ضجيج وحنين… مونودراما راقصة على مسرح القباني

دمشق-سانا

مزج الفنان معتز ملاطية لي الدراما بالرقص في عمله المسرحي الجديد “ضجيج وحنين” الذي افتتح عروضه على خشبة القباني عائداً بالجمهور إلى لوحات راقصة قامت بأدائها الفنانة راما الأحمر حيث أبدت هذه الأخيرة تجاوباً لافتاً مع مقترح مؤلف ومخرج العرض منسابة مع كل إيماءة وحركة وإشارة نحو تجربة اقتربت من المسرح الجسدي ملامسة العالم الداخلي لامرأة تعيش عزلتها مع مرآة زينتها ومعطف رجلها الغائب.

العرض الذي أنتجته وزارة الثقافة/مديرية المسارح والموسيقا تناول عبر قرابة ساعة من الزمن تنويعات حركية لجسد امرأة تعايشت مع وحدتها في بيت يضج بأشياء وأصوات حياة عاشتها في الماضي لتكون هذه المرأة دلالة على ما يفعله الشعور بالفقد بإنسان الألفية الثالثة إذ صاغت الراقصة الممثلة الوحيدة في المسرحية ما يشبه مونودراما راقصة عززت فيها مفهوم الكلام بالرقص الإيمائي متنقلة من لوحة الرقص مع معطف إلى لوحة التزين أمام المرآة ومن ثم إلى لوحة العشاء والموعد الفائت مع شريكها الغائب مروراً بلوحات الاغتصاب والانتحار والأرجوحة والاستحمام وصولا إلى لوحة الحلم التي بررت فيما بعد تدفق كل هذه السكتشات بتعبيرية عالية.

“ضجيج وحنين” أعاد هذه المرة حضور المسرح الراقص إلى ريبرتوار “موسم” المسرح القومي مطلا على عوالم داخلية كثيفة في شخصية المرأة مذكراً بكتاب “غرفة تخص المرء” لفرجيينا وولف من حيث الصراع الذي تحياه هذه المرأة بين ماضيها البعيد وحاضر يحاصرها حتى في أدق تفاصيل حياتها وذلك دون اللجوء إلى تخليص الرقص من الدراما بل ليكون الرقص أوضح العناصر الدرامية على خشبة أبي خليل القباني التي شهدت عبر سنوات عديدة خلت تجارب مشابهة لكل من الراقص الراحل لاوند هاجو ونورا مراد وملاطية لي الذي أسهم في تكريس هذا النمط على مسارح سورية كان أبرزها اشتغاله الدائم مع طلاب قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية.

موسيقا الفنان أثيل حمدان ساهمت هي الأخرى في فرش مساحات أمام أداء راما الأحمر جنباً إلى جنب مع موسيقا التونسي أنور إبراهيم التي تركت المجال متاحاً لمصمم الرقصات الفنان محمد شباط لجعل السلوك اليومي في بيت سلوكاً راقصاً موظفاً نص ملاطية لي لهذه الغاية مستعيناً بجمل حركية ضاعفت الفعل المسرحي ونقلته من قيمه الاستعمالية اليومية إلى وصلات راقصة لم يتم وصلها كما يجب لتبدو في بعض الأحيان منفصلة عن بعضها الآخر.

كما ساعدت إضاءة الفنان أدهم سفر في خلق مناخ لوني لافت أضفى طقساً نفسياً لتبدلات الشخصية وتغيراتها منحازاً في ذلك إلى نمط من سينوغرافيا حاسمة في معالجة الفضاء المقترح من مخرج العرض ومؤلفه وبالتعاون مع أزياء الفنانة مارال ديرأكيليان التي قدمت هي الأخرى مقترحاً شجاعاً لزي بصري متحرك قامت الأحمر باستبداله بسهولة وخفة على الخشبة ودون تعقيدات ما سهل انتقال الشخصية بين لوحة وأخرى.

يذكر أن عرض “ضجيج وحنين” مستمر يومياً الساعة السادسة مساء على مسرح القباني ما عدا يوم الجمعة وهو من إنتاج مديرية المسارح والموسيقا/المسرح القومي/ وساعد في الإخراج ماهر سلمى إشراف فني على الديكور ومكياج.. سهى العلي تصميم فني للبوستر.. هاني جبور مؤثرات صوتية ومكساج.. محمد عزاوي فوتوغراف.. سوف بدوي.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency