معهد نزع السلاح بكوريا الديمقراطية: وجود القوات الأمريكية بكوريا الجنوبية سبب للتوتر بشبه الجزيرة الكورية

بيونغ يانغ-سانا

أكد معهد نزع السلاح والسلام في كوريا الديمقراطية أن وجود القوات الامريكية في كوريا الجنوبية يعد السبب الرئيسي وراء التوتر وحالة عدم الاستقرار ليس فقط في شبه الجزيرة الكورية بل في شمال شرق آسيا ككل.

وأشار المعهد في بيان له إلى خطورة النشاطات التي تقوم القوات الأمريكية الموجودة في كوريا الجنوبية بتنفيذها وأبرزها المناورات العسكرية المشتركة التي “تؤدي إلى دوامة من التوترات في شبه الجزيرة الكورية”.

وأوضح المعهد أن الولايات المتحدة و”حلفاءها” في كوريا الجنوبية يحاولون تبرير هذه المناورات العسكرية بوصفها “مناورات سنوية ودفاعية” لكنها وباعتراف الدول الغربية تشكل تهديدا جديا للسلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية.

وأكد المعهد أنه لا يمكن التغاضي عن المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة لكونها تمثل “استعراضا خطيرا جدا للقوة العسكرية” يمكن أن يتسبب بعواقب كارثية في شبه الجزيرة الكورية وذلك في ضوء طبيعة هذه المناورات وحجمها وتكرارها.

واشار المعهد إلى أن عدد المناورات العسكرية المشتركة التي تقوم الولايات المتحدة بتنظيمها وقيادتها في كوريا الجنوبية تحت اسماء رمزية مختلفة يتجاوز الاربعين بشكل سنوي بمشاركة أكثر من 500 الف جندي وهذا يتجاوز بكثير حجم ونطاق المناورات العسكرية التي تجري بين الدول الأخرى.

وأوضح المعهد أن هذه المناورات العسكرية تجري على أراضي شبه الجزيرة الكورية وليس على الأراضي الامريكية وذلك بسبب الطبيعة العدوانية للقوات الامريكية الموجودة في كوريا الجنوبية.

وأشار المعهد إلى أن البلدان المجاورة لشبه الجزيرة الكورية وفي محاولة منها للتأقلم مع المناورات البحرية المشتركة المنظمة بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية عمدت إلى تنظيم مناورات بحرية مشتركة وروتينية في المياه المحيطة بشبه الجزيرة.

ولفت المعهد إلى أن القوات الامريكية في كوريا الجنوبية لا تخضع لسيطرة الامم المتحدة او قوات حفظ السلام التي يتم ارسالها الى مناطق النزاع بموجب القرارات الدولية مؤكدا أن الهدف من وراء وجود هذه القوات وبرامج انشطتها موجه ضد كوريا الديمقراطية ومن اجل الحصول على “تفوق عسكري” في شمال شرق آسيا.

وأكد المعهد انه أمام الضغوط العسكرية المتزايدة التي تمارسها الولايات المتحدة على بيونغ يانغ مع وجود قواتها في كوريا الجنوبية فان كوريا الديمقراطية تتخذ بالمقابل اجراءات دفاعية على أساس سنوي ومنتظم.

وشدد المعهد على ضرورة أن يولي المجتمع الدولي والامم المتحدة والبلدان المجاورة لشبه الجزيرة الكورية الانتباه للمناورات العسكرية الامريكية/الكورية الجنوبية المشتركة التي تهدد بشكل جدي السلام والأمن في شبه الجزيرة والمنطقة باسرها.

ودعت لجنة السلام والوحدة التابعة لحزب العمال الحاكم في كوريا الديمقراطية في آب الماضي الحكومة الكورية الجنوبية الى وقف التدريبات العسكرية مع الولايات المتحدة تماما.

وقالت اللجنة في بيان لها إنه “ينبغي على كوريا الجنوبية أن تتخذ قرارا حاسما لوقف التدريبات العسكرية المشتركة إذا كانت تولي اهتماما لتحسين العلاقات بين الكوريتين وإجراء الحوار بين الطرفين”.

وكانت كوريا الديمقراطية أكدت ان التدريبات العسكرية المشتركة التي نفذتها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في آب الماضي تحت اسم اولجي تعد تهديدا للسلام وتراجعا عن جهود تحسين العلاقات بين بيونغ يانغ وسيئول فيما أكد متحدث باسم وزارة خارجية كوريا الديمقراطية ان هذه التدريبات المتكررة في شبه الجزيرة الكورية “استفزازية” قائلا “إنها أعمال إجرامية تهدف الى زعزعة الأمن والسلام”.