دمشق-سانا
ازدانت قاعة المعارض في دار الأسد للثقافة والفنون بدمشق مساء اليوم بمعرض التشكيلي أسامة جحجاح تحت عنوان شغف وقدم عبره حصيلة عمل ثلاث سنوات من البحث والتجريب مستفيدا من عدة تقنيات فنية لإنجاز لوحاته المليئة بالعناصر والتفاصيل لمصلحة الاحتفاء بالموضوع الذي جاء إنسانيا بمفردات أنثوية.
وشكلت اللوحات الثمانية والعشرون المعروضة بأحجامها المتراوحة بين المتوسط والكبير حالة درامية مشبعة بالألم السوري عبر رؤية فنية خاصة شكل الكولاج فيها خلطا غرائبيا بين عدة تقنيات تراوحت بين الألوان الزيتية والإكريليك وعدة خامات مثل الأقمشة والخيش والستراس والإكسسورات وطباعة الديجيتال لتنتج لوحات بروح سينمائية لا تخلو من السيريالية وتقترب من فن البوستر أحيانا لصنع هالة الحضور في المشاهد نفسها رغم بساطة الفكرة بما يخص الأعمال ذات الخلفيات المدمرة.
أما اللوحات المعتمدة على البورتريه الأنثوي فجاءت بأسلوب تعبيري يحتفي بجمال المرأة وأنوثتها أحيانا من خلال حضورها بعيدا عن تفاصيل الجسد ويظهر انكساراتها في بعض الأعمال عبر تغييب أجزاء من وجهها ورأسها بقطوع حادة لها من الدلالات الكثير حيث اعتمدت على خلفيات حروفية تارة وزخرفات في غيرها مقتربة في ذلك من لوحة الأيقونة رغم غياب الألوان الحارة الفرحة وغلبة الوان البني بدرجاته والرمادي.
ويمثل المعرض رؤية فكرية متجددة معاصرة و قدرة فنية خاصة عالجت الحالة الانسانية للهم السوري بكثير من الخصوصية والتنوع وبتوجه بعيد عن المحلية ما يجعل من لوحاته وثائق فنية قادرة على مخاطبة الإنسان المعاصر أينما كان وترك الأثر المطلوب في وعيه وفكره ونفسه مع الاعتناء الكبير بجمالية العمل الفني ومتعة مشاهدته دون بهرجة مبالغة فيها.
وقال وزير الثقافة محمد الأحمد في تصريح للصحفيين خلال افتتاحه المعرض ضمن فعاليات احتفالية يوم وزارة الثقافة إن “عنوان المعرض اختصره الفنان جحجاح بكلمة شغف المؤلفة من ثلاثة حروف لكنها مفتوحة على الكثير وكما في لوحات الفنان جحجاح دائما يوجد عنصر المرأة التي تعد بطلة اللوحة المتأطرة ضمن إطار معين ببضع سنتيمترات” مبينا أن “هذا الإطار مفتوح على كثير من الذاكرة والتاريخ والعشق وحالات المرأة بانكساراتها وتأملاتها”.
وأضاف وزير الثقافة “إن لوحات المعرض تشكل خصوصية لصاحبها في المستقبل وإن أهمية المعرض تكمن في أنه اختار عنصرا معينا وهو المرأة الموجودة في كل لوحاته التي انطلق منها إلى عوالم وآفاق متسعة وممتدة إلى ما لا نهاية حيث تحتوي لوحاته تأكيدا على الهوية السورية وتاريخنا وحضارتنا وتراثنا”.
وأوضح الأحمد أن الفنان جحجاح “اعتبر المرأة بطلة حقيقية لكل العناصر التي حولها حيث خلق حالة جديدة من خلال استعمال أنيق ومحترف للكمبيوتر في بناء اللوحة التشكيلية عبر إدخاله عناصر غريبة إلى لوحته” مبينا أن “ذلك أمر مشروع فنحن دائما في عالم يتطور ومن الطبيعي أن تتطور اللوحة التشكيلية كالسينما والدراما والمسرح”.
وعن المعرض قال التشكيلي جحجاح في تصريح لـ سانا الثقافية “شغف هو معرضي الفردي السادس وهو يأتي ضمن تجربتي الفنية التي تعتمد تقنية الكولاج والمزج بين عدة تقنيات فنية في عمل تشكيلي واحد بهدف الجمع بين عبق الماضي وروح التشكيل الكلاسيكي وحداثة الحاضر وابراز مفاهيم وقيم جديدة للوحة التشكيلية المعاصرة”.
وتابع جحجاح “يأتي المعرض كعصارة جهد وتعب ووله استمر ثلاث سنوات لتقديم اللوحة بهذا الأسلوب وهي تجربة فنية جاءت في ظروف بلدنا الصعبة التي نمر بها لنبرز للعالم أن سورية بلد الفن والثقافة والحضارة وأننا قادرون على صناعة الأمل من قلب الخراب”.
وأوضح جحجاح أن الأعمال المعروضة بأغلبها تعتمد على المرأة من منظور شخصي كحالة انسانية روحانية بالدرجة الأولى وكحالة جمالية لاحقا مبينا أنها ترمز في لوحته إلى دمشق السيدة العظيمة الجميلة الصامدة الصابرة التي تزينت بقرط الفيروز ليمنع حسد الحاسدين لشدة جمالها لكنه لم يمنع عنها الدمار والأذى.
يشار إلى أن المعرض مستمر لغاية الثلاثين من الشهر الجاري.
والتشكيلي أسامة جحجاح من مواليد عام 1972 وهو من الفنانين الشباب الذين اتخذوا طريقة مختلفة تماماً عن طرح العمل التشكيلي الكلاسيكي بهدف سد الفجوة بين اللوحة الكلاسيكية وعصر التكنولوجيا الرقمية الحديثة وله العديد من المعارض التشكيلية الفردية والجماعية في سورية وخارجها.
محمد سمير طحان-شذى حمود
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:
http://vk.com/syrianarabnewsagency