مع اقتراب موعد الاستفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي..تقدم طفيف لمؤيدي البقاء وتراجع نسبة المطالبين بالخروج من الاتحاد

لندن-سانا

مع اقتراب موعد الاستفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى ميل طفيف نحو تقدم معسكر البقاء وذلك بعد عملية اغتيال النائب البريطانية جو كوكس التي قتلت الخميس الماضي في دائرتها في برستال شمال البلاد.

وأوضحت وكالة فرانس برس أن مختلف الاستطلاعات اظهرت تغييرا ملموسا نحو معسكر البقاء حيث بين أول استطلاع أجراه معهد سورفيشن بعد اغتيال كوكس تقدم معسكر البقاء ب 45بالمئة مقابل 42 بالمئة لمعسكر الخروج بينما كان الاستطلاع الأسبق أعطى نتيجة معاكسة تماما.

ويتبين أيضا من الاستطلاعات الستة الأخيرة أن معسكر البقاء يتساوى تقريبا مع معسكر الخروج وذلك في تغير واضح في مزاج البريطانيين.

وحسب آخر الدراسات التي أجريت فإن بريطانيا تشهد انقساما على الصعيد الجغرافي أيضا إذ تؤيد أغلبية المدن الكبرى في اسكتلندا البقاء في أوروبا بينما تفضل الحواضر الانكليزية الخروج منها.

وأظهرت الاستطلاعات أن العاصمة البريطانية لندن التي يبلغ عدد سكانها 8ر6 ملايين نسمة تعتبر مؤءيدة لبقاء البلاد في أوروبا بنسبة تقارب ال60 بالمئة وما ينطبق على لندن ينطبق أيضا بشكل أقل على المدن الانكليزية الكبرى الأخرى.

وتعتبر اسكتلندا الأكثر تأييدا لأوروبا بالمقارنة مع المقاطعات الأربع التي تشكل المملكة المتحدة حيث أظهر استطلاع أجراه معهد ايبوس موري
مؤخرا أن 64 بالمئة من الاسكتلنديين يؤيديون البقاء مقابل 36 بالمئة يفضلون الخروج.

يضاف إلى اسكتلندا والمدن الانكليزية ايرلندا الشمالية التي تعد مؤيدة أيضا بأغلبيتها لأوروبا بينما يبقى وضع ويلز مثيرا للاهتمام دون ظهور
واضح لتأييد البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وحسب الدراسات فإن الريف الانكليزي أو الحزام الأخضر الذي يطوق المدن الكبرى يشكل المعقل الأساسي لمؤيدي خروج البلاد إضافة إلى المدن الساحلية التي تشكل المكان المفضل الذي يشن فيه حزب يوكيب الشعبوي المشكك في أوروبا حملاته.

إلى ذلك حذر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند اليوم من أن بلاده لن تتمكن من العودة إلى الاتحاد الأوروبي إذا خرجت منه إثر الاستفتاء الذي سيجرى الخميس المقبل.

وقال هاموند عند وصوله إلى اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في لوكسمبورغ إنه لن يعود بإمكان بريطانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق إلا في شروط غير مقبولة مثل الزامها بالانضمام إلى منطقة اليورو أو إلى مجال شينغن متوقعا أن تكون نتائج التصويت في معركة الاستفتاء بين المعسكرين متقاربة جدا.

وفي سياق متصل أوضحت مصادر اوروبية أنه في حال اختارت بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي فسيواجه الطرفان وضعا غير مسبوق يرغمهما على بناء علاقة جديدة فيها الكثير من أوجه الغموض بعد ارتباط استمر أكثر من أربعين عاما.

وحسبما نصت المعاهدات فإن آلية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي أدرجت في “بند الانسحاب” المادة 50 الذي أقرته معاهدة لشبونة عام 2009 وتحدد الآلية سبل انسحاب طوعي ومن طرف واحد وهو حق لا يتطلب أي تبرير.

وإذا اتخذ القرار سيترتب على لندن التفاوض بشأن اتفاق انسحاب يقره مجلس الاتحاد الأوروبي الذي يضم الدول الأعضاء ال28 بأغلبية مؤهلة بعد موافقة البرلمان الأوروبي.

ولا تعود المعاهدات الأوروبية تطبق على بريطانيا اعتبارا من تاريخ دخول اتفاق الانسحاب حيز التنفيذ أو بعد سنتين من الابلاغ بالانسحاب في حال لم يتم التوصل إلى أي اتفاق في هذه الأثناء غير أن بوسع الاتحاد الاوروبي ولندن أن يقررا تمديد هذه المهلة بالتوافق بينهما.

وكانت الحكومة البريطانية أوردت في دراسة رفعت إلى البرلمان في شباط الماضي أنه “من المرجح أن يستغرق الأمر وقتا طويلا أولا للتفاوض بشأن انسحابنا من الاتحاد الأوروبي ثم بشأن ترتيباتنا المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي وأخيرا اتفاقاتنا التجارية مع الدول خارج الاتحاد الأوروبي” لافتة إلى الحاجة إلى “فترة تصل إلى عقد من الغموض” ستنعكس على الأسواق المالية وكذلك على قيمة الجنيه الاسترليني.

وتطرح في سياق الحديث عن تفاعلات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عدة خيارات وسيناريوهات منها ابرام اتفاق تبادل حر مع الاتحاد الأوروبي أو وحدة جمركية كما مع تركيا لأنها بمجرد انسحابها ستصبح دولة خارجية بالنسبة للاتحاد الأوروبي مثل الولايات المتحدة أو الصين.

وينبغي على لندن أن تفاوض حول وضع نحو مليوني بريطاني يقيمون أو يعملون في الاتحاد الأوروبي ولاسيما حقوقهم في التقاعد وحصولهم على الخدمات الصحية في دول الاتحاد ال27 الأخرى.

من جهة ثانية تؤكد معطيات أن لوكسمبورغ قد تصبح أهم سوق مالية في أوروبا إذا خرجت بريطانيا من التكتل.

وعلى الرغم من أن لوكسمبورغ تبدي رغبتها الشديدة في بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي ولكن في الكواليس لا تخفي هذه السوق المالية المهمة في هذا البلد المؤسس للاتحاد الأوروبي عزمها على الإفادة من خروج محتمل لبريطانيا من التكتل.

وقال وزير مالية لوكسمبورغ بيير غرامينيا إن “صحفيين يسألونني بنية حسنة أو سيئة إذا كان خروج سوق المال في لندن من الاتحاد الأوروبي سيعطي دفعة لسوق لوكمسبورغ وأنا لا أشاطر هذا التحليل رغم سروري بالأمر لأن الكثير من الفاعلين يعتبرون أن لوكسمبورغ ستصبح في حال خروج بريطانيا” السوق المالية الرئيسية المحتملة في أوروبا.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

سباق بين مؤيدي البقاء والمطالبين بالخروج لإقناع المترددين عشية الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي

لندن-سانا عشية الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي يبذل مؤيدو بقائها ومعارضوه جهودا كبيرة …