الشريط الإخباري

أعمال الأديبة اعتدال رافع القصصية في كتاب واحد صادر عن هيئة الكتاب

دمشق-سانا

استعادت الهيئة العامة السورية للكتاب جزءا من المسيرة الإبداعية للأديبة اعتدال رافع بطباعة كامل أعمالها القصصية في كتاب واحد صدر مؤخرا.

وضم الكتاب المجموعات القصصية الثماني التي أصدرتها رافع من عام 1980 لغاية عام 2006 وهي الصفر – امرأة من برج الحمل – أبجدية الذاكرة – رحيل البجع – مدينة الاسكندر – يوم هربت زينب – بوح من زمن آخر – أهداب مالحة.

وفي معرض تقديمها للكتاب الذي يقع في 488 صفحة من القطع الكبير تحدثت الناقدة الدكتورة ماجدة حمود عن الكاتبة رافع التي اختارت منذ ثلاثين سنة العزلة والابتعاد عن بريق الشهرة ولاذت بحرف إبداعها مشيرة إلى تميز اللغة الشعرية في قصصها إضافة إلى امتزاجها باللغة اليومية ومعتبرة أن الحداثة القصصية لدى رافع تقوم على التجديد في الرؤى واللغة والتعامل مع الشخصيات فلم تهتم كغيرها بالتجديد الشكلي على حساب المضمون مع براعة في التكثيف والاختزال واستخدام لغة السخرية.

وفي قصة “المخاض” التي بدأ بها الكتاب تلجأ رافع لاستخدام نوع من الحوار الداخلي بين آمنة أم الأطفال الثمانية التي تعاني آلام المخاض المبكر وبين زوجها عبد السميع إلى أن تصل القصة إلى ذروتها عند تعرض ابنهما البكر مصعب لحادث دهس بسيارة يودي بحياته وهو يلعب بالدحل في الحارة.

وتتناول رافع مجددا معاناة الأنثى مع الحمل والإنجاب بمزيد من الألم كما في قصة “الجنين الذي ذبح أمه” حيث تسعى فاطمة أم لخمسة أطفال وتعاني الفاقة الى التخلص من حملها بشتى السبل دون جدوى إلى أن تمكنت من ذلك ولكنها تعرضت جراءه لنزيف قاتل أودى بحياتها.

ولدى رافع رغبة عارمة في تناول أحلام البسطاء وحيواتهم في قصصها كما في قصة “العروس” عندما تحدثنا عن أم حدو التي تحسد زوجها لأنه مات وهو يؤدي فروض الحج بعد حياة مستهترة عابثة أو في قصة “رعاف القرابين” عندما تحكي عن معاناة المراهقة هند من سن البلوغ ومن تدخل النسوة اللواتي في محيطها بحياتها الخاصة.

وتثري مآسي الواقع اليومي خزانة رافع القصصية كما في قصة الفطام التي كتبتها إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي قرية عيترون في جنوب لبنان 1975 ولكن هذا التأثر بالواقع لا يتكرر كثيرا في أعمالها التي تظل مسكونة بآلام الأنثى ومعاناتها مع اضطهاد المجتمع والرجل لها فالأم في قصة “الطفل والوحل والقمر” التي مات زوجها قبل أن تنجب وحيدها “بشر” مسخرة حياتها له كان جزاؤءها منه الهجران والنكران وتركها وحيدة عندما كبر وشب عن الطوق.

وتمر المرأة في قصص رافع بحالات عدة من الاضطهاد الاجتماعي الناجم عن العادات والتقاليد من العروس التي يقتلها زوجها في ليلة زفافها لمجرد شك لا أساس له كما في قصة “العيب” إلى الزوجة التي يلاحقها زوجها بشكوكه وهي في حالة صحية يرثى لها كما في قصة “الجرح”.

وتكاد تطغى اللغة الشعرية في بعض الحالات على القصة لدى رافع كما في قصتي “عودة” و”على مقبض الباب” التي تقول فيها “على مقبض الباب صدى لأصابع مرتعشة وعلى السجادة همسات لأقدام دافئة عبرتها على عجل”.

يشار إلى أن الأديبة اعتدال رافع من مواليد عالية في لبنان عام 1937 حاصلة على الإجازة في قسم التاريخ من جامعة دمشق وعملت في التعليم والصحافة الأدبية السورية والعربية وهي عضو في جمعية القصة والرواية في اتحاد الكتاب العرب ولها العديد من المؤلفات إضافة إلى مجموعاتها القصصية آنفة الذكر منها بيروت كل المدن- شهرزاد كل النساء- وكلمات مسافرة وحالات وهي عبارة عن خواطر أدبية وشعرية.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency