اللاذقية-سانا
محاضرات ثقافية منوعة ومعارض فنية إضافة إلى عروض مسرحية وموسيقية تضمنتها فعاليات ملتقى رعاية المواهب الفنية الذي حمل عنوان ” الشباب والفنون حضارة المستقبل” والذي أقامه فرع اتحاد شبيبة الثورة في اللاذقية بالتعاون والتنسيق مع دائرة الآثار في المحافظة.
واستمر الملتقى طيلة الأسبوع الماضي حيث احتضن المتحف الوطني بمحافظة اللاذقية معظم أنشطته سواء في أروقته أو حديقته الخضراء ما أضفى جوا مريحا ساهم بتحفيز الشباب على إعطاء أفضل ما لديهم ضمن أنشطة الملتقى.
وأكد أحمد حمودي أمين سر مكتب الأنشطة الفنية في فرع اتحاد الشبيبة في اللاذقية لنشرة سانا الشبابية أهمية الملتقى الذي يعد عرفا سنويا يقام بشكل دوري لاكتشاف المواهب الشابة في أكبر عدد ممكن من الروابط الشبيبة في المحافظة ريفا ومدينة.
وقال: ” قامت تسع روابط شبيبية أربع منها تابعة للريف والباقي ضمن المدينة بترشيح الطلاب الموهوبين لديها من فئة الحلقة الثانية في التعليم الأساسي إضافة الى طلاب من المرحلة الثانوية للالتحاق بالملتقى الذي يحمل في عنوانه المضامين التي يسعى لتحقيقها بربط الشباب بمستقبل سورية وتوعيتهم بالدور الحقيقي الذي سيلعبونه في نهوضها واعمارها حيث تضمنت أيام الملتقى مجموعة كبيرة من ورشات العمل الفنية التي قدمت في إطار بسيط وأعطت المجال للمشاركين لإظهار شخصيتهم الحقيقية والتحلي بالجرأة للوقوف أمام الجمهور والتعبير بصدق وواقعية عن أنفسهم أي أنها خطوات أولى لصقل موهبتهم وإتاحة الفرصة لهم لتنميتها عبر الانضمام للفرق الفنية الفرعية في المحافظة لاحتضانهم ورعايتهم”.
وأشار حمودي الى أن عدد الشباب المستفيد من الملتقى مقبول نسبيا حيث وصل الى 85 شابا وشابة توزعوا على الورشات حسب ميولهم الفنية بحيث يستفيد الشاب قدر الإمكان من معلومات الورشة دون ضغط في العدد.
ولفت الى أن فعاليات الملتقى ضمت عدة لقاءات حوارية سياسية وتراثية واجتماعية لتوعية الشباب بأن كل المواضيع الحياتية مرتبطة ببعضها البعض.
وأوضح أن ثمرة الملتقى تجلت في حفله الختامي الذي ضم عددا كبيرا من اللوحات الفنية المنوعة من عزف ورقص تعبيري وتمثيل وغناء وأن عددا كبيرا من المواهب حصل على فرصته الحقيقية بالمشاركة في ملتقيات أكبر على مستوى سورية حيث استحق ثلاثة مشاركين في فئة الغناء السفر الى محافظة حماة للمشاركة في احتفالية وطنية تقام على مستوى سورية إضافة لترشيح متميزين آخرين للمشاركة في مسابقات متنوعة على مستوى القطر.
من جهته قال المهندس ابراهيم خيربك مدير آثار اللاذقية “إن الملتقى هو الخطوة الأولى لمجموعة ملتقيات وفعاليات ستنفذ لاحقا بالتعاون ما بين دائرة آثار اللاذقية وجميع الجهات التي ترغب في العمل ضمن هذا المجال لتنفيذ أنشطة فنية وثقافية ضمن أروقة المتحف لتشمل جميع الفئات العمرية بهدف تعريفها على المواقع الأثرية وإعطاء خبرات معينة تفيدهم في حياتهم المستقبلية”.
ويضيف.. “من المهم أن يتعرف اليافعون والشباب على تاريخ المكان وقصة المبنى ووظيفته ودورهم في الحفاظ عليه بالإضافة لتوعيتهم بمكانة تراثنا المادي واللامادي وتعريفهم بقصة كل حجر أو تاج أو عمود يحتضنه المتحف” مشيرا الى محاضرته التي قدمها خلال الملتقى وتناولت أهمية الآثار ودور المتحف الوطني الذي يحتضن أهم اللقى الأثرية.
وأشار خيربك إلى أن “القائمين على الملتقى حاولوا تكثيف العناوين المطروحة ضمن محاوره لتشمل جميع الجوانب الفنية والاجتماعية التي تهم الشباب كتخصيص محاضرة للأغنية التراثية في اللاذقية وتطورها والمراحل التي مرت بها وقصة كل أغنية وحيثيات تأليفها ألقاها الباحث الموسيقي زياد عجان بالإضافة لمشاركة الدكتورة ميساء صالح عضو مجلس الشعب في جلسة حوارية حول دور الشباب في بناء المجتمع”.
أما المهندسة وفاء دريوس رئيسة شعبة ثقافة الطفل في دائرة آثار اللاذقية أكدت أنه تم التنسيق والتحضير بشكل جيد مع اتحاد شبيبة الثورة في اللاذقية لاختيار عناوين هادفة لهذا الملتقى تهم الشباب وتجذبهم في الوقت نفسه.
وتقول: ” كانت فرصة رائعة لشعبة ثقافة الطفل المؤسسة حديثا المشاركة في تنظيم مثل هذا الحدث المفيد للشباب لاكتشاف أنفسهم والتعرف على جوانب بيئية وتراثية لم يكن لديهم أدنى فكرة عنها ويمكن أن نعتبر ان الملتقى قد نجح إلى حد كبير بالنظر الى العروض الممتعة التي قدمها الشباب سواء مسرحيا أو عبر المعرض الفني الذي أنجزوه في نهاية الملتقى بإشراف الفنان حسين صقور ما يدل على حماستهم للفكرة ورغبتهم بالعطاء”.
بدوره لفت المخرج نضال عديرة إلى أنه استطاع مع أعضاء من فرقة اليسار المسرحية تلقين المشاركين في الملتقى كل ما يتعلق بأساسيات إعداد الممثل وكيفية وقوفه على الخشبة إضافة الى تمارين الصوت وتجسيد الحالات والشخوص المختلفة.
ويقول.. ” قبل انطلاق الملتقى قمنا بجولات عديدة على عدد من الروابط الشبيبية لاختيار الشباب الذين يمتلكون مواهب وبذرة فنية معقولة قابلة للتطوير وذلك بإجراء اختبارات أداء معينة تعرفنا خلالها على إمكاناتهم وخلال أيام الملتقى أقمنا عددا كبيرا من البروفات والتمرينات الجسدية والصوتية إضافة لإعطاء المواهب طاقة ايجابية تفيدهم في الجانب النفسي من خلال توعيتهم بأهمية دورهم كشباب لتجاوز الأزمة وعدم الانتقاص من شأن الفن لخدمة هذه الغاية.
ويشير المخرج عديرة الى أهمية تفعيل المسرح الشبيبي ليأخذ دوره بشكل أكبر في توعية الشباب وتثقيفهم مسرحيا وتاريخيا نظرا لأنه يحفزهم على قراءة التاريخ للعب الأدوار المسرحية بالشكل الصحيح وهذا ما ركزت عليه تمرينات الملتقى الذي يمكن أن يؤسس في حال تكراره لإنشاء فرق مسرحية شبيبية.
ياسمين كروم