موسكو-سانا
أكدت وزارة الخارجية الروسية أن مواقف روسيا وإيران تتطابق في الكثير من النواحي حول الأزمة في سورية مشيرة إلى أن المهمة الرئيسية التي يراها الجانبان هي وضع نهاية عاجلة لإراقة الدماء ومعاناة الشعب السوري.
وقالت الوزارة في بيان أصدرته اليوم عشية وصول وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في زيارة عمل إلى موسكو إننا نرفض كل خيارات القوة لحل الأزمة في سورية ونحن على قناعة بأن أي تدخلات خارجية فيما يجري في سورية دون اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي سوف تزيد فقط من تفاقم الوضع المعقد للغاية في البلاد وستقلل من فرص التوصل إلى اتفاق بين الأطراف السورية.
من جهة أخرى أكدت الخارجية الروسية في البيان أن العلاقات الروسية الإيرانية مبنية على أساس مبادئ الصداقة والمنفعة المتبادلة وتكتسب في السنوات الأخيرة تنمية جديدة وتزداد فيها كثافة الاتصالات السياسية كما تبرز فيها دينامية إيجابية في المجالات العملية للتعاون.
وأضاف البيان إنه نظراً للتقارب الكبير في المصالح وفي رؤية العديد من العمليات الجارية في العالم فإن روسيا وإيران تسعيان نحو توحيد جهودهما بهدف تسريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية لكلا البلدين وخاصة في كل ما يتعلق بزيادة حجم التبادل التجاري الثنائي.
وأوضح البيان أن التفاعل المتبادل بين روسيا وإيران من شأنه أيضا أن يكون له تأثير إيجابي على الوضع في الشرق الأوسط وأن يخلق جهوداُ إضافية لضمان الأمن والاستقرار في هذه المنطقة.
وأكد البيان نوايا روسيا في مواصلة التطوير الشامل لكامل مجموعة العلاقات ذات المنفعة المتبادلة مع إيران وفي تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين لصالح الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي.
وحول برنامج إيران النووي قال البيان أن هناك فرصة لتنفيذ حق إيران في تخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات المفروضة عليها من خلال المفاوضات النووية وأنه رغم الصعوبات فى سير عملية المفاوضات يبدو أن هناك فرصة لتنفيذ حقوق إيران كدولة من الأعضاء فى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية بما فى ذلك حقها فى تخصيب اليورانيوم بشكل كامل ورفع العقوبات المفروضة عليها.
وأضاف إن الإتفاق الذي تم التوصل إليه في الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني الماضي في جنيف حول البرنامج النووي الإيراني يفتح آفاقا واقعية للتوصل في تشرين الثاني المقبل إلى تسوية آمنة وطويلة الآجل لهذه المسألة.
وأعربت الخارجية الروسية عن أملها في أن يبدي جميع المشاركين في المفاوضات إرادة سياسية للتوصل إلى اتفاقات نهائية مقبولة للجميع وتسمح بإعادة ثقة المجتمع الدولي بالطبيعة السلمية المطلقة للبرنامج النووي الإيراني ما يمكن أن يكون له تأثير على الوضع في منطقة الشرق الأوسط ويسهم في التقدم نحو إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
كما أكدت الخارجية الروسية أن روسيا وإيران بحاجة لبذل المزيد من الجهود المشتركة لإعطاء زخم إضافي لحل مهام الدول المطلة على بحر قزوين في ضمان عقد القمة الرابعة لها في خريف هذا العام في مدينة استراخان معربة عن أملها بالتوصل إلى اتفاقيات متعددة في مجرى هذه الفعالية.
وبشأن أفغانستان أعربت الخارجية الروسية عن ترحيبها بإبداء إيران تعاوناً وثيقا حول أفغانستان وخاصة في إطار منظمة شنغهاي للتعاون وقالت إن الجهود التي بذلتها إيران في مسائل مكافحة المخدرات الأفغانية تلقى التقدير العالي.
ومن المقرر أن يجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الإيراني في موسكو يوم غد الجمعة لبحث المفاوضات النووية الجارية وقضايا المنطقة.