أحزاب تركية: لن نسمح لأردوغان بتحويل تركيا إلى جحيم

أنقرة-سانا

استنكر عدد من الأحزاب التركية إعلان رجب طيب أردوغان تعيين وزير خارجيته أحمد داود أوغلو رئيسا لحزب العدالة والتنمية تمهيدا لتعيينه رئيسا للوزراء باعتباره المسؤول عن فشل السياسة الخارجية التركية وعن جعل بلاده بوابة للإرهابيين المرتزقة للتسلل إلى دول الجوار لارتكاب المجازر بحق المدنيين.
وعبرت الأحزاب التركية عن استهجانها الشديد لترشيح داود أوغلو لرئاسة الوزراء سعيا من قبل أردوغان إلى تكريس تسلطه وزيادة هيمنته في البلاد موجهة انتقادات لاذعة له ولاسيما في مجال السياسة الخارجية التي مارسها.
وفي هذا السياق نقلت صحيفة يورت عن نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري أردوغان توبراك قوله في تصريح للصحفيين إن حزب العدالة والتنمية “لم ينتخب رئيسا للوزراء بل عين رئيسا للوزراء ويجب التدقيق في ماضي داود أوغلو لكونه المسؤول عن السياسة الخارجية الفاشلة في تركيا” محذرا من أن تركيا ستدخل في “مرحلة سيئة” مع داود أوغلو الذي اتبع “سياسة خارجية فاشلة حتى الآن” بينما ستدخل تركيا في مرحلة أكثر فشل بعد الآن.
من جهته قال نائب رئيس حزب الحركة القومية سميح يالتشين “إن أردوغان حول مقام رئاسة الوزراء إلى مكتب خاص له وداود أوغلو يشكل نموذجا فاشلا وترشيحه لرئاسة الوزراء يرمي إلى إقامة بنية تابعة لأردوغان”.
وأضاف يالتشين “إن أردوغان اختار دواد أوغلو كمرشح لرئاسة الوزراء ليكون عبدا وسكرتيرا ومساعدا له”.
بدوره قال رئيس حزب الحركة القومية دولت باهتشلي في تقييمه لترشيح داود أوغلو رئيسا للوزراء “تشكلت الطغمة التركية التابعة لمشروع الشرق الأوسط الكبير في تركيا”.
وأكد باهتشلي في تصريح أدلى به للصحفيين بمدينة اكساراي أن أردوغان الذي “لم يتخل عن منصب رئيس الوزراء بعد انتخابه رئيسا للجمهورية ولم يسلم رئاسة الحزب لأحد أعضاء الحزب قدم شخصا ادعى أنه سيقوم بإصلاح السياسة الخارجية عبر نظرية تصفير المشاكل مع دول الجوار ولكنه نشر المشاكل في جميع أنحاء تركيا كمرشح لرئاسة الحزب وبالتالي لمنصب رئاسة الوزراء بعد اجتماع عقده مع أعضاء حزب العدالة والتنمية”.
ولفت باهتشلي إلى أن أردوغان “لا يملك صلاحية عقد هذا الاجتماع وترشيح رئيس للحزب والوزراء لأنه لا يعد رئيسا لحزب العدالة والتنمية والوزراء وفقا للمادة 101 بعد انتخابه رئيسا للجمهورية”.
واعتبر باهتشلي أن مسؤولي حزب العدالة والتنمية وناخبيه “ارتكبوا خطأ من شأنه جر تركيا إلى إدارة الطغمة من خلال السماح لشخص يقول إنه رئيس الحزب ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية وجميع من عينهم يعملون تحت أمرته بتعيين رئيس حزب ووزراء ظاهري متجاهلا مندوبي المؤتمر”.
واعتبر باهتشلي أن أردوغان وداود أوغلو هما “عنصرا مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي حول المنطقة إلى جحيم” داعيا إلى عدم السماح لهما بتحويل تركيا إلى جحيم.
إلى ذلك قال نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري سزجين تانريكولو في تصريح لصحيفة حرييت إن “الأحزاب الديمقراطية تنتخب رئيسها العام بينما الأحزاب الموالية تعلن عن ترشيح رئيس الحزب”.
وأضاف إن أردوغان “تحدى دولة القانون وأعلن أنه لا يعترف بالدستور التركي ولن يكون رئيس جمهورية حيادي من خلال ترؤس اجتماع اللجنة المركزية لحزب العدالة والتنمية وسيصبح رئيس وزراء حزبي”.
بينما قال ارتوغرول كوركتشو الرئيس المشارك المؤسس لحزب الشعوب الديمقراطي في تقييمه لترشيح أردوغان داود أوغلو رئيسا لحزب العدالة والتنمية “إن السلطان عين الصدر الأعظم”.
وأكد كوركتشو في تصريح لصحيفة حرييت أن ترشيح داود أوغلو لرئاسة الحزب والوزراء تعتبر بمثابة “تعيين رئيس وزراء سيطبق السياسية الخارجية التي حددها مع أردوغان في الداخل مشيرا إلى أن “السلطان أردوغان عين رئيس وزراء.. وداود أوغلو الصدر الأعظم سيقوم بنقل السياسة الخارجية الطائفية إلى داخل تركيا حيث ستشهد تركيا أزمات كبيرة نتيجة هذه السياسة”.
من جهته أكد الحزب الشيوعي التركي أن أردوغان “يحضر لمنصب رئيس الوزراء شخصا غير شرعي ومسؤولا بشكل مباشر عن المجازر المرتكبة ضد الشعب السوري” لافتا إلى أن داود أوغلو مارس جميع الأعمال غير الشرعية في مجال السياسة الخارجية وشارك في سفك دماء الشعوب وتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى عبر الأدوات المسلحة”.
وأوضح الحزب الشيوعي التركي في بيان نشره موقع صول أن أردوغان “احتل مقامي رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية في وقت متزامن بشكل غير شرعي وقام بتعيين شخص غير شرعي مسؤول عن ارتكاب المجازر ضد الشعب السوري ومارس جميع الأعمال غير القانونية في مجال السياسة الخارجية وشارك في سفك دماء الشعوب وتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى عبر الأدوات المسلحة رئيسا للوزراء”.
وقال الحزب في بيانه “كان ينبغي إثارة الجدل حول شرعية ممارسة أردوغان السياسة في تركيا الذي قام بانتهاك القوانين وتعديلها ونفذ إجراءات غير شرعية طيلة فترة عمله رئيسا للوزراء” مشيرا إلى أن “الشعب التركي المقاوم أعلن أردوغان رئيس وزراء غير شرعي في شهر حزيران عام 2013”.
وأكد الحزب أن أردوغان “أصبح مرشحا غير شرعي في الانتخابات الرئاسية في الوقت الذي وجهت له عدة اتهامات وفي ظل استمرار عملية المقاضاة في هذه التهم وتمكن من الجلوس على الكرسي الرئاسي نتيجة انتخابات اعتبرت الأقل مشاركة في تاريخ تركيا حيث أثير الجدل حول فوزه في الانتخابات الرئاسية”.
وكان أردوغان أعلن أمس اختياره أحمد داود أوغلو خلفا له لتولي منصب رئيس حزب العدالة والتنمية وبالتالي ترشيحه لرئاسة وزراء تركيا.