دمشق -سانا
شكلت أعمال التشكيلية سناء فريد المعروضة حاليا ضمن معرضها ” ترانيم خزفية” في صالة المعارض في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق حالة فريدة من المزج بين الفن التشكيلي والفن التطبيقي مستفيدة من خبرتها الواسعة في تقنيات الخزف والقيشاني والفيسفساء.
وتضمنت الاعمال الخمسون لوحات من الفسيفساء والقيشاني والخزف بحجوم تنوعت بين المتوسط والكبير وبعدة تقنيات وخامات احتوت الخشب والقماش ومواد مختلفة لتعكس أعمال الفنانة التشكيلية تصاميم مختلفة للقيشاني والخزف فمنها ما جاء على شكل لوحات او صناديق او مرايا كل واحدة منها مشغولة بأسلوب متميز وفريد مختلف عن الاخرى مبرزة شغف الفنانة بمهنتها التي تعتبرها جزءا من الموروث الثقافي واصعب انواع المهن اليدوية.
أما الألوان التي استخدمتها فنحت للمفرحة منها لتتناغم مع التجريد معبرة خلالها عن الطبيعة او التعبيرية الواقعية في لوحات المنظور لحارات قديمة.
وكتب الناقد والباحث الدكتور عفيف البهنسي على بروشور المعرض ” أعمال الخزف والقيشاني التي وصلتنا من سالف الايام بحسب فريد تحمل طهارة تراب الارض ورائحة النار بعد ان جف هذا الطين واصبح عملا فنيا عاش على مر هذه السنين الطويلة”.
وقالت التشكيلية فريد في تصريح ل سانا الثقافية: ” قدمت في هذا المعرض مجموعة لوحات فسيفسائية خزفية ملونة افكارها مأخوذة من جمال الطبيعة بما تحويه من اشجار وورود وبيوت وهذه القطع الملونة من القيشاني هي بلاطات بأحجام متنوعة كانت في الماضي تزين بيوت دمشق القديمة وتضفي عليها جمالا وبهاء برسوماتها وخطوطها وهي جزء مهم من حضارة بلدنا وعمارتها ” لافتة إلى أن فن الخزف يعود لآلاف السنين وهو جزء مهم من تراثنا السوري الجميل.
وبينت فريد أنها استخدمت في معرضها اليوم تقنيات وتشكيلات جديدة في مجال الخزف باساليب مختلفة مازجة بين القديم والحديث حيث أصبح هذا الفن اليوم جزءا من العمارة الحديثة ويستخدم في الزينة لافتة إلى قلة عدد الفنانين السوريين الذين يعملون بهذا المجال بسبب تكاليفه المرتفعة مستغربة من إلغاء كليه الفنون الجميلة للقسم الذي كان يعلمه للطلاب رغم أنه يعبر عن حضارتنا.
وعن قلة معارضها الفنية التي تقيمها بهذا النوع الفني أوضحت أن ذلك يعود إلى صعوبته وتكلفته العالية إضافة إلى أنها تسعى لتقديم النوع وليس الكم لأن الفنان برايها يجب أن يضيف بصمته إلى عمله الفني وألا يكون مجرد ناقل فقط.
وحول تأثير الحرب التي تشن على سورية على الفن التشكيلي قالت التشكيلية فريد: ” الحرب الغاشمة على بلدنا و التي تتآمر على خرابها لم تستطع أن توقف حياتنا وعملنا الابداعي والحضاري فنحن شعب لا نعرف اليأس ونحب الحياة واستطعنا خلال هذه الحرب ان نعرف العالم على سورية وشعبها المقاوم لكل انواع المحن والظروف”.
ولفتت الفنانة فريد إلى أن التشكيل السوري حالة فريدة من نوعها بتنوعها وغناها واصفة إياه بلوحة الموزاييك المكونة من قطع جميلة متراكبة مشيرة إلى أن الحركة التشكيلية ما زالت بخير وتشهد نشاطات وفعاليات كثيرة على أمل تجاوز كل ما يعترضها من عقبات في المستقبل القريب.
وعن حبها لفن الفسيفساء ترجع الفنانة فريد شغفها لهذا الفن كونها ابنة سورية الغنية بتنوعها وقالت: ” سورية بلد لا يوجد له مثيل في العالم خصها الخالق بانها مهد الديانات السماوية وتاريخها مليء وغني بكل ما يحمله من معان وهذا ما اعبر عنه من خلال اعمالي الفنية التي اشتغلها بحب وشغف”.
والفنانة سناء فريد عضو اتحاد الفنانين التشكيليين منذ عام 1992 وشاركت في العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها في حين اقتنت كل من وزارة الثقافة ومتحف دمشق الوطني والمركز الثقافي العربي في باريس وصالة بلدنا في الأردن وفندق كولار بيتش ببيروت بعض أعمالها.
سمير طحان وشذى حمود
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: