مهرجان نبض السويداء الثقافي يحاكي نبض السوريين وتمسكهم بالوجه الأرقى للحياة

السويداء-سانا

يواصل مهرجان نبض السويداء الثقافي الذي تقيمه دار ليندا للطباعة والنشر والتوزيع بالتعاون مع جمعية النقاء الثقافية فعالياته أسبوعيا ضمن بهو مجلس مدينة السويداء محاكيا إرادة السوريين النابضة بالحياة والأمل والجمال على تنوع مفرداته الفنية والثقافية والفكرية.

فعاليات المهرجان الذي يقام كل يوم جمعة تضم معرضا دائما للكتاب لدار ليندا يحوي مئات العناوين من الكتب المتنوعة التي تزداد بشكل مستمر بالتعاون مع عدة دور نشر اضافة الى نشاطات صباحية موجهة للأطفال وأمسيات شعرية وزجلية وموسيقية وقصصية ومعارض فنية وعروض سينمائية وحفلات توقيع كتب جديدة.

وتكمن أهمية المهرجان بحسب منظمته صاحبة دار ليندا للطباعة والنشر والتوزيع الشاعرة ليندا عبد الباقي في جعل الكتاب بمتناول يد العامة ولا يقتصر على فئة معينة وذلك من خلال معرض الكتاب الدائم وإقامة منبر دائم لكل المبدعين من مختلف الشرائح العمرية وخاصة أنه يتبنى الأطفال والشباب بهدف دعم وتشجيع مواهبهم في شتى المجالات الثقافية والفنية من شعر وموسيقا وغناء وفن تشكيلي ما يعكس التصميم في مقاومة الموت بنبض الحياة مع المساهمة في توعية جيل الشباب واستقطابه لمثل هذه الفعاليات.

وتضيف.. إن “المهرجان أصبح تقليدا ثقافيا أسبوعيا بهدف استقطابه العديد من المشاركين والمهتمين بالشأن الثقافي داخل المحافظة وخارجها بما يعزز التواصل بين أبناء الوطن الواحد مع عدد من المشاركات من العراق ولبنان ما يشكل إضافة مهمة لإغناء الحركة الثقافية”.

وللمهرجان دور في اكتشاف وإظهار مواهب الأطفال كما يلفت مدير المهرجان غسان أبو لطيف وذلك بهدف صقلها وتنميتها ووضعها على الطريق الصحيح وتعويدهم على المطالعة وتوجيههم لأسس التعامل السليمة مع وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة بهدف تحصينهم ضد الفكر الظلامي الوهابي الذي يستهدف هدم ثقافتنا وطمس معالمها ويؤكد تمسكنا بتراثنا الأصيل وذلك من خلال إقامة الندوات والمحاضرات الفكرية والعروض الفنية والتراثية التي يقدمها المشاركون.

ويشير عضو جمعية النقاء الثقافية بالسويداء الشاعر أنس العيد إلى أن المهرجان يسهم في البناء النفسي والفكري السليم للأطفال من خلال إبعادهم عن ثقافة الأزمة ومفرزاتها ورسم البسمة على وجوههم مبينا أنه يتم العمل على استقطاب الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال دار الرعاية الاجتماعية بهدف دمجهم مع أقرانهم والسعي ليكون المهرجان جوالا ليحتضن أطفال الريف في جميع أنحاء المحافظة ما يتماشى مع نهجه في إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الشباب والأطفال للمشاركة وتقديم مواهبهم رغم شح الدعم المادي الذي يعاني منه.

وعن مشاركته بالمهرجان يوضح الشاعر العراقي تحسين سلطاني أنها تهدف الى إثراء الحضور الأدبي في المهرجان ببصمات عربية وإيصال رسالة بأن سورية لا تزال تنبض بالحياة والشعب السوري لا يزال يعشق الأدب والفن رغم جسده المثخن بالجراح.

وأعرب عن أمله بأن يتحول المهرجان إلى حدث أدبي عربي واسع الأطياف على غرار مهرجان المربد وبابل في العراق ما يتطلب تضافر الجهود لكونه مهرجانا واعدا يوقظ الروح في جسد الثقافة بإيمان راسخ بأهمية الإبداع والفن في حياة الفرد والمجتمع مثمنا جهود القائمين عليه وإيلائهم الرعاية والاهتمام من تنسيق وتنظيم وموارد لإيقافه على أرضية صادقة في ظروف استثنائية وإمكانيات محدودة.

ورأى الفنان سيف درويش الذي قدم بمشاركة مجموعة من الفنانين معزوفات متنوعة للفنان الراحل فريد الأطرش ان المهرجان مسرح صغير لتقديم مختلف الفنون الثقافية والادبية الجميلة على تنوعها أمام جمهور نخبوي مهتم بالشأن الثقافي من أبناء المحافظة.

بدورها أشارت الفنانة فاديا أبو ترابي إلى أن المهرجان يشكل رسالة تحث الناس على التمسك بتاريخنا العريق وموروث أجدادنا وخاصة من خلال ما يقدمه من عروض سينمائية تسلط الضوء على تاريخنا الحافل بالانتصارات والقيم الوطنية والاخلاقية النبيلة لنستمد منه أصالة الحاضر.

هند حاطوم إحدى رائدات المهرجان ترى أنه حقق نجاحا نظرا لما يلقاه من أصداء جميلة في قلوب رواده ودوره في الارتقاء بالحركة الثقافية النابضة بالأمل في المحافظة لمواجهة الحرب بنور الثقافة ونبض القلم.

وكان مهرجان نبض السويداء الثقافي قد افتتح في العاشر من آذار للعام الحالي.

ريم أبو ترابي