شعبان: على الغرب أن يكون صادقا قولا وفعلا في محاربة الإرهاب- فيديو

دمشق-سانا

إحياء للذكرى 45 لإحراق المسجد الأقصى نظمت مؤسسة القدس الدولية “سورية” ملتقى القدس تحت عنوان “الحرب على المقدسات وجه آخر للإرهاب” وذلك في مركز جامعة دمشق للمؤتمرات.

وأكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية رئيسة مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية “سورية” الدكتورة بثينة شعبان أن “هدف العدوان الإسرائيلي على قطا ع غزة تغيير الهوية العربية وحضارتها ومحو آثارها وأوابدها واستبدالها بالهوية الصهيونية وحسم قضية الصراع العربي الإسرائيلي لصالح الصهيونية” مشددة على ضرورة أن يكون العرب أصحاب الفعل والمبادرة والمقاومة.2

ورأت الدكتورة شعبان “أن الغرب لو كان صادقا في محاربة الإرهاب الذى يمثله تنظيم ما يسمى “دولة العراق والشام” الإرهابي لما وجد هذا الإرهاب مكانا يقف عليه وما كنا شهدنا ما يجرى اليوم في سورية والعراق من جرائم وأفعال مشينة” مؤكدة “ضرورة أن يكون الغرب صادقا قولا وفعلا في محاربة الإرهاب وأن يشعر أن الحياة الإنسانية في سورية وغزة تساوى الحياة في بلدانهم”.

وقالت: “إن السيد الرئيس بشار الأسد عبر بصلابته عن انتماء عربي وقومي لا تهزه الأحداث وكان أنموذجا لنا جميعا في المقاومة والتمسك بفلسطين” معتبرة “أن إحياء ذكرى إحراق المسجد الأقصى في مدينة دمشق اليوم هو انتصار للقدس ولفلسطين”.

وأوضحت شعبان أن تركيز الصهيونية على إحراق المقدسات وتدميرها هو “جزء من إحراق هوية الأمة العربية الثقافية والدينية” كما أن بلادنا الإسلامية والمسيحية لم تشهد أي عملية إحراق للمقدسات أو تدمير أوابد أثرية قبل الصهيونية لافتة إلى “ظهور صهيونية إسلامية اليوم هدفها تشويه الوجه الحضاري لديننا الإسلامي السمح”.

وأكدت أن “ما جرى في تونس ومصر وليبيا والعراق وسورية واليمن هدفه تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ لتصبح اسرائيل هي القوة الوحيدة المهيمنة على الأمة العربية”.4

وأضافت: بالرغم من أن “تأسيس منظمة التعاون الإسلامي كان هدفه الدفاع عن الأقصى والمقدسات الإسلامية إلا أننا نحن العرب والمسلمين مقصرون بحق هذه المقدسات وتجاه مدينة القدس وحقوقنا العربية” مشيرة إلى أن سورية تستهدف اليوم لأن أي مواطن سوري يعرف عن نفسه على أنه عربي وهذا النهج لا تريده الصهيونية وأن سورية هي البلد الأكثر محاربة للإرهاب في العالم وهي مازالت تدعو ومنذ عقود إلى مؤتمرات للتعريف بالإرهاب والتفريق بينه وبين مقاومة الاحتلال التي هي حق مشروع.

وأوضحت أن تفكيك العراق وإضعاف سورية وتفتيت الأمة العربية هو هدف دائم لاعداء الأمة لافتة إلى أن “المعركة واحدة في غزة والقدس ودمشق وفي كل مكان من العالم العربي وهي معركة مع أعداء هذه الأمة وأعداء الانتماء والمقدسات والحضارة العربية” مؤكدة أن انتصار محور المقاومة هو انتصار للأمة العربية على جميع المخططات التي تعد لها وهو بحد ذاته جزء من الانتصار على الصهيونية وهو خطوة على طريق تحرير فلسطين.5

بدوره أكد سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون أنه منذ آلاف السنين وحتى يومنا هذا “والقدس تاج لسورية” ودمشق قلب الأمة أجمعها فهي في قلوب كل السوريين وحبها مغروس في مصلاها وقبلتها.

وأضاف حسون “أن رسالة سورية السماوية رسالة روحية إنسانية خالدة حملناها عزا وإباء وسنسلمها لأبنائنا راية طاهرة زكية مضمخة بدماء الشهداء ونور الإيمان وبمستقبل مبهر”.

ووجه حسون رسالة للعالم قال فيها “أنتم تريدون حرق سورية وسورية تريد أن تعود القدس مزهرة لأنها مهد رسالات السماء وفيها صلى كل الأنبياء” مؤكدا “لو اجتمعت علينا كل دول العالم لن نتخلى عن عرضنا وشرفنا وكرامتنا وعن القدس والأمة العربية الواحدة”.

واستعرض عضو مجلس أمناء المؤسسة الدكتور حسن الباش مادة علمية شرح فيها تاريخ الحرب على المقدسات في فلسطين مؤكدا أن هذه الحرب ليست موضوعا سياسيا أو اجتماعيا إنما هي حرب “ذات بعد ديني” موضحا أن هناك ارتباطا وثيقا بين المسجد الأقصى ومكة المكرمة “فقدسية المسجد الأقصى في القدس لا تقل أهمية عن قدسية البيت الحرام” لافتا إلى ممارسات هدم المقدسات الدينية منذ عام 1948 حيث تعرض 3200 مسجد صغير وكبير إلى الهدم.

