الشريط الإخباري

دغدغة الإعلام حتى الآن !!-بقلم: أحمد ضوا

كثرت بعد زيارة رئيس النظام التركي «رجب طيب أردوغان» إلى روسيا تصريحات المسؤولين الأتراك عن حل الأزمة في سورية، وعن الأيام الجميلة، وغيرها من المضامين التي تدغدغ الإعلام، ولكن على أرض الواقع لم نشهد ذلك التأثير الملحوظ لها في وقف توفير الدعم للتنظيمات الإرهابية بشتى أشكاله عبر الحدود التركية السورية.‏‏

لا شك أن حديث البعض عن تحولٍ في الموقف التركي من داعم حتى العظم للإرهاب العابر إلى سورية إلى محارب لهذا الإرهاب من قبيل النكتة، ولكن لا يمكن إنكار أن النظام التركي لا يستطيع بأي شكل من الأشكال الاستمرار بمثل هذه الأفعال لأنها بمثابة تعريض الاستقرار المهزوز في تركيا إلى خطر كبير.‏‏

قد يكون الدخول في قراءة مدى التغييرات التركية في هذا المجال من قبيل التنجيم حتى الان ، ولكن من جانب آخر، المحادثات التركية الروسية لابدَّ أن تكون لها مفاعيل على صعيد تنفيذ المطالب الدولية إلى تركيا لضبط حدودها، ومنع الاستمرار في تحويلها إلى مسارب سهلة لدعم التنظيمات الإرهابية بالمال والعدة والعتاد.‏‏

بالنسبة للشعب السوري، لن تدغدغه تصريحات رئيس الوزراء التركي «بن علي يلديريم» أمس عن رغبة بلاده في القيام بدور أكبر في الأزمة السورية خلال الأشهر الستة المقبلة سعياً للتوصل إلى حل سياسي، إلا إذا توقف النظام التركي عن التدخل في الشأن الداخلي السوري، وقطع جميع أشكال الدعم للتنظيمات الإرهابية بأسمائها المختلفة، وكف عن محاولات تمرير الوقت لتحسين أوراق التفاوض مع أي جهة كانت.‏‏

إن تحقيق النظام التركي هذه المطالب يجب أن يكون فورياً ومن دون أي شروط، وأي تلكؤ في ذلك تحت مزاعم واهية هو بمثابة إعلان صريح باستمرار الحكومة التركية بدعم الإرهاب والسير في المشروع الأميركي لزعزعة استقرارالمنطقة بالكامل.‏‏

بالتأكيد ان الانشغال الروسي- الإيراني لإقناع الحكومة التركية بالتوقف عن الاستثمار في الإرهاب الذي سيرتد عليها في نهاية المطاف يصب في مصلحة الشعب التركي أولاً، وفي الوقت نفسه، ينقذ تركيا من المستنقع الذي وضعها فيه نظام أردوغان، ومن غير المقبول أو المنطقي أن تبحث الحكومة التركية عن مكاسب أخرى سوى التخلص من هذه الورطة.‏‏

الأشهر القليلة القادمة ستكون حاسمة بالنسبة للنظام التركي على عدة أوجه، والأهم منها هو إقران الأقوال بالأفعال على صعيد وقف دعم الإرهاب في سورية والعراق، والكف عن التدخل في شؤون دول المنطقة.‏‏

إن القراءة الموضوعية للمواقف التركية خلال السنوات الست الماضية لا تمنح المزيد من التفاؤل بقيام الحكومة التركية باتخاذ إجراءات حاسمة وفاصلة في مكافحة الإرهاب، ولكن التطورات الإقليمية والانتشار الإرهابي على مستوى العالم، وارتداد الإرهاب إلى الداخل التركي لا يترك لهذه الحكومة الكثير من الوقت والخيارات للقيام بما يتوجب عليها من التزامات مع إيران وروسيا والعالم بشأن ضبط حدودها وإغلاقها أمام قوافل الإرهابيين، واستمرار اللعب بهذا الملف هو كاللعب بالنار في معمل للمتفجرات شديدة الانفجار.‏‏

صحيفة الثورة

 تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

بغداد–دمشق المطلوب اقتران الإرادة بالعمل… بقلم: أحمد ضوا

حظيت مباحثات السيد الرئيس بشار الأسد مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني