دمشق-سانا
أقام اتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية ملتقى القصة القصيرة المقاومة حيث ألقى مجموعة من الأدباء قصصا عبرت عن التزامهم بالقضية الفلسطينية مستخدمين أساليب أدبية مختلفة عبرت عن أهمية القصة المقاومة في الساحة الأدبية السورية.
وقدم مجموعة من الأدباء الشباب بعضا من نتاجاتهم القصصية التي عكست اهتمام الجيل الجديد بالقضية الفلسطينية رغم كل محاولات الغزو الثقافي لإبعاده عنها .
وألقى الأديب حسان علي محمد قصة بعنوان “رجل يبحث عن وطنه” بين فيها جرائم الصهاينة المحتلين بحق الشعب الفلسطيني عبر التنكيل والإساءة له والمأساة التي خلفها اغتصاب فلسطين من قبل الصهيونية وذلك عبر بطل قصته الرجل الذي ذهب ليبحث عن وطنه وتعرض خلال أحداث القصة إلى كثير من الشقاء إلى أن عاد وفي يده حفنة من تراب ملونة بالدم معتمداً على بطل واحد في سير أحداث القصة.
كما ألقت القاصة سوزان الصعبي نصا بعنوان “بواحدة أبعث” تطرقت فيه لمعاداة الصهيونية المحتلة للإنسان وسعيها المحموم لإذلال الشعب الفلسطيني من خلال الطفل الذي ذهب ليجلب الدواء لجدته فسرقه منه الجندي المحتل وفتته مبينة في قصتها أن هذا الطفل لا يمكن أن ينسى ما حصل معه وأنه سيسهم مع أبناء جيله في طرد المحتلين عن أرض فلسطين.
الأديبة الصعبي اعتمدت على السرد المكثف لمعالجة الحالة وتحريك الحدث محاولة أن تخفف من عدد الأشخاص كأسلوب قد تراه أكثر سهولة عند المتلقي.
وقرأ القاص والروائي علي المزعل قصة بعنوان “نداء لا ينقطع” ربط فيها تداعيات القص بمجملها بالبطل برهوم الذي ظهرت إلى جانبه شخصيات لعبت دور البطولة أيضا في العمل على إظهار حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وطرد المحتل.
البنية الفنية عند المزعل ازدادت بعاطفة مشكلة بموجودات الطبيعة في فلسطين حيث لعبت العاطفة دورا أساسيا في تركيب المعاني التعبيرية للقصة ولا سيما عندما مات الوالد ورفع على الأكتاف وتعانقت حوله عشرات البنادق ليرقد في باطن الأرض التي تبقى ثابتة كحق مطلق لأهلها .
الأسلوب الحديث الذي اشتغل عليه المزعل لم يغير من سياق أحداث القصة ومستوى فنيتها فظل الرابط متفردا في الجمع بين النقاط والركائز الأساسية حول حدث مهم عندما رفع الأب على الأكتاف وأدت الصورة إلى إلهاب المشاعر.
على حين قدم الروائي والأديب حسن حميد قصة بعنوان “أصحابي” خرج فيها عن مألوف القص عندما تناول الأحداث التي مرت بها مدينة حلب وما جاش فيه من مشاعر لدى زيارته لها وجعلته يكتب القصة لتدور أحداثها قريبا من قلعتها فجاءت في القصة كحصن يمثل العروبة بمجملها.
الأديب حميد انطلق من حدث اجتماعي أعطى دور البطولة فيه إلى حارس الأسواق “حسناتو” الشخص الذي يعرف كل شيء بمدينته والذي جسد صفات أبناء حلب الشهباء والسوريين عموما في النخوة وإغاثة الملهوف والمحبة الصافية كما ركز حميد على أهمية أسواق حلب وأعمال التخريب الممنهج التي تعرضت له جراء الاعتداءات الارهابية لما لها من أهمية في الاقتصاد الوطني إضافة لتناول تعامل أبناء هذه المدينة مع ما تعرضت له حلب من إجرام.
القاص حميد أوجد كل عناصر الفن القصصي في رسم حكاية ظهرت شائقة إضافة إلى اهتمامه بعنصر التشويق الذي يعتبر واحد من أهم مكونات القصة عندما يتلقاها القارئ أو المستمع.
على حين جاءت قصة “غيمة النرجس” لرئيس اتحاد الكتاب العرب نضال الصالح مبتدئة بدفق عاطفي دفع بالمتلقي إلى تداعي الذكريات واستنهاض صباحات الماضي ليدخل إلى عالمه الذي كون من موجوداته قصته عبر تناول إحدى فصول مواجهة الكيان الصهيوني عبر بطل القصة الجندي السوري رامي صاروخ المالوتكا الذي ذهب للبنان ليتصدى مع أشقائه الفلسطينيين واللبنانيين للغزو الصهيوني.
وببراعة تصويرية رسم الصالح الحوار البنيوي الذي دار مع الأخوة والأصدقاء وهم يهيئون أنفسهم بفرح وبهمة لقتال العدو المستعمر فيعمد الصالح إلى رفع سوية العاطفة في تحولات الحدث ليلفت نظر المتلقي إلى النتائج التي يريدها لتسليط الضوء على ما يتعرض له العرب جراء هذا الكيان المحتل.
ونجح الصالح في سعيه لتكوين بيئة اجتماعية موحدة يسلط الضوء من خلالها على عادات وتقاليد البيئات العربية المختلفة عندما تواجه الظلم أو تتأثر بحدث واحد ليأخذ بالأحداث إلى أهمية هذه الوحدة العربية كما جاءت الدلالة الفنية في أسلوب القص عند الصالح عندما أشار إلى البندقية كرمز باق لمقاومة الاحتلال منذ الاحتلال الفرنسي.
كما ألقى الدكتور محمد البحيثي رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية كلمة عبر فيها عن أهمية هذه القصص التي جاءت بمواضيع مكونة من أحداث تهدف الى مقاومة الاحتلال الصهيوني .
حضر اللقاء ممثل المستشارية الثقافية الإيرانية في دمشق محمد هادي وممثل السفارة الإيرانية نور علي وعدد من الأدباء وأعضاء المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب.
محمد خالد الخضر