ولفت الباش إلى أن المسجد الأقصى رمز أساسي للدين الإسلامي يريد الصهاينة أن يمحوه ويقطعوا أي صلة حضارية دينية بين المسلمين والعرب والفلسطينيين مبينا أن استهدافهم له هو “استهداف للحضارة العربية كلها”.

من جهته قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس من القدس في رسالة متلفزة “إن ما يحدث في فلسطين هو استهداف للحجر والبشر والتاريخ والأصالة والحضارة والانتماء” مضيفا “أن الاستعمار يريدنا أن نكون منهمكين بصراعات دينية وطائفية وعرقية كي لا نهتم بفلسطين وأن نبقى منشغلين بالفتن والصراعات خدمة للصهيونية”.3

وأكد “أن سورية عودتنا أن تكون الموجه الأصيل للبوصلة العربية كما أنه لا يمكننا أن نتجاهل ما يحدث في سورية والعراق من تدمير للمقدسات وتعديات على رجال الدين خدمة لاسرائيل المستفيد الحقيقي من تنظيم ما يسمى “دولة العراق والشام” الإرهابي الذي يمثل الإرهاب والتطرف والتخلف في الوطن العربي”.

وأشار الدكتور سفير أحمد الجراد مدير عام المؤسسة إلى أن العدو الصهيوني أراد تغييب ضمير العالمين العربي والإسلامي عما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات وحفريات تهدد وجوده في ظل ما يحصل الآن من فوضى في الدول العربية مبينا أن هذه الانتهاكات تهدف إلى القضاء على أعظم معلم إسلامي في التاريخين العربي والإسلامي.

وتساءل الجراد.. “لماذا لم نسمع دعوة لتحرير فلسطين من قبل ما يسمى بالحركات الاسلامية سواء الراديكالية منها أو المعتدلة أو حتى التكفيرية ولماذا يصح إعلان الجهاد في الدول العربية ولا يصح في فلسطين ولماذا يكون هذا الجهاد اقتتالا بين المسلمين وليس لرد المغتصبين والقضاء على الصهاينة المحتلين”.

وأشار الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أحمد جبريل إلى أن ذكرى إحراق المسجد الأقصى على يد الصهاينة مناسبة للتأكيد على حق الشعب الفلسطيني التاريخي بأرضه مؤكدا أن “الذين يتباكون على الأقصى في إعلامهم اليوم هم شركاء في عملية تهويده فهم أنفسهم لم يقدموا لفلسطين سوى مال مسموم تلقته بعض الفصائل بهدف احتوائها وافساد أخلاقها وقد نجحوا في ذلك كثيرا”.2

وقال: لقد اتضحت حقيقة ما يسمى “الربيع العربي” مع انتشار ثقافة التكفير والذبح والطائفية وانكشفت عورات من أرادوا تدمير سورية وتقسيمها بعد العراق وليبيا وعملوا على نشر ثقافة الحقد والموت مضيفا “لقد نجح أعداء الإسلام في تشويه صورة الإسلام وتاريخنا العربي ومهمتنا الثقافية والأخلاقية والدينية والتربوية تتطلب اليوم جهدا استثنائيا لتؤكد من جديد سلامة إسلامنا وأمتنا”.

وأضاف: “إن أبسط ما يقال في الذين أغوتهم شعارات الربيع العربي أنهم جهلة في قراءة الواقع والتاريخ وسبل التغيير والتطوير فجميعهم سقطوا على أبواب غزة بعد أن كانوا يتمنون ذبحها من الوريد إلى الوريد ورفع راية الاستسلام فيها” مؤكدا أن الشعب الفلسطيني في غزة يسجل اليوم مجدا جديدا يضاف إلى تاريخ الأمة العربية وأن الانتصار الذي حققته هو “ثمن لتاريخ شعب يقاوم ولمحور المقاومة الذي يمتد من سورية إلى إيران وحزب الله”.

ولفت جبريل إلى أن معركتنا “ضد الخراب العربي الذي هجر أهلنا من مخيمات اليرموك ودرعا وحندرات في سورية والتآمر على حق العودة هي نفس المعركة ضد العدو الصهيوني” بل إن المعركة التاريخية الكبرى هي في ذاتها معركة “سورية على الإرهاب العالمي والمتآمرين عليها” مؤكدا أن انتصار سورية في حربها على الإرهاب هو الذي سيحمي فلسطين وقضيتها من النسيان.

حضر اللقاء عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي عبد المعطي مشلب وعدد من قادة فصائل المقاومة الفلسطينية وعلماء الدين الإسلامي ورجال الدين المسيحي.

انظر ايضاً

سياسة الإنكار – بقلم أ.د. بثينة شعبان

في أول زيارة خارجية له بعد انتخابه للمرة الثالثة اختار رئيس وزراء الهند ناريندا مودي …