الشريط الإخباري

الروح الوطنية – بقلم: أحمد ضوا

دمشق-سانا

منذ منتصف عام 2012 والمدنيون في حلب يتعرّضون لاعتداءات متواصلة من التنظيمات الإرهابية المدعومة من دول عربية وإقليمية ودولية، تقودها الولايات المتحدة.

طوال هذه المدة الطويلة لم يتحرك الضمير الإنساني العالمي، وبقيت مؤسسات الأمم المتحدة صامتة وغير مبالية بما تلحقه التنظيمات الإرهابية من أضرار وخسائر جسيمة لا يمكن وصفها بأهالي حلب، الذين أدركوا من اليوم الأول للحرب الإرهابية على سورية أن ما يتعرض له وطنهم هو مؤامرةٌ كونية تستهدف وجوده الأزلي.‏

وعلى مدار هذه الأشهر الطويلة قدّم الجيش العربي السوري آلاف الشهداء والجرحى في سبيل منع سقوط كل مدينة حلب بأيدي الإرهابيين، والعمل على تخليص الأحياء التي دخلها هؤلاء من إجرامهم وشرورهم.‏

من حلب أراد أعداء سورية إنهاء الدولة الوطنية السورية، ومن ريفها تدفق الدعم الأكبر والأوسع للتنظيمات الإرهابية، ومن أفواه الإرهابيين انطلقت تهديدات باللفظ لم يسمع بها الشعب السوري على مدار تاريخه الطويل، ومن حلب أيضا أيقن الإرهابيون وداعموهم أن نهايتهم والضربة الاقوى لمشروع الغرب العدواني الاستعماري في سورية والمنطقة ستكون في تلك المدينة.‏

عندما قرر الجيش العربي السوري إعادة الروح إلى كامل أنحاء مدينة حلب، وإنهاء معاناة المدنيين جراء الإرهاب تحركت جحافل الإعلام الغربي وصوّرت الجاني على أنه ضحية والضحية على أنها القاتل، متجاهلة ارتكاب التنظيمات الإرهابية لآلاف الجرائم بحق المدنيين الذين اتخذتهم دروعاً بشرية في أحياء حلب الشرقية، واستهدفتهم بمئات القذائف في الأحياء التي تقوم الدولة السورية على رعايتها.‏

منذ أكثر من عشرين يوماً أوقف الجيش العربي السوري والحلفاء العمليات العسكرية في حلب حرصاً على حياة المدنيين، ولكنّ الارهابيين كما العادة استغلوا ذلك وصعّدوا من عمليات استهداف المواطنين بشتى الأسلحة الجديدة، ومع ذلك صمت الإعلام الغربي وتجاهل عن قصد وعمد، مما يؤكد تنسيقه مع الجوقة التي تشن الحرب على سورية.‏

لقد استغلت الدول الغربية المنظمات الدولية أبشع استغلال في الحرب على سورية حيث تحوّلت أغلب هذه المؤسسات الدولية إلى مجرد صدى لصوت الغرب دون رادع أو وازع، الأمر الذي نشاهده اليوم بأبشع الصور عندما تدافع الأمم المتحدة ومجلس حقوق الانسان عن تنظيمات إرهابية مذعنة لإطلاق واشنطن عليها معارضة “مسلحة معتدلة”.‏

في حلب لن يطول هذا الوضع، وفي النهاية ستعود حلب إلى أهلها ووضعها الطبيعي وستكون طاقة الفرج الواسعة لكل منطقة في سورية، ولن تحول كل مناورات العالم الإنسانية والإرهابية دون إصرار الجيش العربي السوري على إعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة مهما كانت التضحيات.‏

لن تمحو عودة حلب القريبة إلى أهلها من ذاكرتهم متاجرة بعض الدول الغربية والإقليمية بدمائهم سعياً لتحقيق نواياها العدوانية، وفي الوقت نفسه لن ينسى أهالي حلب كعادتهم من ضحى وبذل روحه في سبيل عودة الروح الحلبية إلى كامل مدينة حلب. ‏

صحيفة الثورة

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency