الشريط الإخباري

خبراء وكتاب غربيون يحذرون من انضمام أعداد متزايدة من الأوروبيات إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابي

لندن-سانا

حذرت خبيرتان غربيتان من ظاهرة تجنيد أعداد متزايدة من النساء الأوروبيات ولاسيما البريطانيات للقتال في صفوف تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق في الوقت الذي يعتمد فيه إرهابيو هذا التنظيم على مواقع التواصل الإجتماعي وإصدار فيديوهات مشابهة للأفلام الأمريكية المصنعة في هوليوود من أجل جذب المزيد من الإرهابيين من شتى أصقاع الأرض.

وفي مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية أوضحت الباحثة ميلاني سميث من مركز كينغز كوليدج الدولي لدراسة التطرف في بريطانيا أن هناك تدفقاً متزايداً للبريطانيات اللواتي يسافرن إلى سورية والعراق من أجل الإنضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي مشيرة إلى أنه لا يوجد احصاءات دقيقة لعدد الأوروبيات المشاركات في صفوف هذا التنظيم لكن التقديرات تشير إلى وجود ما يقارب من مئتي امرأة أوروبية مع ازدياد هذا العدد بإطراد.

 وأوضحت سميث أنها تمكنت من تتبع 21 امرأة بريطانية انضممن إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابي وذلك عبر مراقبة حساباتهن على مواقع التواصل الاجتماعي لافتة إلى أنه من ضمن هؤلاء البريطانيات التوأم زهراء وسلمى هالاني وعمرهما 16 عاماً من مدينة مانشستر البريطانية و اقصى محمود البالغة من العمر20عاماً التي تشن حملة عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر لتجنيد المزيد من الإرهابيين الأوروبيين والتحريض على تنفيذ هجمات إرهابية في أوروبا.

وحذرت سميث من أن تنظيم داعش الإرهابي يجند الفتيات الصغيرات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 19 و20 عاماً حيث أنهن في هذا العمر يستجبن للدعوات المضللة التي يطلقها التنظيم ويتحمسن لفكرة الزواج من مقاتل أجنبي والذهاب إلى مغامرة جديدة.

وكانت صحيفة ديلى ميل البريطانية تحدثت أمس عن ظاهرة هجر نساء بريطانيات لأسرهن ومنازلهن بهدف التوجه إلى سورية والإنضمام إلى التنظيمات الإرهابية في الوقت الذي أشارت فيه تقارير سابقة إلى أن عدد البريطانيين الذين يقاتلون في صفوف تنظيم داعش الإرهابي وصل إلى 1500 بريطاني.

وحول الأساليب التي يتبعها الإرهابيون من أجل استقطاب المزيد من الإرهابيين للقتال في صفوفه وتركيزه على الشباب الأوروبي بشكل عام والبريطاني بشكل خاص أكدت جينا جوردن الأستاذة المساعدة لشؤون دراسات العلاقات الدولية بجامعة جورجيا الأمريكية والخبيرة بشؤون الإرهاب في الشرق الأوسط أن تنظيم داعش الإرهابي يستخدم الدعاية الإعلامية والمواقع الالكترونية ويقوم بإعداد فيديوهات على غرار الأفلام الامريكية التي تنتجها هوليوود من أجل جذب إرهابيين جدد وتجنيدهم لارتكاب جرائم مروعة بحق المدنيين في سورية والعراق.

وفي تصريح لشبكة سي ان ان الامريكية لفتت جوردن إلى أن مشاهد الفيديو التي ينشرها إرهابيو تنظيم داعش تكشف الكثير من المعلومات حيث استخدم هذا التنظيم الدعاية وتسجيلات الفيديو بطريقتين مختلفتين الأولى تقوم على إنتاج أفلام هدفها توجيه رسائل ايجابية لجذب المزيد من الناس إلى صفوفه والثانية تقوم على إنتاج تسجيلات سلبية للغاية كتلك التي يظهر فيها قطع الرؤوس وأساليب قتل أخرى والهدف منها جذب المقاتلين الأجانب وهذا أمر مهم جداً للتنظيم حالياً.

وشككت جوردن في مدى نجاح التسجيلات المضادة التي تعرضها أجهزة الأمن الأمريكية لتحذير المتطوعين المحتملين في صفوف التنظيم وقالت أن تلك قد لا تكون فعالة حاليا ولكنها قد تساعد على الأمد البعيد في خلق دعاية مضادة كونها تحذر الراغبين بالانضمام إلى صفوف التنظيم الإرهابي من مواجهة الكثير من العنف والقتال.

