S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
السويداء-سانا
رغم كل الظروف والتحديات الصعبة التي تمر بها سورية استمرت في السويداء عمليات توفير الخدمات للمزارعين ومتطلبات القطاع الزراعي الذي يشكل مصدرا مهما للحياة والمعيشة والأمن الغذائي بشقيه النباتي والحيواني .
الحرب الإرهابية على سورية واستهداف الإرهابيين لكل القطاعات زاد المزارعين إصرارا على التشبث بالأرض والاستمرار بالإنتاج والعطاء رغم الصعوبات وارتفاع أسعار مستلزمات العملية الإنتاجية والخدمات الزراعية المقدمة للأرض يقينا منهم أن توقفهم عن العمل يخدم أجندة الأعداء الذين يعملون لتدمير بنية الدولة واقتصادها الذي يؤءدي القطاع الزراعي دورا أساسيا فيه.
ويوضح المزارع جهاد الدبيسي من بلدة عرمان أنه ما زال رغم كل الصعوبات التي تواجهه فيما يتعلق بغلاء أسعار الأدوية الزراعية وأجور الحراثة وصعوبات تسويق المنتج الزراعي وخاصة التفاح متمسكا بالعمل بالأرض التي يحبها متمنيا إيجاد منافذ تسويقية جديدة للمنتج الزراعي وتحسين نوعية الخدمات المقدمة للمزارعين وخاصة فيما يتعلق بتوفير مادة المازوت بالشكل الأمثل وإعادة النظر بأسعار غراس الأشجار المثمرة .
ويرى المزارع زياد المقت وهو من المزارعين المتميزين في محافظة السويداء والفائز بالعديد من المباريات الإنتاجية أن مختلف الخدمات الزراعية التي تقدمها الدولة للمزارعين جيدة باستثناء مادة المازوت التي تقدم بكميات لا تغطي الاحتياج الفعلي للعملية الزراعية ما يضطره إلى شرائها من السوق السوداء مؤكدا أن المشكلات والتحديات التي تواجهه لن تثنيه عن الاستمرار بالإنتاج الزراعي وبحصد المواسم الجيدة .
ويشير المزارع نايف الحلواني من قرية مياماس إلى أنه ما زال متمسكا بأرضه ومشروعه للتفاح ولم يستسلم أمام الظروف الصعبة التي تعترضه مع غيره من المزارعين وخاصة المتمثلة بغلاء الأدوية الزراعية وعدم توافر بعضها وارتفاع أجور الحراثة مقترحا حصر استيراد جميع مستلزمات الإنتاج الزراعي بالدولة وتأمين السماد البوتاسي وزيادة مقدار استفادة المزارع من غراس الأشجار المثمرة الموزعة.
ويبين رئيس اتحاد الفلاحين بالسويداء خطار عماد مدى قيامهم بتأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي وعملهم لتوفير الأدوية الزراعية تقسيطا ودون فوائد وكذلك المحروقات وفق الكميات المحددة لهم من مخصصات المحافظة لافتا إلى دورهم بتسهيل إجراءات تسويق مادة العنب للشركة السورية لتصنيع العنب واستجرار كميات من إنتاج التفاح عبر الجمعية التسويقية التابعة لهم وتنسيقهم مع الخزن والتسويق لاستجرار هذا المحصول من المزارعين .
أما مدير الزراعة بالسويداء المهندس بسام الجرمقاني فيلفت إلى أنه جرى توفير جميع مستلزمات العملية الزراعية للمزارعين بالسويداء خلال سنوات الأزمة من البذار والأسمدة بشكل أفضل من سنوات ما قبل الأزمة مع تأمين المحروقات بشكل مقبول لهم موضحا أن الاستقرار في القطاع الزراعي يعود إلى تكاتف جهود كل الجهات المعنية به ومساندتها للمزارع .
