أستانا -بروكسل-سانا
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن النهج السياسي الذي يتبعه حلف الناتو يؤدي إلى التفرقة في القارة الأوروبية داعيا الحلف إلى “اتخاذ خطوات لانعاش التعاون مع روسيا” لأن موسكو ليست من جمد الاتفاقيات معه.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماع وزراء خارجية الدول المطلة على بحر قزوين في العاصمة الكازاخستانية أستانا “تجري حاليا عملية تفرقة حقيقية داخل القارة الأوروبية وآمل كثيرا أن يتفهم المسؤولون السياسيون في أوروبا عواقب هذا النهج وأن يغيروه بالاعتماد على الاتفاقات التي تم التوصل إليها في إطار منظمة الأمن والتعاون الأوروبي ومبادئ الاتفاقية الأساسية الموقعة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي”.
ونفى لافروف مزاعم بعض المسؤولين الغربيين بأن استئناف عمل المجلس روسيا-ناتو جاء تلبية لطلب روسيا وقال “إننا لم نطلب ذلك بل هم طلبوا منا بإلحاح أن نوافق على عقد اجتماع للمجلس بعدما كانوا هم من بادروا إلى تعليق هذه الآلية من العمل والتالي عليهم أن يقدموا على خطوات لإنعاشه”.
وأعرب لافروف عن أمله في أن يحمل الحوار خلال الاجتماع طابعا مسؤولا يتناسب مع مدى خطورة الوضع الذي تشكل في القارة الأوروبية نتيجة سياسات حلف “ناتو” في المجال الأمن العسكري والسياسي.
وذكر لافروف أن موسكو تريد أن تسمع من شركائها تفسيرا للقرارات الأخيرة التي اتخذها “ناتو” خلال قمته في وارسو ولا سيما فيما يخص توسيع القدرات العسكرية للحلف على جناحه الشرقي أي قرب حدود روسيا.
وأكد لافروف أن التصريحات الرسمية الصادرة عن زعماء “ناتو” “لا تسر موسكو وهي تظهر أن النزعة نحو الحفاظ على الصورة المصطنعة لروسيا كعدو ما زالت غالبة داخل الحلف”.
واعتبر لافروف أن هناك إمكانية واقعية للتوقيع على اتفاقية خاصة بالوضع القانوني لبحر قزوين في النصف الأول من عام 2017 واصفا المحادثات خلال اجتماع وزراء خارجية الدول المطلة على بحر قزوين بأنها كانت مفيدة جدا وشهدت إحراز تقدم في عدد من الاتجاهات.
ويعمل “ناتو” منذ أشهر على تكثيف وجوده العسكري في شرق أوروبا وأجرى مناورات عسكرية عدة في الآونة الاخيرة في إطار تحركاته الاستفزازية الموجهة ضد روسيا في الوقت الذى تواصل فيه وسائل الإعلام الغربية والأمريكية حملتها العدائية التضليلية ضد موسكو محاولة استغلال أي حادث لقلب الحقائق وتشويهها بما يخدم توجهات مموليها.
غروشكو: لا يمكن لروسيا السكوت على تحركات “ناتو” في شرق أوروبا
في سياق متصل أكد مندوب روسيا الدائم لدى حلف شمال الأطلسي “ناتو” ألكسندر غروشكو اليوم أن بلاده لن تسكت على تحركات الحلف في شرق أوروبا معلنا أن الأزمة الأوكرانية شكلت ذريعة لتوسعه.
وقال غروشكو في مؤتمر صحفي في بروكسل بعد اجتماع روسيا-ناتو على مستوى المندوبين كما نقلت سبوتنيك إنه “لا يمكن لموسكو السكوت على تحركات “ناتو” في شرق أوروبا” مشددا على ان التحركات الروسية “شرعية ووفق القانون الدولي” في انتقاد غير مباشر لتصرفات الحلف التي تتم خارج سياق القوانين الدولية وعلى مبدأ فرض القوة.
ودعا غروشكو حلف “ناتو” إلى خفض نشاطه في أوروبا إذا أراد الخروج من الأزمة مع موسكو مؤكدا أنه لا توجد قوات روسية على الأراضي الأوكرانية.
وأوضح مندوب روسيا لدى الحلف أن الأزمة الأوكرانية شكلت “ذريعة لتوسع حلف شمال الأطلسي في أوروبا” منبها إلى أن الحلف الأطلسي يحول دول أوروبا الشرقية إلى “رأس جسر” لنشر القوات ويدخل بعدا عسكريا على علاقاتها مع روسيا.
وشدد غروشكو على أن هناك خطرا يتمثل في أن “سياسة المجابهة المبنية حاليا على أساس الخطر الوهمي الروسي تتحول إلى التخطيط العسكري والتحضيرات العسكرية على حدود روسيا” مضيفا إن أراضي الدول الشرقية في حلف “ناتو” والتي أعلنت نفسها على خط الجبهة تحولت إلى رأس جسر لنشر القوات وممارسة الضغوط السياسية-العسكرية على روسيا”.
كما حذر غروشكو الحلف من عواقب أي زيادة في النشاط العسكري في منطقة البحر الأسود مؤكدا أن مثل هذه الزيادة “تزعزع استقرار الوضع”.
وكان “ناتو” قرر في ختام اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف الذي انعقد مؤخرا في مقره بالعاصمة البلجيكية بروكسل نشر أربع كتائب عسكرية في أوروبا الشرقية في إطار خططه لتعزيز وجوده في بولندا وجمهوريات البلطيق الثلاث إستونيا وليتوانيا ولاتفيا بذريعة تعزيز قدرات الحلف في الردع وتطوير القوة الدفاعية له الأمر الذي اعتبرته موسكو إخلالا بالتوازن القائم ومحاولة للتصعيد من قبل “ناتو” مؤكدة أن هذه الخطوات ستقابل بالرد المناسب.
وحول الوضع في أفغانستان أكد مندوب روسيا لدى “ناتو” أن موسكو تأسف لإنهاء التعاون مع الحلف في أفغانستان التي يتطلب الوضع فيها تضافرا بجهود المجتمع الدولي.
وتابع غروشكو قائلا “أعربنا عن أسفنا لإنهاء هذا التعاون رغم الأثر الإيجابي للمشاريع التي تم تنفيذها في إطار مجلس “ناتو” روسيا على الوضع في أفغانستان.
بدوره أقر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بعمق الخلاف بين الحلف وروسيا وصعوبة جسر الهوة في وجهات النظر بينهما في الكثير من القضايا.
وقال ستولتبرغ في المؤتمر الصحفي إن “الحلف وروسيا لم يتمكنا من تجاوز خلافاتهما العميقة بشأن أوكرانيا في أول محادثات بينهما منذ موافقة الحلف على تعزيز قواته في أوروبا الشرقية” معتبرا أن بين الجانبين “خلافات عميقة ومستمرة” بشان أوكرانيا.
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: