موسكو – سانا
أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف اليوم أن الولايات المتحدة تواصل تجاهل مبادرات توحيد الصفوف في الحرب على الإرهاب الذي يعد تهديدا عابرا للحدود وتصر على الاستمرار بسياسة فرض العقوبات.
وأشار ريابكوف في تصريح لوكالة تاس الروسية للأنباء تعليقا على موافقة مجلس النواب الأمريكي الثلاثاء الماضي على فرض عقوبات على سورية وروسيا وإيران إلى أن التعاون بين روسيا وسورية لن يتضرر من إجراءات أمريكية معادية لهما.
وقال.. إن الولايات المتحدة “انطوت على ذاتها وتتجاهل تماما الآثار الخارجية لهذه الإجراءات وهذا ما يجعلها تحاول مجددا تغيير حكومة في بلد ذي سيادة بالقوة بدلا من توحيد الصفوف في الحرب على الإرهاب” موضحا أن “هذا السعي لا يخفيه كثيرون من الساسة والمسؤولين الأمريكيين”.
ودعمت الولايات المتحدة على مدى سنوات الحرب التي تشن على سورية التنظيمات الإرهابية على مختلف مسمياتها بالمال والسلاح وتجاهلت جميع المبادرات الداعية إلى تشكيل جبهة دولية لمحاربة الإرهاب بتفويض من مجلس الأمن.
أوشاكوف: التعاون بين موسكو وواشنطن حول سورية غير مرض في الوقت الحالي
أكد يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي اليوم أن التعاون بين روسيا والولايات المتحدة حول سورية “غير مرض حاليا” لكن موسكو تأمل بعودة التعاون بين الجانبين إلى “مساره الطبيعي” بعد تولي الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مهامه رسمياً في كانون الثاني القادم.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت مطلع الشهر الماضي تعليق المحادثات الثنائية مع روسيا بشأن سورية بعد حملة ابتزاز شنها مسؤولون أمريكيون وتنصل الولايات المتحدة من الاتفاق الموقع بين موسكو وواشنطن في أيلول الماضي في محاولة لإنقاذ التنظيمات الإرهابية في سورية التي تطلق عليها الولايات المتحدة تسمية “معارضة معتدلة”.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن أوشاكوف قوله.. “ان العمل بشأن سورية يتم بشكل ليس جيدا ولا سيئا وقد تمت مناقشة هذه المسألة خلال اتصال هاتفي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والاميركي المنتخب دونالد ترامب هذا الأسبوع”.
وأضاف.. “إن الكرملين يرى فرصة لإعادة التعاون بين البلدين بشأن سورية إلى مساره الطبيعي بالتعاون مع الرئيس الاميركي الجديد.. حيث بدا أن هنالك دافعا مشتركا لتوحيد الجهود في مكافحة الإرهاب الذي يعتبر عدوا مشتركا لروسيا والولايات المتحدة”، مشيراً إلى “أن هذا الأمر يمكن أن يشكل خلفية جيدة للتعاون في المستقبل من أجل حل الأزمة في سورية”.
وأشار مساعد الرئيس الروسي إلى أنه لم يتم الاتفاق بين الجانبين خلال الاتصال الهاتفي على تحديد أي موعد لعقد لقاء بينهما وقال “سيتم اجراء اتصالات بين ممثلي الجانبين بهذا الشأن” مضيفا.. إن بوتين وترامب اتفقا على استمرار الاتصالات للعمل من أجل لقاء شخصي.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف في وقت سابق اليوم أنه لا يوجد أي حديث عن زيارة مرتقبة لترامب إلى روسيا، مشيراً إلى أن المزاعم التي أطلقتها بعض وسائل الاعلام بهذا الشأن “كاذبة”
وكان بوتين بحث في اتصال هاتفي مع ترامب يوم الأثنين الماضي سبل تسوية الازمة في سورية وضرورة توحيد الجهود في محاربة الإرهاب.
بوغدانوف: موسكو بدأت اتصالات مع فريق الرئيس الأمريكي المنتخب حول سورية
في سياق متصل أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن موسكو بدأت اتصالات مع فريق الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حول سورية.
وأعرب بوغدانوف خلال كلمته في ندوة حول الوضع فى الشرق الأوسط عقدت في موسكو اليوم عن أمل روسيا في أن تبلور الإدارة الأمريكية الجديدة مواقف جديدة في التعامل مع الأزمة في سورية مرحبا بأي تحرك من شأنه أن يسهم في استئناف الحوار السوري السوري تحت رعاية الأمم المتحدة.
وقال بوغدانوف “نحن نرحب بأي فعالية تسهم في الإعداد لحوار سوري شامل تحت رعاية الأمم المتحدة وروسيا وفي ضوء قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات المجموعة الدولية لدعم سورية” مشددا على “إن السوريين يجب أن يتوصلوا إلى حل لهذه الأزمة بأنفسهم من خلال الحوار”.
وأضاف بوغدانوف “إن موسكو لن تفقد الأمل في أن التفاهمات والآليات التي تم التوصل إليها من قبل روسيا والولايات المتحدة بعد جهود مضنية سيؤخذ بها لتسوية الأزمة في سورية”.
وأكد بوغدانوف أن روسيا سوف تشارك إلى جانب الولايات المتحدة بالإضافة إلى دول إقليمية من الشرق الأوسط بمناقشة ملفات صيغة لوزان حول سورية مشيرا إلى أن هناك مشاورات ثنائية روسية أمريكية مستمرة في جنيف يشارك فيها أيضا ممثلو ما لا يقل عن ثلاث دول إقليمية وهي السعودية وقطر وتركيا.
وقال بوغدانوف “لدينا مجموعة خبراء تعمل بصورة دائمة في جنيف على مسائل تطبيق نظام وقف العمليات القتالية في سورية” مشيرا إلى ضرورة مشاركة جميع المكونات السورية عبر المؤسسات الحكومية بمناقشة مستقبل سورية موضحا أن سورية هي دولة واحدة لجميع هذه المكونات وتمثل مستقبلهم جميعا.
وأضاف بوغدانوف إن “روسيا اتفقت مع جميع الشركاء في المنطقة على خروج الإرهابيين من الجزء الشرقي من مدينة حلب ولكن ما يجري هناك متوقف على السوريين ذاتهم في الجزء الشرقي من حلب وعليهم أن ينصتوا لصوت العقل أخيرا إذا كان الشركاء الأمريكيون غير قادرين على الفصل بينهم لأن مستقبل سورية هو بيد السوريين أنفسهم”.
كما أكد بوغدانوف أن العقوبات الأخيرة التي فرضتها الولايات المتحدة على روسيا بسبب عملياتها ضد الإرهاب في سورية هي غير أخلاقية وقال “اتفقنا منذ قرار جنيف الأول في الثلاثين من حزيران عام 2012 أن هناك ضرورة للمشاركة في المحادثات بين الحكومة السورية بقيادتها الحالية مع ممثلي مجموعات المعارضة وأن الحكومة السورية بقيادة الرئيس بشار الأسد المنتخب شرعيا قد تم الإقرار دوليا ومن خلال الوثائق بيننا وبين الولايات المتحدة والدول الغربية وتركيا وكذلك من قبل مجلس الأمن الدولي بأنها جهة رسمية مشاركة في عملية المحادثات السورية السورية وفي البحث عن حل سياسي مبني على أساس التوافق بين جميع السوريين الذين يجب أن يشاركوا في المباحثات”.
ولفت بوغدانوف إلى أن روسيا بقيادة رئيسها فلاديمير بوتين تسعى لتأسيس تحالف واسع لمكافحة الإرهاب ممن هم قادرون على محاربة الإرهابيين ومستعدون للقيام بذلك إذ إن الإرهاب يشكل تهديدا عاما للجميع مضيفا إنه “ينبغي على تركيا أن تلعب دورا مهما في هذا الإطار لتحقيق هذه المهام في القضاء على البؤر الإرهابية وليس في سورية فقط بل في العراق أيضا ولكن يجب القيام بذلك بتوافق بين جميع المشاركين في هذه العملية على خلفية احترام سيادة البلاد وموافقة السلطات المركزية في بغداد ودمشق”.
وكان ممثل روسيا الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف ألكسي بورودافكين اعرب مطلع الشهر الجاري عن أمل بلاده في مواصلة التعاون مع واشنطن في عهد الرئيس الأمريكي الجديد حول سورية وقال إننا نأمل في أن تكون روسيا والولايات المتحدة قادرتين في عهد الرئيس الجديد للولايات المتحدة على الاتفاق وفق صيغة لوزان على وقف العمليات القتالية وسحب الإرهابيين من مدينة حلب.
يذكر أن روسيا تشدد على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتسوية الأزمة في سورية ودعت واشنطن مرارا لفصل ما تسميها “المعارضة المعتدلة” عن الإرهابيين إلا أن الولايات المتحدة تماطل في تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع روسيا حول الأزمة في سورية.
وفى سياق آخر أكد بوغدانوف ان روسيا تدعم السلطات العراقية في محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية وذلك عبر تصدير الأسلحة والتقنيات والاليات العسكرية للقوات العراقية مشيرا إلى أن الجيش العراقى وقوات الحشد الشعبي تلعب الدور الحاسم في محاربة “داعش” بغض النظر عن دعم ما يسمى “التحالف الدولي” ضد الإرهاب.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: