باختصار.. المليحة هدية غزة- الوطن العمانية

تنتصر المليحة، يضيف الجيش العربي السوري إلى سجل انتصاراته واحدة من أصعب ما خاض.. الإرادة مدرسة هذا الجيش طالما أن الصراع الحالي صراع إرادات.

لم يسقط المسلحون في المليحة فقط، هنالك هزيمة لكل من يقف وراء هذا الشر ولكل ممول له وداعم ومخطط. هؤلاء لم يتعظوا من الانتصارات الكبرى، من يدير تلك العمليات الإرهابية لا يهمه إن مات كل مسلح على الأرض السورية طالما أنه يدفع ثمنه بالعملة الصعبة، أما الأحياء من المسلحين، فهم جميعا برسم الموت إلى أن تحين ساعة دفنهم كالجرذان.

نصر المليحة هدية لغزة المنتصرة، مكاسب في حياة أمة سوف يضاف إليها الكثير. قالها أحد القادة الكبار لجنوده في الميدان: الفرق أن جيشنا صابر، والإرهاب مستعجل.. جيشنا مدرك نصره، الإرهابي مهزوم قبل أن يبدأ معركته الخاسرة. في المليحة هدم لأوكار بربرية زاحفة شبيهة بتلك التي هجمت على غزة. لا فرق بين البربريتين، فشل الأولى إضافة للثانية في تراكم الفشل .. في سورية جيش يراكم انتصاراته، وفي غزة إضافة لها.. “بنت العروبة” سورية كما سماها الشاعر القروي، تغير خطط التاريخ، لا بد من الانتباه إليها وهي تقدم الدليل على صيانة العروبة بأدق تفاصيل الصراع. المليحة جزء من أمة عنيدة تعرفت على قوتها قبل أن يكتب تاريخ الآخرون .. هي تكملة لكل ما مر من غزوات لم يبق منها سوى الإشعار بأنها عبرت، وإن بقيت فقد ذابت. سحر الشام هو هكذا، من لا يعرفه، لا يتقن تفسيره.

تنتصر المليحة من أجل غزة، وتنتصر غزة من أجل المليحة، إنه الترابط الواحد ضد العدو الواحد سواء تشكل في الماضي أو في القريب أو في الحاضر .. الإرهاب الواحد الممتد من إسرائيل إلى بقية الدواعش وأخواتها سيظل طفرة طارئة سوف يقتل نفسه إذا ظن أن المكسب الأول هو الأخير .. من أقام هذا الإرهاب عليه أن يقرأ جيدا عمر بلاد الشام والمنطقة العربية .. عليه أن يعرف أن صقر قريش خرج من بلاد الشام عبر فلسطين ليجلس فوق رابية في المغرب وإذا بحلمه الفريد يحقق أعظم حضارة في بلاد الأندلس، أجل حضارة وليس بربرية داعش.

ينتصر العرب طالما أن هزائمهم الطارئة مثل سحابة .. القوة التي نصرت سوريا دائما هي وحدة الجيش والشعب والدولة، وما سينصر الفلسطيني أيضا، بل قوته في وحدته، وفي العودة لامتشاق السلاح، يوم كانت البندقية بيده رقما صعبا، كان محترما في دنيا العالم الذي لا يحترم الضعفاء .. ممنوع ضعف الفلسطيني، لأنه يؤدي إلى سؤال عربي حول المصير، ويجب دائما تذكر ما قاله نزار قباني من أن “لفلسطين طريق واحد يمر من فوهة بندقية”.

ننتبه كثيرا إلى نصر المليحة الذي جاء هدية لغزة المنتصرة في الميدان الواقعة تحت رغبات هزمها سياسيا في القاهرة. الإسرائيلي المهزوم في الميدان يسعى للربح في السياسة، تلك المعركة التي خيضت في غزة عنوان مضاف إلى العنوان الأكبر في معركة العام 2006 .. لقد بدأ سؤال المصير الإسرائيلي، على الفلسطيني أن يظل يجيب عليه بتكسير عظام أفكار الصهيوني كي تتأبد فكرة عدم بقاء إسرائيل في ذهنه.

بقلم: زهير ماجد