قداس إلهي في وادي النضارى بحمص من أجل السلام في سورية والعراق

حمص-سانا

من أجل إحلال السلام في سورية والعراق وعودة المطرانين المخطوفين أقيم اليوم في دير مارجاورجيوس الحميراء بمنطقة وادي النضارى في محافظة حمص قداسا الهيا ترأسه البطريرك ماراغناطيوس أفرام الثاني بطريرك انطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم بمشاركة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس وحضور حشد من أهالي المنطقة والمناطق المجاورة والمهجرين.

وأشار البطريرك يازجي في كلمة إلى أن سورية بهمة الطيبين من أبنائها ستنهض وتنفض عنها “بؤرا وصلتها من الخارج” وهي نفسها ستدفن في أرضها كل من يجيز لنفسه أمر العبث باوابد عيشها مشددا على ان خلاص سورية بالحوار والحل السياسي. قداس

وقال “إن سورية شعب واحد ويد واحدة ونحن باقون وصامدون بالفعل والقول والصلاة وبكل ما نستطيع أن نقوم به” لافتا إلى أنه في سورية “تفترش المسيحية مهدها وتنطلق المحبة إلى أصقاع الارض” وقد أعطت هذه الارض اغناطيوس الانطاكي الذي قيدته اصفاد الدهر الحاضر كما تقيد الكثير منا وسط هذه الظروف مؤكدا أن هذه الاصفاد لم تنل من عزيمة الايمان وسوف تنمحق أمام سورية وصمودها قيادة وجيشا وشعبا.

ودعا البطريرك يازجي العالم إلى أن ينظر بعين الحق إلى كل ما يجري في سورية والعراق وفي كل بقعة لبست زيفا وبهتانا صفة “الربيع” وإلى مأساة فلسطين ولبنان الذي يدفع ضريبة غالية مؤكدا أن هذه الأرض منبتا لابجدية الحرف وليست مرتعا للتكفير والارهاب والخطف.

من جهته لفت البطريرك أفرام الثاني إلى أن هذا القداس للصلاة من أجل عودة المطرانين المخطوفين بولس يازجي ويوحنا ابراهيم وكل المخطوفين ولعودة السلام والاستقرار إلى أرض سورية مؤكدا أن مثل هذه المناسبات تعبر عن الإرث السوري الذي يذخر بالتسامح والعيش المشترك.

ودعا جميع الذين هجروا من هذه المنطقة للعودة الى منازلهم وقراهم بعد أن عاد إليها الأمن والأمان والاستقرار بفضل تضحيات الجيش العربي السوري ودماء الشهداء مؤكدا أن سورية ستعود كما كانت وستبنى من جديد.

ولفت البطريرك أفرام الثاني إلى أننا اليوم نوجه رسالة للخارج بأن “السوريين بمسيحييهم ومسلميهم هم شعب واحد” وهذه الوحدة تجسدت من خلال التفاف الشعب حول قيادته السياسية وجيشه البطل مشددا على أن هذه الوحدة هي الطريق الى الانتصار الكامل في هذا البلد العزيز على اعدائه وعلى الفكر الغريب الذي دخله مشيرا الى مرحلة ما بعد الانتصار واعادة البناء والاعمار وبالدرجة الأولى بناء الإنسان.

من جانبه أشار محافظ حمص طلال البرازي إلى الحاجة للتأكيد على وحدتنا وتماسكنا مع بعضنا البعض من اجل سورية وصونها وإعادة المهجرين والنسيج الاجتماعي الى سابق عهده حيث يتم التخطيط لاجراءات تعيد الى سورية حالة الامن والاستقرار.

ولفت إلى أن هذا اللقاء وما سبقه من لقاءات وصلوات تبرهن أن سورية تؤكد صمودها في وجه كل أشكال الإرهاب والعدوان وكل قوى الشر مشيرا إلى أن مثل هذه الفعاليات تعزز رسالة المحبة والسلام والمصالحة.قداس2

من جهتهم أكد الحضور من أهالي وادي النضارى والمهجرين إليه من باقي المناطق تمسكهم بأرضهم وشعورهم بالانفراج وعودة الحياة الى طبيعتها مشيرين الى ما تحمله هذه الفعالية من معان في قلوب جميع ابناء المنطقة واهمها ترسيخ العيش المشترك والتمسك بالارض والوقوف في وجه جميع المحاولات التي تهدف إلى تهجيرهم وسلخهم عن قراهم ومدنهم وتشجيع من هجر منهم على العودة مجددا بعد أن عاد الأمن والأمان إلى ربوع المنطقة.

وفي ختام القداس قدم البطاركة لبعضهم البعض ايقونة السيدة العذراء ثم التقوا الأهالي في ساحة القديس مارجاورجيوس واستمعوا إلى مطالبهم ومشكلاتهم.