لندن-سانا
واصلت وسائل الإعلام الغربية أخيرا الاعتراف بالجرائم والفظاعات التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية ولا سيما ما يدعى تنظيم دولة “العراق والشام” التابع للقاعدة من قتل وتدمير وذبح للأبرياء حتى وصلت بهم الحال إلى تجنيد الأطفال الأبرياء وإجبارهم على الانضمام إلى معسكرات إرهابية وحضور جرائم قطع الرؤوس ورجم النساء بغرض إنشاء جيل جديد يتغذى على العنف والإرهاب.
وأجرت الكاتبة صوفي جين إيفان في تقرير أوردته صحيفة ديلي ميل البريطانية مقابلة مع أحد الناجين من معسكر للتنظيم المذكور وهو فتى عرفت عنه باسم مستعار هو محمد خوفا على حياته كشف فيها كيف يقوم فيه إرهابيو تنظيم “داعش” الإرهابي بجلد الأطفال وإجبارهم على مشاهدة صلب الرجال ورجم النساء مشيرة إلى أنه كان يبلغ من العمر 13 عاما عندما أحضره إرهابيو التنظيم إلى المعسكر الموجود شمال سورية.
وتحدث محمد كيف قام الإرهابيون بتدريبه على استخدام السلاح وأجبروه على أداء قسم الولاء لزعيم التنظيم الإرهابي المدعو أبو بكر البغدادي وكيف شاهد أطفالا أصغر سنا منه وقد أحضروا إلى المعسكر وتم جلدهم.
ونقلت الكاتبة عن والد محمد قوله إن تنظيم “داعش” الإرهابي هدده بأنه في حال منع ابنه من الحضور للمخيم فإنهم سيقومون بقطع رأسه وإنه حاول مرارا زيارة ابنه هناك إلا أن الإرهابيين منعوه من ذلك.
وأشارت ديلي ميل إلى أن منظمة هيومن رايتس ووتش أكدت في وقت سابق من العام الجاري أن تنظيمي “جبهة النصرة” و”داعش” الإرهابيين يستهدفان الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 15 عاما ويخضعانهم لبرامج تحت ذريعة “تعليم” ولا سيما التدريب العسكري.
وأوضحت المنظمة أن المجموعات المتطرفة مثل ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” وما يسمى “الجيش الحر” و”الجبهة الإسلامية” و”جبهة النصرة” الإرهابية جندت أطفالا من خلال مزج التعليم والتدريب على استعمال الأسلحة والطلب منهم القيام بمهمات خطيرة من بينها عمليات انتحارية.
واستندت المنظمة في تقريرها إلى تجارب 25 طفلا جندتهم التنظيمات الإرهابية في سورية.
بدورها كشفت صحيفة الغارديان البريطانية وفي إطار التحذير من خطر الأفكار المتطرفة والإرهاب بين الشبان البريطانيين والتي باتت الحكومة البريطانية تحذر بشدة من انتشارها أن إرهابيا بريطانيا يبلغ العمر 21 عاما يضع لثاماً أسود على وجهه أثنى في شريط فيديو على من يطلقون على أنفسهم مسمى “الجهاديين” وتفاخر بانضمامه إلى ما أسماه “عصر الجهاد الذهبي” من خلال نشاطه فيما يدعى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي.
وأضافت الصحيفة أن حمزة برويز أخبر أسرته التي تقيم غرب لندن بأنه مسافر للدراسة في ألمانيا ولكنه بدلا من ذلك سافر للقتال مع التنظيم الإرهابي.
ودعا الإرهابي المذكور في الفيديو الذي نشر على شبكات التواصل الاجتماعي المسلمين البريطانيين إلى أن يحذوا حذوه ويتوجهوا إلى “أرض الجهاد”.
وكان برنارد هوغان هاو رئيس شرطة سكوتلاند يارد حذر مؤخرا من أن نحو 200 إرهابى يقيمون الآن في لندن بعد أن كانوا في صفوف التنظيمات الإرهابية المتطرفة في سورية والعراق داعيا إلى إجراء إصلاحات كبيرة في صلاحيات قوى مكافحة الإرهاب في بريطانيا للتمكن من مواجهة هذه الظاهرة الخطرة للغاية.
وفي السياق ذاته تحدثت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن بعض أنواع التعذيب التي يتبعها تنظيم “داعش” الإرهابي مشيرة نقلا عن مصادر مطلعة إلى أن أربع رهائن على الأقل لدى التنظيم في سورية ومن بينهم الصحفي الأمريكي جيمس فولي تعرضوا لأسلوب التعذيب “الإيهام بالغرق” الذي استخدمته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي إيه في استجواب المشتبه بهم بعد هجمات الحادي عشر من أيلول وفي معتقلاتها بالعراق وغوانتانامو.
وأفادت المصادر بأن إرهابيي تنظيم “داعش” الذين أسروا الرهائن يعرفون تماما كيفية تنفيذ هذا الأسلوب الذي يعتمد على تغطية الوجه بأقمشة مبللة ما يصعب من عملية التنفس وفي بعض الأحيان يجعلها غير ممكنة.
بدورها كشفت مسؤولة إغاثة رفيعة بالأمم المتحدة أن ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي التابع للقاعدة يصعد من عنفه ضد المدنيين في سورية رافعا إياه إلى مستوى جديد من تهديد لعمليات نقل المساعدات الإنسانية عبر الحدود التي تمت الموافقة عليها مؤخرا من قبل مجلس الأمن.
ونقلت وكالة اسوشيتد برس عن مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة ونائبة منسقة الإغاثة في حالات الطوارئ كيونغ وا كانغ قولها: “إن المتطرفين و”جبهة النصرة” المرتبط بالقاعدة يتقدمون على المعابر الحدودية مع تركيا ويمكن أن يعيقوا عمليات إضافية عبر الحدود” مشيرة إلى أن إرهابيي “داعش” أيضا يهددون اثنتين من ثلاث نقاط هي باب السلام وباب الهوى.
وتحدثت نقلا عن مصادر محلية عن فظائع رهيبة ينفذها التنظيم الإرهابي وسط سورية مع ارتكابه جرائم إعدام جماعية أو اختطاف خلال الأسبوعين الماضيين.