مجلس جامعة الدول العربية يسارع لتنفيذ أوامر سيده الأمريكي ويزعم عزمه التصدي للتنظيمات الإرهابية

القاهرة-سانا

بعد أن قرر سيدهم الأمريكي تشكيل تحالف دولي وإقليمي لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي سارع ما يسمى مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية لعقد جلسة عادية لتنفيذ الأوامر أعلن في ختامها عن عزيمته “التصدي لجميع التنظيمات الإرهابية بما فيها “داعش” ومكافحة امتداداته وأنشطته الإجرامية واتخاذ جميع التدابير السياسية والأمنية والقانونية والفكرية لمواجهة الإرهاب” الذي تتورط أنظمة خليجية مسيطرة على الجامعة في انتشاره من خلال دعمهما للتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق ماديا ولوجستيا وإعلاميا.

المجتمعون حاولوا أن يظهروا أن اجتماعهم جاء بناء على عزمهم التصدي للإرهاب بعد انتشاره في المنطقة فلم يشيروا في قرارهم الذي تلاه أمين عام الجامعة نبيل العربي في مؤتمر صحفي مشترك مع أحمد ولد تكدي وزير خارجية موريتانيا رئيس الدورة الجديدة” إلى التحالف الذي دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى تشكيله من أجل مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي إلا أن الحقيقة أن هذا التحرك لم يكن ليحدث دون موافقة الإدارة الأمريكية التي تحتاج اليوم وفق ما تقوله مصادر سياسية ودبلوماسية إلى غطاء عربي وتمويل خليجي لعمليتها ضد هذا التنظيم والذي لم تعلن عن تفاصيله أو كيفية تنفيذه بعد”.

وبحسب مصادر إعلامية نقلت عن مصدر مسؤول في الجامعة لم تسمه فإن المجتمعين كانوا قد ناقشوا مشروع قرار أولي يتحدث عن تنسيق مع الولايات المتحدة لمواجهة التنظيم الإرهابي قبل أن يتم تجاوزه لصالح القرار المعلن والذي زعم العربي أنه جاء بعد مشاورات واتصالات بين وزراء الخارجية العرب خلال الأيام القليلة الماضية في ضوء “تحديات وظواهر خطيرة غير مسبوقة” وتمت صياغته بالتوافق.

إلا أن القرار الذي خرج به المجتمعون ونص على ضرورة “تجفيف منابع الإرهاب” ووصفه العربي ب”المهم للغاية” تجاهل أسباب انتشار هذا الإرهاب الذي أوجدته الولايات المتحدة ودعمته ومولته أنظمة مشيخات الخليج وفي مقدمتها مشيختا قطر وآل سعود وتعامى أيضا عن مطالبات ودعوات سورية العديدة منذ سنوات بضرورة مكافحة الإرهاب والضغط على الدول التي تدعمه وتموله.

العربي الذي أقر بعجز جامعته وعدم قدرتها “على التعامل بالسرعة والكفاءة المطلوبتين لمواجهة التهديدات” في المنطقة ورضخ لإملاءات واشنطن دعا إلى اتخاذ قرار عربي واضح وحاسم بمواجهة تنظيم “داعش” الإرهابي بالتنسيق مع المجتمع الدولي دون أن يذكر واشنطن بالتحديد في كلمته خلال اجتماع الوزراء مشيرا إلى أن ” التعاون الدولي منصوص عليه في قرار مجلس الأمن رقم 2170 للعام 2014 للتعاون في جميع المجالات ووفقا للمبادرات المختلفة في هذا الموضوع” مبتعدا عن ذكر أي تفاصيل عن الإجراءات التي سيتم اتخاذها في هذا الخصوص.

المجتمعون تناسوا تآمرهم على سورية وتحريضهم على استمرار العنف وتأجيجه فيها ولم يشيروا في بيانهم لما تعانيه سورية من إرهاب تنظيمات مسلحة إجرامية تكفيرية ولم يكلفوا أنفسهم الخوض في الأسباب التي أدت الى تفاقم الأزمة في سورية والتي كان أهمها تآمر العربي مع أنظمة الخليج والحكومة التركية على الشعب السوري.

فراس صافي

انظر ايضاً

رئيس مجلس مدينة حلب يطلع على الواقع الخدمي في مدينتي الباب والراعي واحتياجات الأهالي وكيفية تأمينها