من جانبه يوضح مدير فرع المؤسسة العامة لإكثار البذار بالسويداء المهندس وائل الطويل أن الفرع خطا خطوات جادة لتوفير البذار للمزارعين محليا وبشكل جيد لتنفيذ الخطط الزراعية وأصبح يؤءمنها محليا بعد أن كان يستجرها سابقا من المحافظات الأخرى حيث نجح الموسم الحالي بتوفير نحو 2000 طن من بذار القمح و الشعير إضافة إلى المباشرة هذا العام بإطلاق وحدة إنتاج بذار الفطر الزراعي التي تسير وتيرة العمل فيها بشكل جيد بهدف تأمين احتياجات المزارعين منها لتنفيذ مشروعات زراعية صغيرة حيث وزع من البذار لغاية تاريخه نحو 700 ليتر على 200 مواطن .
وفي إطار تأمين مستلزمات الإنتاج تواصل مديرية الزراعة توفير غراس الأشجار المثمرة الموثوقة بشكل سنوي وبأسعار رمزية حيث يبين رئيس قسم الثروة النباتية في المديرية المهندس أكرم سراي الدين أن إجمالي عدد الغراس الموزعة خلال الموسم الحالي 129 ألف غرسة شملت 16 صنفا زراعيا من الأشجار .
وأفسحت وزارة الزراعة المجال لأصحاب بساتين الأشجار المثمرة غير المنظمة للحصول على وثيقة التنظيم الزراعي لتمكينهم من الاستفادة مما تقدمه الدولة من خدمات زراعية حيث تم في هذا الإطار العام الحالي بحسب سراي الدين منح وثائق تنظيم زراعي لمساحة 2802 هكتار مزروعة بمختلف أنواع الأشجار المثمرة ليرتفع بذلك إجمالي مساحات الأشجار المثمرة الحاصلة على تنظيم زراعي بالمحافظة إلى 30 ألفا و749 هكتارا .
كما تواصل محافظة السويداء تأمين السماد للمزارعين لتغطية احتياجات المزروعات ودون انقطاع وتوزيعها وفق جدول الاحتياج المحدد لكل محصول حيث بلغت كمياتها المسلمة عبر المصرف الزراعي التعاوني خلال الأشهر الستة الماضية وفقا لمديره المهندس نسيم حديفة 874 طنا شملت نوعي اليوريا والسوبر فوسفات .
ويتابع فرع صندوق التخفيف من آثار الجفاف بالسويداء أعماله للتعويض عن الأضرار التي تلحق بالمزروعات حيث قدم مطلع العام الجاري تعويضات للمزارعين عن الصقيع الربيعي الذي تعرضت له المحاصيل العام الماضي كما يقول مدير الفرع المهندس جورج بديوي بقيمة نحو 202 مليون استفاد منها 9717 مزارعا في 85 قرية .
وانطلاقا من أهمية المكافحة للآفات الزراعية التي تؤثر سلبا على الإنتاج تجري مديرية الزراعة المكافحات المجانية لحشرة السونة التي تصيب محصول القمح وتؤثر على القدرة الإنباتية للحبوب حيث كافحت هذا الموسم بحسب رئيس دائرة الوقاية بالمديرية المهندس حسن الحايك 15500 دونم من الأراضي المتحقق ضمنها عتبة الضرر الاقتصادي فضلا عن تقديمها التوعية والإرشاد للمزارعين بمواعيد المكافحات المختلفة للآفات وخاصة للمحاصيل الرئيسية.
ويضاف إلى الخدمات المقدمة للمزارعين ما توفره مديرية الموارد المائية عبر آبار المكرمة من مياه بأسعار رمزية لسقاية المزروعات حيث بين مدير الموارد المهندس أدهم أبو لطيف أن المساحات المروية من آبار المكرمة المستثمرة في المحافظة بلغت أكثر من 1339 هكتارا مزروعة بالأشجار المثمرة يستفيد منها 4500 مزارع .