وحذرت جوردن من أن الفيديوهات التي ينشرها تنظيم داعش الإرهابي ذات إنتاج جيد وتظهر حجم التمويل الذي يمتلكه التنظيم.

ومع تحول الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي إلى أداة خطيرة بيد التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي واستغلال هذه المواقع من أجل اختراق عقول الشباب وتجنيد المزيد منهم لارتكاب جرائم فظيعة بحق المدنيين سواء في سورية أو في العراق اطلقت تحذيرات كثيرة في الآونة الاخيرة من الاستخدام المتزايد للمواقع الالكترونية من قبل الإرهابيين دون وجود أي رادع أو إجراءات ملموسة من قبل الدول الغربية يمكن أن تحد من هذه الظاهرة الخطيرة.

وعلى الرغم من مقاطع الفيديو المروعة والمشينة والمخالفة لأبسط حقوق الإنسان التي ينشرها الإرهابيون بكثرة على شبكة الانترنت إلا أن الحكومات الغربية وعلى رأسها البريطانية والامريكية تواصل تجاهل ضرورة التعاون مع حكومات ودول المنطقة في محاربة الإرهاب الذى كان الغرب سبباً أساسيا في نشوئه وتمدده حتى بات يطول داعميه ومموليه على حد سواء مكتفية بسن قوانين تمنع عودتهم إلى دولهم ظناً منها أنها بذلك تحمي نفسها من المارد الذي صنعته وغذته واعتنت به.

من جهته سلط كاتب في صحيفة صانداي تلغراف البريطانية الضوء على الدور الكبير الذي تلعبه الإرهابيات البريطانيات في تطبيق الممارسات الوحشية والإجراءات المتطرفة التي يفرضها التنظيم الإرهابي المذكور بحق المدنيين بمن فيهم الأطفال والنساء.

وكشف الكاتب البريطاني روبرت مينديك في مقال نشرته الصحيفة في عددها اليوم أن نساء بريطانيات انضممن إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابي يقمن بإدارة قوة شرطة دينية متطرفة لتطبيق الإجراءات والممارسات التي يفرضها التنظيم الإرهابي على الناس ومن بين السلطات الممنوحة لهؤلاء النساء معاقبة النساء اللواتي لا يلتزمن بالملابس التي تتوافق مع ايديولوجية التنظيم في المناطق الخاضعة لسيطرته.

وأشار مينديك إلى وجود أدلة جديدة تؤكد أن هناك عدداً من البريطانيات المجندات فيما يسمى لواء الخنساء الخاص بالإرهابيات اللواتي انضممن الى صفوف تنظيم داعش الإرهابي موضحا أن الأجهزة الأمنية تعتقد أن هؤلاء البريطانيات لديهن معرفة باسم الإرهابي الذي أقدم على قطع رأسي الصحفيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفين ستولوف ويعتقد أنه من جنوب شرق انكلترا.

وأوضح مينديك أن الإرهابيات المنضويات تحت ما يسمى لواء الخنساء يتقاضين مبلغا شهريا قدره مئة جنيه استرليني وقامت بعضهن بنشر صور لهن وهن يلبسن أحزمة ناسفة حيث يستخدمهم تنظيم داعش الإرهابي لتنفيذ عمليات انتحارية إرهابية.

ولفت مينديك إلى أن البريطانية أقصى محمود التي تبلغ من العمر 20 عاماً هي الشخصية الأبرز فيما يسمى لواء الخنساء وقد سافرت الى سورية من مدينة /غلاسكو /في شهر تشرين الثاني الماضي وذلك بحسب المركز العالمي لدراسة التطرف.

ووفقا لتقرير صدر في وقت سابق عن المركز فإن محمود سافرت إلى سورية وتزوجت من أحد إرهابيي تنظيم داعش وباتت تعرف حاليا باسم أم ليث وهو لقب تستخدمه على مواقع التواصل الاجتماعي.

واستطاع المركز العالمي لدراسة التطرف الكشف عن ثلاث إرهابيات بريطانيات انضمنن الى صفوف تنظيم داعش الإرهابي ويحملن أسماء أم حريثا وأم عبيدة وأم وقاص.

ويعتقد المركز أن ما يسمى لواء الخنساء يضم نحو 60 امرأة بريطانية تتراوح أعمارهن بين 18 و 24 عاما تسللن جميعهن الى سورية من أجل الانضمام الى صفوف إرهابيي تنظيم داعش.

