ندوة نقدية تناقش رواية “سليمان الحلبي.. العين والمخرز” للأديب داود أبو شقرة بثقافي جرمانا

ريف دمشق -سانا

رواية “سليمان الحلبي.. العين والمخرز” للأديب داود أبو شقرة كانت محور الندوة النقدية التي أقامها فرع ريف دمشق لاتحاد الكتاب العرب بالتعاون مع المركز الثقافي العربي في جرمانا بمشاركة مجموعة من الأدباء والنقاد في صالة المركز.رواية سليمان الحلبي 2

وبين الناقد الدكتور جمال عبود في محوره الذي جاء بعنوان “سليمان الحلبي العين والمخرز إشكالية التصنيف وصعوبة التعريف” أن االمؤلف أراد استعادة الموقف البطولي لشخص استثنائي هو بالأساس طالب علم يكره العنف بكل أشكاله وكيف انتهت به الأحداث بسبب الحمية الوطنية القومية معتبرا أن الحيز الدلالي والتخييل كانا محدودين جدا في هذا النص الذي لم يمنح الإحساس بجوانب هذه الشخصية فظلت محايدة لأكثر من ثلاثة أرباع النص كله وكانت حركتها العامة هامشية.

ورأى عبود أن الكاتب قدم فصلا استهلاليا للنص يخيل للمتلقي أنه الناظم لحركته الداخلية وهو الحديث عن علاقة السارد نفسه بشخصية سليمان الحلبي ومعرفته بها من خلال ما كتب عنها منذ وقت مبكر جدا.

من جهته تحدث الناقد الدكتور غسان غنيم عن وجود فصل في الرواية لم يكن له لزوم في صلبها وأنه كان من الممكن أن يكون مقدمة أو قطعة منفصلة عن جسم العمل لأنه تضمن معلومات منفصلة تماما عن السرد الروائي ويتعلق بتوثيق بحثي لا علاقة له بالسرد مشيرا إلى أن الكاتب تدخل من الخارج للشرح والتوضيح مستشهدا بعدد من مفاصل الرواية وأحداثها.

وقال مدير ثقافي جرمانا الشاعر منهال الغضبان إن “أبو شقرة في روايته انطلق من قدرة المبادئ والقيم على اجتراح الأعاجيب وتذليل الصعاب فاستطاع تقديم قراءة موضوعية لواقع المنطقة نهاية القرن الثامن عشر ونقل يوميات تلك المرحلة بحلوها ومرها دون أن يأخذه التخييل لعوالم معلبة ومقولبة دخلها الكثير من المؤرخين ومنتجي الأدب لقلب الحقائق وكتاب التاريخ لأهداف تخدم مصالح بعض الدول وتتعارض مع مصير الشعوب”.رواية سليمان الحلبي 3

ولفت الغضبان إلى ان داوود في تقنيات روايته تغلب فيه الإعلامي وتقاريره على المعالجة الفنية الأكثر اقناعا في توظيف الراوي والقدرة على منحه موضوعية الاستماع والمشاهدة وإعطاء الراوي شرطه الطبيعي في ممارسة دوره.

أما الناقد حسام مقداد فقال “في هذه الرواية نجد الراوي العارف بتفاصيل الأشياء يجعلنا نقف أمام واقعة يقررها بنفسه خلال سرد الأحداث إضافة إلى اللغة الجميلة المنسابة ثم الرصد الدقيق لتاريخ بطل لم يحظى إلا بصفحات قليلة لا توازي قيمة التضحية التي بذلها كشاب سوري ذهب للأزهر للدراسة لكنه اختار مواجهة احتلال الفرنسيين لمصر واستهداف الجنرال كليبر قائد جيش الاحتلال ليقاد كي يلاقي التعذيب ثم حكم الإعدام”.

واعتبر مقداد أن الرواية ذات قيمة قومية تاريخية ومرجع حقيقي ومميز لتاريخ أمة كونها اهتمت بالشخوص وحراكها لصنع الحدث بلغة أنيقة مع الاهتمام بالتفاصيل المكانية وموقف الكاتب من رجال الدين وفرزهم تبعا لمواقفهم من الاحتلال والاهتمام بالمواقف النفسية للشخصيات والتفاصيل وإعلاء شأن المرأة ودورها في معركة النضال والربط بين الماضي والحاضر.

وأشار الناقد عماد عبيد إلى أن النقد ركز على الحدث أكثر من الشكل الفني للرواية معتبرا أن الفن في هذا العمل بحاجة لتسليط الضوء أكثر على حين عبرت إيمان الحوراني رئيسة الدائرة الثقافية في المركز الوطني للدراسات والبحوث الوطنية عن أهمية الرواية في عالم الأدب ولاسيما أنها وثقت لبطولة شاب رفض احتلال بلد عربي بشكل فني شائق لم يأخذ حقه من الناحية النقدية في الندوة.

وختم مؤلف الرواية داود أبو شقرة قائلا “إن الرواية التاريخية لها مقومات ثابتة تجعل الكاتب ضمن أطر معينة وروايتي وإن كانت ذات طابع تاريخي فهي تختلف كثيرا عما قيل عنها لأن سليمان الحلبي برغم مكانته ليس بطل الرواية الحقيقي وهذا ما يدل على أن الرواية تمتلك دلالات وتذهب إلى إشكالات فنية مختلفة كما أنها ذاتية الطابع تعبر عن تاريخ يخص عائلتي وعائلات أخرى ومعاناتها جراء استعمار الغرب لوطننا وللدول العربية الأخرى”.

وفي الرواية بحسب أبو شقرة دلالات مهمة تشير إلى حرق اليهود كثيرا من الوثائق التي تخص سليمان الحلبي وأخرى تظهر حقيقة الصهيوني هرتزل كشخصية فارغة من المضمون والقيم إضافة إلى قضايا تاريخية أخرى مهمة في حياة أمتنا العربية.

يشار إلى أن رواية “سليمان الحلبي.. العين والمخرز” صادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب وتقع في 260 صفحة من القطع الكبير.

محمد خالد الخضر

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

نصوص شعرية متنوعة في نشاط ثقافي بجرمانا

ريف دمشق-سانا قصائد شعرية جمعت بين الأصالة والحداثة قدمها الشاعران يحيى محي الدين وعباس حيرقه …