«استراتيجية» آل سعود.. والسيناريو المنتظر!

تجاهل الرئيس الأميركي باراك أوباما في مؤتمره الصحفي الذي عقد على هامش قمة حلف شمال الأطلسي الإجابة، عن سؤال: ما التوقّعات المحدّدة أو ما المتوقع فعله من الأطراف الأخرى، مثل السعودية، واليمن والأردن، وما يمكن أن تقدمه هذه الدول لـ«التحالف» ضد تنظيم ما يسمى «دولة العراق والشام ـ داعش» الإرهابي، وما الالتزامات التي يمكن أن يغادر بها القمة بشأن ذلك؟.

وفي الوقت الذي أكد فيه أوباما، ضرورة انضمام دول محددة في المنطقة والإقليم إلى «تحالف» للقضاء على تنظيم «داعش»، مع كشفه خطة أمريكا العسكرية، وذلك بالتزامن مع توجّه وزير خارجيته جون كيري إلى المنطقة لبحث وسائل القضاء على التنظيم، مع الحلفاء الغربيين والعرب تبدو، في المؤشر الظاهر، تنفيذاً جزئياً لما اتُخذ في القرار الدولي بشأن هذا التنظيم الإرهابي.. ولكن ما الدول التي يرى الرئيس أوباما وجوب انضمامها إلى «التحالف» الدولي؟ وبالأحرى، مَنْ هم الحلفاء الذين يبحث عنهم في حربه الموعودة على تنظيم «داعش» الإرهابي، بعد أن كوّن التحالف الغربي المطلوب الذي أبدت فرنسا رغبتها في الانضمام إليه و كذلك بريطانيا، أمام الاستراتيجية التي لم تكتمل بعد في صياغة حماية المصالح أولاً، وضرب التنظيم الذي أنشأته أمريكا ثانياً؟

في المناظرة الرئاسية التي جرت عام 2012 بين أوباما ورومني، تم الكشف صراحة أن الهدف الأقصى هو تدمير سورية ودعم المتمردين فيها وأعلن أن الدول المتعاونة مع أمريكا في المؤامرة على سورية، هي: تركيا، قطر، السعودية، وأن كل شيء يتم بالتنسيق والتعاون مع «إسرائيل»، وبما أن آل سعود هم الحلفاء الثابتون عبر الزمن، حسب محلل الشؤون العربية في القناة الإسرائيلية العاشرة تسيفي يحزكيلي، وأنهم و«إسرائيل» يشكلون أقوى حلف للأمريكيين في المنطقة، فقد يجري السؤال عن الحلفاء الذين يبحث عنهم أوباما على الأرض، وكيف تتقاطع الاستراتيجية الأمريكية مع الاستراتيجية السعودية التي تستهدف استصدار قرار من مجلس الجامعة العربية المنتهية الصلاحية والمفعول، تحت مسمّى «استراتيجية مواجهة داعش» وبالطبع فإن هدف الاستراتيجيتين واحد من حيث الأهداف التي لم يستطيعوا تحقيقها منذ ثلاث سنوات وأكثر.. وبخاصة إذا عرفنا أن تلك الاستراتيجية، -أي الاستراتيجية السعودية- تدعو إلى التعاون مع أمريكا ودول أوروبية لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي الذي رعته السعودية نفسها وغذته بأموالها، ودعمته تركيا وقطر، خشية ارتداده عليهم.

إذاً، الاستراتيجية القادمة، هي استراتيجية مملكة آل سعود التي أسّست، ونسقت، وأقامت مع «إسرائيل»، علاقات وثيقة أزلية، تقوم، حسب المصادر، على ملء الفراغ الأمني، ربما بدلاً من القوات الأمريكية على الأرض، من خلال تشكيل قوة عربية مشتركة مدعومة بغطاء جوي غربي لمقاتلة ما يسمى تنظيم «داعش» «الصنيعة».

ومع أن تلك المصادر تخشى من أن تكون استراتيجية آل سعود هذه غطاءً وذريعةً للتدخل ضد الدولة السورية ومحاولة تقسيم كلّ من سورية والعراق، لكن أقوال أوباما ودوره في مكافحة المنظمات الإرهابية في الإقليم التي شكلت خطراً طويل الأمد، هو ما تم التوافق والتصالح عليه للعمل مع المجتمع الدولي لتدمير «داعش».

وهنا يبرز السؤال إذا ما كان تجاهل أوباما سؤال الصحفية عن دور السعودية والأطراف الأخرى، وما يمكن أن تقدمه للتحالف ضد «داعش» تجاهلاً مقصوداً، أبرزته التسريبات عما تنويه السعودية من القرار المتوقع إصداره من جامعة الدول العربية، أم هو تجاهل العارف، ما صار يشعل قلقاً من النيات المبيّتة في استراتيجية آل سعود.

سورية، أكدت أنها مع ضرب هذا التنظيم الإرهابي بقوة، ودكّ معاقله، لكن على أن يتم ذلك بالتعاون والتنسيق معها واحترام سيادتها وقرارها، وأنها تحارب هذا التنظيم الإرهابي نيابةً عن العالم كله، ولكن على مَنْ يتحالفون لحربه، القيام بأبسط ما تقتضيه واجبات الحرب عليه، ألا وهو قطع الإمداد عنه وكذلك منع تمويله، ودعمه.. وبخاصة من الدول المنوي التحالف معها، كي لا تتأكد مقولة: استراتيجية آل سعود بالسيناريو المنتظر!!

د. رغداء مارديني