ومع تزايد أعداد الإرهابيين الاجانب وخاصة البريطانيين الذين ينضمون الى صفوف تنظيم داعش الإرهابي وباتوا يعرفون على نطاق عالمي لفظاعة الجرائم التي يقدمون على ارتكابها بدأت الحكومات الغربية التي لم توفر فرصة لتقديم الدعم للتنظيمات الارهابية في سورية باتخاذ إجراءات جديدة لدرء خطر الإرهابيين الذين صدرتهم ومولتهم بعيدا عن أراضيها.

وعلى الرغم من الإجراءات التي أعلنت عنها مؤخرا عدة دول أوروبية بما فيها بريطانيا لمنع عودة الإرهابيين الذين انضموا إلى التنظيمات الإرهابية في سورية الى بلادهم إلا أن التهديدات التي يطلقها هؤلاء الارهابيون الأجانب وتوعدهم بشن هجمات ضد الدول التي خرجوا منها تتزايد بشكل يومي.

وفي هذا السياق أوردت صحيفة الاوبزرفر البريطانية مقالا بقلم الكاتب اندرو انثوني تحدث فيه عن البريطاني المتطرف إنجيم شودري الذي يقيم في بريطانيا ويعد من أخطر العقول المدبرة والمخططة التي ترسل الشبان البريطانيين والأجانب للانضمام الى صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية.

واشار الكاتب البريطاني الى أن “شودري” المقيم في بريطانيا تحدث خلال مقابلة خاصة أجراها معه عن الجرائم والممارسات الإرهابية التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي بما فيها من إعدامات ومذابح وغيرها وكأنها “أمر عادي” مؤكدا اعتقاده أن بريطانيا ستعيش في ظل تنظيم داعش الإرهابي بحلول عام 2050.

وبات الإرهابيون البريطانيون الذين ينضمون الى صفوف تنظيم داعش الإرهابي وتقدر اعدادهم حاليا بنحو 1500 إرهابي يشكلون هاجسا يؤرق المجتمع والحكومة البريطانية التي دأبت منذ سنوات على تقديم الدعم اللوجستي والمادي والغطاء السياسي للتنظيمات الارهابية المختلفة في سورية لكنها بدأت تشعر الآن بخطر الإرهابيين الذين دعمتهم على أمنها الخاص.

ولفت انثوني الى تقرير صدر العام الماضي عن منظمة أمل لا كراهية المناهضة للعنصرية في بريطانيا والذي كشف أن شبكة من المجموعات التي يديرها شودري أصبحت البوابة الوحيدة والأكبر للإرهاب في تاريخ بريطانيا الحديث إضافة الى تسهيلها وتشجيعها لمئات من الشباب في جميع أنحاء أوروبا للانضمام إلى الإرهابيين والمتطرفين.

من جهة ثانية أعرب ريتشارد باريت الرئيس السابق لقسم مكافحة الإرهاب في جهاز الأمن الخارجي البريطاني إم آي 6 عن اعتقاده بضرورة ان تقوم بريطانيا بالسماح لمواطنيها الذين انضموا الى التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق بالعودة إلى أراضيها معتبرا أن “مثل هؤلاء الأشخاص لديهم القدرة على فضح الطبيعة الحقيقية لتنظيم داعش وقصصه الوحشية” فضلا عن إمكانية مساعدتهم في مواجهة التدفق الكبير للإرهابيين البريطانيين والأجانب الى سورية والعراق من أجل القتال في صفوف التنظيمات الإرهابية.

وجاءت تصريحات باريت بعد تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية مؤخرا عن شعور العشرات من البريطانيين الذين انضموا الى التنظيمات الإرهابية بخيبة أمل بعد ان استفاقوا من أوهامهم وبحثهم عن طرق للعودة إلى بريطانيا إلا أنهم يخشون من دخول السجن بموجب القوانين الجديدة التي بدأت الحكومة البريطانية تطبيقها لمنعهم من العودة.

يذكر أن الحكومة البريطانية وفي مسعى منها لتفادي عودة إرهابييها الى بلادهم وإرغامهم على البقاء في سورية ليواصلوا إجرامهم ووحشيتهم هناك بعيدا عن اراضيها اتخذت إجراءات واسعة بدأتها بقرار وزارة الداخلية البريطانية بنزع الجنسية عن مزدوجي الجنسية المتورطين بالارهاب ليعود رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ويعلن عن خطة واسعة تقضي بسحب الجنسية من البريطانيين الذين انضموا إلى صفوف التنظيمات الإرهابية ولاسيما داعش في سورية والعراق واعتقالهم بشكل تلقائي في حال عودتهم مع تهديدات بسجنهم لفترات طويلة ومصادرة ممتلكاتهم.