المنقذ سليم ناصر قصة عشق مع البحر

طرطوس-سانا

على امتداد الساحل السوري يراهم الناظر يطوفون بين الناس يراقبون الشواطئ غير آبهين بأشعة الشمس التي لفحت أجسادهم وهمهم الوحيد الحفاظ على حياة الناس من غدر أمواج البحر أو حب المغامرة التي تكون أحيانا نهايتها غير محمودة.

وفي منتجع الرمال الذهبية يبدأ عمل المنقذين الستة من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءً يتوزعون على عدد جزر الشط البالغة أربع جزر تدفعهم إنسانيتهم وعشقهم للبحر وهم أبناء البحر إلى العمل بكل حب ونشاط كما يقول رئيس المنقذين في المنتجع سليم عبد الله ناصر.

ويضيف عبد الناصر عملت بحاراً منذ كنت في الثالثة عشرة من عمري وكنت حينها عندما أنزل إلى الشط في وقت الراحة أساعد الناس في تعلم السباحة وألبي نداء المساعدة حين أسمع أحداً يستغيث ومن ثم امتهنت مهنة الإنقاذ عند تقاعدي من الإبحار وأنا أعمل في الإنقاذ منذ ثلاثين عاماً في المنتجع .

ويشير ناصر إلى أنه قام بعدة دورات في بداية عمله لتعلم طرق الإنقاذ كافة بشكل أكاديمي وحصل على شهادة منقذ بشكل رسمي ومن ثم بدأ بتدريب الناس على السباحة والإنقاذ وحصل على عمله في منتجع الرمال بعد أن استطاع إنقاذ شخص من الموت غرقاً وقدم له الإسعافات الأولية قبل أن يتم نقله إلى المستشفى في طرطوس.

وقصة الإنقاذ لدى ناصر تتعدى المهنة بكثير فهي قصة عشق للبحر مضيفاً أن شروق الشمس وغروبها على شط البحر له نكهة فريدة ولاسيما حين تلتقي الشمس والقمر عند الغروب وراء الجبل فيكون المنظر أكثر من رائع.

ويتابع ناصر لا أستطيع أن أعيش إذا لم أتصبح وأتمسى بمنظر البحر فمنذ السابعة والنصف صباحاً أتواجد على الشط ولا أغادره إلا عند خروج الناس من المياه حينها أعود مطمئناً إلى بيتي في طرطوس.

وحول مصاعب المهنة يقول ناصر أنه دائماً يكون في حالة استنفار وترقب وخاصة عندما يكون الموج عالياً أو عند سماع صوت أحد يستغيث فيحمل الفريق الزعانف ويركضون بها وأحياناً يعودون خائبين حيث يكون النداء عبارة عن ممازحة بين أصدقاء.

وحول الشروط الواجب توفرها في المنقذ يقول رئيس المنقذين على الراغب بإمتهان هذا العمل الإنساني النجاح أولا في اختبار القبول ثم الخضوع لدورات حول طرق الإنقاذ والإسعافات الأولية والحصول على شهادة منقذ رسمية من منظمة الهلال الأحمر العربي السوري.

ويشير ناصر إلى أن عمله يبدأ قبل شهرين من بدء الموسم الصيفي والسباحة أي قبل انتهاء العام الدراسي حيث يقوم مع فريقه بتنظيف الشاطئء وتجهيزه وتعزيله وفرش الرمل بالجرافات وصيانة أعمدة الإنارة وصنابير المياه التي تتعطل بسبب عوامل الطبيعة والأمواج العالية وهيجان البحر في فصل الشتاء.

ويعتبر ناصر نفسه مسؤولاً عن الشاطئ في المنتجع ليس في إنقاذ الناس فحسب وإنما نظافة وأمن الشاطئ أيضاً ومراقبة المخالفين ومحاسبتهم وهو يمارس هذا العمل بكل نشاط وود ويأتي الناس إليه للجلوس معه والسؤال عنه وقد خلق بطيبته هو وكل فريق المنقذين جواً لطيفاً على الشاطئ.

ويختم ناصر حكايته التي لا تنتهي عن عشقه للبحر والحوادث التي طبعت في ذاكرته وتفاصيل وجهه البرونزية تنبض بطيبة أهل الساحل وحبهم عندما يضحك أو يتأثر بالقول أشعر بفرح عارم لدى إنقاذي غريق وفي ذاكرتي حوادث كثيرة لا تغيب عنها وهي تلخص حياتي مع البحر ولهذا أنا مازلت موجوداً وأعمل .

مي عثمان