دمشق-سانا
ترتكز مجموعة “طاق اليمام” للشاعر احمد جمعة الفرا في بنيتها على الجمع بين الأصالة والمعاصرة فلم يتخل كاتبها عن الموروث الموسيقي الذي يعد من أهم مقومات الموهبة الشعرية إضافة إلى اختيار الألفاظ التي تحقق صلة وطيدة مع المتلقي باعتبارها من بيئته وحياته اليومية.
في مواضيع الشاعر الفرا التي كتبت بأسلوب الشطرين تبدو النزعة الإنسانية واضحة والخبرة في التشكيل الفني البنيوي الذي جاء مناسبا للمواضيع المنتقاة أيضا وواضحا دون أن يتخلى عن المستوى الفني وعن العاطفة الإنسانية التي تحلت بها النصوص فقال في قصيدة “أحن إلى وجه أمي”..
“وما النشر إلا من ورود ذكية.. وما أنت إلاها شذا وتماهيا
وما أنت إلا من صفات حميدة.. ونفس تبارت والكواكب عاليا”.
ويبدو الحس الوطني والقومي عاليا في نصوص الشاعر الفرا فكانت فلسطين هي فاتحة الجرح الذي يعتبره وجع الأمة العربية حتى كتب لها من فيض وجدانه وروحه فيستعرض في قصيدة “ثورة حتى النصر” ملحمة النضال ضد الصهيونية من الطفل الشهيد محمد الدرة والمجاهد الشهيد عز الدين القسام فقال..
“الله أكبر ثار الطفل والحجر.. وكل قلب على التوحيد يفتطر
وزمجرت نخوة الأحرار واتقدت.. حتى همت من هجير النخوة والدرر
قسام رمز فداء خالد أبدا .. وصوت عز على التاريخ ينتصر”.
كما يكتب الشاعر في الوصف مستخدما الإيحاءات التي استعارها من الموجودات الحياتية عند الإنسان ليكون نصه في خدمة بيئته برغم ما يطغى على النص من حضور مباشر للطبيعة ومكوناتها فقال في قصيدة “رفقا به”..
“رفقا بنعم الروضتين ومنهما طيب الجنى..ظل وأطيار وسحر في شواطئه المنى بحر غني باللآلئء بالنوارس بالسنا”.
ويرتفع المستوى الفني في نسيج نصوص الشاعر عبر استخدام الحروف والأدوات وسيطرة العاطفة على الخط البياني للنص الشعري الذي يبدأ منذ انطلاق الحدث في البيت الأول إلى نهاية القصيدة بشكل مثير للعاطفة ولافت لذهنية المتلقي صوب ما يخص الوطن وما يلاقيه من الطامعين والمعتدين فقال في قصيدة “صوت الجهاد”..
“أستاف “أشتم” نقع سنابك وصهيلا .. وارى الكماة جحافلا وسيولا ويرن في
سمعي النداء كانه ..هدي النفوس إلى السماء دليلا”.
على حين يرقى الشاعر بشفافية عذبة عندما يكتب عن نزعته الذاتية التي تبلورت في عاطفة سامية تدل على نقاء في السريرة مختارا لقصيدته “قدمت إليك” البحر الوافر كونه يتلاءم مع المواضيع الشفافة الذاهبة إلى فضاء رقيق عذب فقال..
“قدمت إليك يحملني ارتيابي .. وترتسم السنونو على إهابي بأنك قد تخطيت شبابا..كشأني إذ يفارقني شبابي”.
المجموعة الشعرية طاق اليمام من منشورات اتحاد الكتاب العرب تقع في 132 صفحة من القطع المتوسط غلبت عليها النزعة الإنسانية الموشاة بروح وطنية جاءت كانعكاس للعالم المحيط الذي تأثر به الشاعر.
محمد خالد الخضر
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: