الشريط الإخباري

ديوان مزن الخريف لجميل حداد… قصائد من الشعر الموزون غلبت عليها العاطفة

دمشق-سانا

“مزن الخريف” ديوان شعر فيه عدد من المواضيع الإنسانية والاجتماعية والوطنية والعاطفية للشاعر جميل حداد اقتصرت على أسلوب الشطرين الذي التزم بعدد من بحور الخليل عبر موهبة تمكنت من صياغة النصوص دون اللجوء إلى زحافات أو علل أو جوازات.

وعندما يتحدث الشاعر حداد عن الشهيد فإنه يستخدم لغة الحوار فيعطي للموت عالما مسرحيا يسنده في ذلك قدرته على التعبير واستخدام الدلالات المناسبة وإدخال القارئء في جو القصيدة عبر ملاءمة الأفعال لفكرة النص وموضوعه حتى يتمكن الشاعر من رفع مستوى المخاطب ليكون أهم ما عنده.

ثم يشد أواصر القصيدة بعاطفة حماسية مضمخة بعشق الوطن فلا شيء أعظم من أن يموت الشهيد ويدفن بجانب والده الذي رباه على قيم الشهادة وحب الوطن وحمية الدفاع عن التراب يقول في قصيدة “غمد السيف واستراح بقربي”:

“غمد السيف واستراح بقربي .. ذروة المجد أن تكون محب

قالها الوالد الشهيد لابن .. مات من بعده شهيدا بحرب

قالها الابن قد تركت الرزايا .. حول بيتي تجيء من كل حدب

فتلاقيت مع أبي ضمن لحد .. واحد يبعث الحياة بحب

قالها الوالد الحنون بفخر .. ولدي جئت للخلود تلبي”.

وفي حديثه مع الشام يختار حداد اللام حرفا للروي حتى يتمكن من سبك النسيج البنيوي لألفاظ القصيدة على أنغام تفعيلات البحر البسيط معتمدا الرابط البنيوي بين المتلقي وبين الفكرة الوطنية التي يريدها من قصيدته “حبيبة المجد” فجاءت متصاعدة العاطفة حتى البيت الأخير فيقول:

“حبيبة المجد أنت الحلم والأمل .. وأنت عز أتى بالفخر يكتحل

وأنت حاضنة التاريخ صادقة .. وأنت أم العلا درغامه بطل”.

وفي قصيدته “الربيع الكاذب” تمكن فيها الشاعر من المواءمة بين حدة الألم الذي يحاكيه وإيقاعات البحر الذي وظف فيه الكلمات السهلة الانسيابية مع دلالة الصورة الملتقطة من تفاعل ذهنيته مع الخطب الجلل الذي تعرضت له بلاده وفق عاطفة جمعية عبر فيها عن سخطه الشديد في مواجهته أعتى مؤامرة على الوطن فقال..

“لقد زرعوا بلاد العرب شرا .. ووشهم على عد الثواني

رسالتهم تنوء بسوء فكر .. فبئس رسالة تجفو التفاني

لقد مات الرجاء بهم جميعا .. فصاروا بين مغتصب وزاني”

ويصف حداد حالة تأخره فترة عن كتابة الشعر بسبب الواجب الوطني وهذا ينطبق على عدد كبير من الشعراء الذين شغلهم النضال وعادوا ليسجلوا ما رأوه من ملاحم إلى التاريخ تعنى بشموخ الوطن وبناء حضارته وتسجيل مآثره فجاءت قصيدة “لا تلمني يا صاحبي طاب شعري” بأسلوب خطابي محافظ على أسس قصيدة الشطرين فقال..

“لا تلمني يا صاحبي طاب شعري .. بعد عمر من الزمان الفريد

عفته واستعضت عنه بسيفي .. باء سيفي واستهلكته جهودي”.

وإن أكثر ما أثر بالشاعر شوقه لدمشق الذي شكله بألوان مختلفة من الحب والعبارات والإيحاءات الدالة على تجذر انتمائي في عشق الوطن وحبه بصفة الشام رمزا وطنيا خالدا كان وسيبقى على مر التاريخ فقال بعد شوق كبير للشام في قصيدة “دمشق طال النوى”..

“دمشق طال النوى والصبر قد نفدا .. والشوق نبع يضاهي الغبن والنكدا

فراقك اليوم قد جادت سنابله .. بالحب بالشوق بالأحزان متقدا”.

ديوان مزن الخريف الصادر عن دار البشائر للطباعة والنشر والتوزيع يتضمن ثلاثمئة قصيدة شعرية غلب عليها الحضور العاطفي دلالة على طغيان الموهبة الشعرية وسيطرتها على معظم النصوص.

محمد خالد الخضر

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency