مشروع “حرف للقراءات المسرحية” يقدم “نهر الجنون” في خان أسعد باشا-فيديو

2016-08-21

دمشق – سانا

اختارت الفنانة نسرين فندي نص نهر الجنون للكاتب المصري توفيق الحكيم ليكون العرض السادس في سلسلة قدمتها على مسرح خان أسعد باشا في دمشق القديمة ضمن مشروع “حرف للقراءات المسرحية” الذي انطلق العام الماضي بعرض الشقيقات الثلاث لأنطون تشيخوف.

ولقى المشروع الذي تنتجه مديرية المسارح والموسيقا احتفاء متواصلاً من جمهور المسرح السوري بعد عدة عروض وصفت بالجريئةفنياً ضمن إسقاطاتها على الأزمة في سورية حيث قدمت فندي مع مجموعة من الممثلين والممثلات الشباب عدة مقترحات في هذا السياق كان أبرزها “خطبة لاذعة ضد رجل جالس” لغابرييل غارسيا ماركيز و”المعطف” لأنطون غوغول و” كليلة ودمنة” باب الأسد والثور” لابن المقفع إضافةً لنص “العميان” للكاتب البلجيكي ميترلنك.

وشهد عرض “نهر الجنون” مساء أمس اهتماماً من نقاد ومخرجين وممثلين وإعلاميين وجدوا في هذا المشروع قدرة إبداعية على محاكاة الواقع بأدوات رمزية تخلت عن مفهوم المسرحية التقليدية نحو الاشتغال على النص من ناحية الدراماتورجيا أو فن الإنشاء الدرامي من خلال اعتبار البروفة هي الزمن الأصلي للعرض بشرط الاقتصاد في المسرحة على حساب التفكير الجماعي بالنص كبنية أدبية ونقلها من حالتها الخرساء إلى مجموعة من الجمل الحركية وذلك بالاعتماد على قدرات الممثل في صياغة مواقف ومفارقات تسقط على الراهن بذكاء وحيوية.

وكشفت فندي مديرة المشروع لسانا الثقافية أنها اليوم في طور الإعداد لعروض قراءة جديدة سيكون من ضمنها نص “الكراسي” ليوجين يونيسكو ونص “برلمان النساء” بنسخة كتبها توفيق الحكيم عن النص نفسه الذي كتبه مخترع فن الكوميديا الكاتب الإغريقي أريستو فانيس حيث يتابع المشروع مع كل من الممثلين روجينا رحمون و سامر خليلي و مجدي المقبل و ماهر أبو مرة مستفيداً من فضاء خان أسعد باشا في البلدة القديمة كمكان في قلب الأسواق الدمشقية التي تحفل بمعالم التاريخ والعمارة السورية العريقة.

ويسعى مشروع قراءات بحسب القائمين عليه لتحقيق مفهوم البحث في النص المسرحي وإعادة قراءته وفق سياقات ثقافية واجتماعية حيث كانت فندي قدمت “نهر الجنون” في بيت بمدينة طرطوس مع شباب وشابات من المدينة وعلى هذا تعلق قائلة .. “اختلاف كبير لمسته بين عرض طرطوس ودمشق فكل مدينة تفرض ظروفها من حيث معالجة النص أو حتى أثناء التدريبات عليه” مشيرة إلى أن هذا برأيها يغني هذه التجربة ويطورها ويجعلها قابلة دائماً للتفكير مجددا بمستويات أخرى للتلقي من خلال العمل على مقولة العرض وبنيته الكلامية واللغوية في آن معا .