ويتكامل الشق النباتي في القطاع الزراعي مع الحيواني حيث تواصل الجهات المعنية توفير الخدمات اللازمة للنهوض بواقع الثروة الحيوانية حيث يقول رئيس قسم الثروة الحيوانية بمديرية الزراعة الدكتور كميل مرشد إن واقع الثروة الحيوانية الصحي بالمحافظة جيد ولا توجد أمراض سارية ومعدية عليها مع ظهور بعض الحالات الفردية التي يسيطر عليها في وقتها مبينا أن المديرية تؤمن التحصينات الوقائية المجانية لحمايتها من حدوث الأمراض كاشفا عن إجرائهم خلال النصف الأول للعام الحالي 353 ألفا و256 تحصيناً وقائياً مجانيا للأبقار والأغنام والماعز ضد الأمراض السارية والمعدية التي قد تصيبها وترافقها أيضا مع إعطاء 303 آلاف جرعة دوائية للدواجن ضد مرض النيوكاسل كاشفا بالوقت نفسه عن الصعوبات التي تواجه المربين من ناحية غلاء الأعلاف وعدم جودة بعضها.
ويلفت مرشد إلى أن المحافظة شهدت العام الحالي تنفيذ مشروع للمعالجات المجانية للثروة الحيوانية ضد الديدان الاسطوانية وذلك ضمن مشروع المساعدات البيطرية الطارئة المنفذ بالتعاون بين نقابة الأطباء البيطريين ومنظمة الفاو ووزارة الزراعة حيث استهدف 180 ألف رأس من الأغنام والماعز والأبقار يملكها 4500 مرب في مختلف مناطق المحافظة موضحا أهميته لدعم الخدمات البيطرية التي تقدمها وزارة الزراعة للمساهمة بالحفاظ على صحة وسلامة القطعان والإقلال من تكاليف الإنتاج ما ينعكس على زيادة الإنتاج ودخل صغار المربين .
ويضيف مرشد أنه تم أيضا العام الحالي في إطار مشروع المساعدات البيطرية الطارئة توزيع مساعدات الأعلاف لصغار مربي الأغنام بكمية 535 طنا استفادت منها رؤءوس أغنام يملكها 1337 مربيا ممن تنطبق عليهم المعايير اللازمة لذلك وذلك بهدف تشجيع صغار المربين على مواصلة عملهم وتنمية وزيادة عدد القطيع لديهم ما يؤءمن لهم مصدر دخل يكفيهم بمعيشتهم وينعكس إيجابا على توفير المنتج الغذائي المحلي .
ولم يقتصر تقديم الدعم للثروة الحيوانية على جهات معينة حيث واصل مشروع الثروة الحيوانية بالمحافظة توفير خدمات متعددة أهمها القروض لمساعدة الأسر الريفية لتنفيذ مشروعات صغيرة تتعلق بالثروة الحيوانية ومنتجاتها تساعدها في معيشتها حيث يوضح مدير فرع المشروع بالمحافظة المهندس باسل رشيد أن صناديق التمويل للمشروعات الصغيرة المحدثة ضمن المشروع بالسويداء قدمت منذ إحداثها قبل عامين ولغاية تاريخه قروضا إلى 252 أسرة بقيمة 605ر17 مليون ليرة في قرى رضيمة اللواء والعفينة والمتونة.
كما شهدت عمليات توفير الأعلاف عبر فرع مؤسسة الأعلاف بالسويداء تحسنا ملحوظا العام الحالي حيث وزع الفرع بحسب مديره المهندس وائل الشوفي خلال النصف الأول 3241 طناً من مواد النخالة والجاهز حلوب أبقار عازيا التحسن لتوفر المواد العلفية من مصادر إنتاجها بشكل جيد وتذليل صعوبة نقلها للمحافظة من خارجها .
يشار إلى أن إجمالي المساحات المزروعة بالأشجار المثمرة بالسويداء 38 ألفا و971 هكتارا بينما تبلغ أعداد الثروة الحيوانية وفق آخر إحصائية العام الماضي 358899 رأسا من الأغنام و 91302 رأس من الماعز و 10595 رأسا من الأبقار .
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:
