطانيا في أقل من ثلاثة أشهر ويأتي قبل أيام من الانتخابات التشريعية المقررة في الثامن من الشهر الجاري حيث قتل 22 شخصا وأصيب العشرات في تفجير وقع بقاعة احتفالات في مدينة مانشستر البريطانية خلال حفل غنائي للمطربة الأمريكية أريانا غراندي في الثاني والعشرين من الشهر الماضي.
وكانت بريطانيا أعلنت أنها في حالة تأهب أمني عند ثاني أعلى مستوى بسبب مخاوف من شن متطرفين هجمات إرهابية كان آخرها في الـ 22 من آذار الماضي عندما دهس متطرف مجموعة من المواطنين على جسر ويستمنستر قبل أن يتوجه إلى مبنى البرلمان ويطعن عددا من حراسه ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 20 آخرين بجروح.
الشرطة البريطانية تعتقل 12 شخصا
في سياق متصل اعتقلت الشرطة البريطانية 12 شخصا في حي باركينغ شرق لندن على خلفية الهجوم.
ونقلت أ ف ب عن الشرطة قولها في بيان اليوم: إنها “تجري العديد من عمليات الدهم”.
السلطات البريطانية: المستوى الرسمي للتهديد الأمني ما زال عند مستوى “حاد”
وأعلنت السلطات البريطانية أن المستوى الرسمي للتهديد الأمني ما زال عند مستوى “حاد” ما يعني أن وقوع هجوم جديد أمر مرجح بشكل كبير وحثت الناس على توخي اليقظة والحذر.
ونقلت رويترز عن رئيس بلدية لندن صادق خان قوله إن “سكان لندن سيشهدون وجودا متزايدا لرجال الشرطة في المدينة بعد الهجوم الدامي لكن ليس هناك ما يدعو للذعر”.
ودعا المواطنين إلى المشاركة في الانتخابات التشريعية المقررة الخميس المقبل وقال “من الأمور التي يمكن أن نقوم بها حتى نثبت أننا لن نذعن للخوف التوجه إلى صناديق الاقتراع يوم الخميس والتأكيد على أننا نعي أهمية ديمقراطيتنا وحرياتنا المدنية وحقوق الإنسان”.
وكانت ماي دعت في نيسان الماضي إلى إجراء انتخابات مبكرة في الثامن من حزيران وقالت إن الحكومة” لديها الخطة المناسبة للتفاوض على شروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وإنها بحاجة إلى وحدة سياسية في لندن”.
إلى ذلك أعلنت الرئاسة الفرنسية عن إصابة اثنين من رعاياها في اعتداء لندن فيما أعلنت استراليا أن مواطنا استراليا أصيب بشكل مباشر في الاعتداء في حين تعمل السلطات على معرفة مصير مواطن آخر.
وقال كريستوف كاستانير الناطق باسم الرئاسة الفرنسية للإذاعة العامة “فرانس انفو” هناك جريحان فرنسيان أحدهما في حالة خطيرة” بينما أكد مالكولم ترنبول رئيس وزراء استراليا في تصريح صحفي أن استراليين تأثرا بشكل مباشر باعتداء لندن وقال “تأكد نقل أحد الضحيتين إلى المستشفى في حين تعمل السلطات الاسترالية لمعرفة وضع الشخص الآخر”.
ونصحت الحكومة الاسترالية مواطنيها في المملكة المتحدة بالابتعاد عن جسر لندن ومنطقة بورو ماركت.
إلى ذلك قالت هيئة إسعاف لندن إنها “نقلت 48 مصابا للمستشفيات في مختلف أنحاء العاصمة البريطانية”.
لودريان: مقتل فرنسي وإصابة سبعة آخرين في الاعتداء
من جهته أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن فرنسيا قتل وأصيب سبعة آخرون في الاعتداء.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن لودريان قوله اليوم خلال زيارة يقوم بها إلى تونس إن “الضحايا الفرنسيين هم قتيل وسبعة جرحى لا يزالون في المستشفيات أربعة منهم بحالة الخطر” مضيفا إن “مواطنا فرنسيا آخر لا يزال مفقودا”.
ترامب وماكرون يؤكدان دعمهما لبريطانيا
إلى ذلك أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي “دعم بلاده الكامل لبريطانيا” بعد “الاعتداء الإرهابي الوحشي” الذي شهدته العاصمة البريطانية.
ونقلت “ا ف ب” عن الرئاسة الأميركية قولها في بيان إن ترامب عرض خلال اتصال هاتفي مع ماي الليلة الماضية “الدعم الكامل لحكومة الولايات المتحدة في عملية التحقيق وإحالة المسؤولين عن هذه الأعمال الشريرة إلى القضاء”.
من جهتها أدانت وزارة الخارجية الأميركية “الهجمات الجبانة على مدنيين أبرياء” وقالت في بيان.. “علمنا بأن الشرطة البريطانية تعالج هذه الحوادث على أنها أعمال إرهابية”.
وفي باريس قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة اليوم إن فرنسا “تقف أكثر من أي وقت مضى إلى جانب بريطانيا” مضيفاً.. “في وجه هذه المأساة الجديدة فرنسا هي أكثر من أي وقت مضى جنباً إلى جنب مع بريطانيا… أفكاري مع الضحايا وأقاربهم”.
ووفق محللين ومراقبين لملفات الإرهاب فإن المسؤولين الغربيين والأميركيين وبتجاهلهم كل التحذيرات التي أطلقت بشأن التعامل بجدية مع أخطار دعم الإرهاب في سورية والمنطقة ورفضهم كل التنبيهات بشأن ارتداده إلى داخل بلادهم يتحملون جانباً من المسؤولية عما حدث وسيحدث من اعتداءات ستطول شعوبهم ومؤسسات بلادهم وهذا ما جرى بالفعل في عدة مدن أوروبية سواء في باريس أو بروكسل أو برلين ولندن.
الرئيس الروسي يدين اعتداء لندن ويصفه بالجريمة الصادمة
كما أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتداء الذي وقع في العاصمة البريطانية لندن ووصفه ب”الجريمة الصادمة”.
وقال المكتب الصحفي للكرملين في بيان نشره اليوم على الموقع الالكتروني للكرملين إن “بوتين أعرب في برقية تعزية وجهها إلى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن قناعته بضرورة القيام بالرد الجماعي على هذا الاعتداء عن طريق تكثيف الجهود المشتركة المبذولة في سبيل مكافحة الإرهاب في جميع أرجاء العالم”.
وقدم بوتين في البرقية تعازيه لأهالي القتلى والمصابين جراء الاعتداء.
مصر تدين وتدعو دول العالم إلى الاصطفاف في مواجهة الإرهاب
من جهتها أدانت مصر بشدة الاعتداء الذى وقع في العاصمة البريطانية وأسفر عن مقتل وجرح أكثر من 50 شخصا.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها اليوم إن هذا الحادث “يمثل حلقة جديدة في سلسلة العمليات الإرهابية التي شهدتها العديد من المدن حول العالم مؤخرا وهو ما يؤكد أن جميع المجتمعات والشعوب باتت مستهدفة بالإرهاب البغيض”.
وجدد البيان تأكيد مصر على دعوة جميع دول العالم إلي الاصطفاف في مواجهة ظاهرة الإرهاب ومن يقف وراء التنظيمات الإرهابية بالدعم والتمويل والتسليح مؤكدا تضامن مصر الكامل مع الحكومة والشعب البريطانيين في هذه الأوقات العصيبة.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:
