الشريط الإخباري

الأغنية التي تمكث في ذاكرة المستمع هي مسعى الشاعر الغنائي صفوح شغالة

دمشق-سانا

ألف وخمس مئة أغنية عدد الأغاني التي كتبها الشاعر صفوح شغالة والتي تنوعت في معناها الاجتماعي والوطني والتي حملت ألحان كبار الموسيقيين العرب المعاصرين أمثال صلاح الشرنوبي وشاكر الموجي من مصر وعماد شمس الدين ووسام الأمير وجورج مرديروسيان من لبنان ونهاد نجار وفاروق الجزائري من سورية.

في حديث خاص لـ سانا الثقافية قال شغالة “أكتب الأغنية في مسارات مختلفة بعد أن اطلعت على الثقافات الفنية عبر التاريخ وفي العصر الراهن لأتمكن من الكتابة وفق ما يتلاءم مع المطرب أو الملحن ووفق ما تحتاجه عاطفتي عندما تدفعني للكتابة” موضحا أنه يكتب في بعض الأحيان أغاني أوحى له بمعناها المطرب أو الملحن.

ويشير شغالة إلى سمات الأغاني التي يكتبها بدوافع شخصية “الأغاني التي أكتبها وفق عاطفتي لا بد أن تشكل دفقا إنسانيا أكثر حضورا وهذا ما حصل عندما كتبت طبيب جراح وغناها النجم جورج وسوف لأن الأغنية التي أكتبها باختياري غالبا تأتي عبر انعكاس لحالة أعيشها”.

ورغم تجربته الواسعة في الأغنية يعتبر شغالة أن أهم ما كتبه في الأغنية الفصيحة هو سيد الاباة التي غنتها ريم مصري ولحنها فاروق الجزائري وتكون شطراها من تفعيلتين مستفعل وفعول لتكون ملبية للحاجة الشعبية التي تتطلب مثل هذا البوح الوطني بحسب تعبيره وهي أيضا تحتاج إلى صوت قوي يشكل معادلا فنيا لمكونات الأغنية.

ويعتمد شغالة في أسلوبه على الأغنية التي تتمكن من المكوث في ذاكرة المستمع لأنه يجردها من الزحافات الفنية المؤدية إلى خلل موسيقي في تكوين النص الشعري حتى ولو كان محكيا فهو يلتزم بالنظم الأساسية للقصيدة المحكية وللأغنية ومن ذلك النوع أغنية “شوفوا بلدي” لميادة بسيليس و”زوروا سورية” لرويدة عطية و”شهبا شو عملوا فيكي” و”يلي تركت الوطن ورحت” لشادي جميل.2

وأشار شغالة إلى أنه يعد حاليا أوبريتا غنائيا سيغنيه فؤاد ماهر ويلحنه نهاد نجار تتكون معانيه ومفرداته من المعاني السامية التي تحملها دمشق وأهلها.

وعن سبب انتشاره وكتابته لأغلب المطربين العرب قال شغالة إن “الأغنية كالنص الشعري لا تأتي بالفراغ ويجب أن ترتكز عن ثقافات متنوعة وعلى أسس تكوينية تكتب لها البقاء وتوفر لها حسن التعامل والتواصل مع القاعدة الشعرية وهذا يحتاج إلى ثقافة معاصرة واطلاعات واسعة وإلى معرفة التراث وقراءة الشعر العربي الأصيل حتى تأتي الأغنية عبارة عن نص شعري وافر الأسس”.

وتابع شغالة “عندما افتقدت الأغنية كثيرا من هذه الأسس واكتفت بأدوات موسيقية منفردة محكومة بذوق واحد بعد أن كان ذوقا جماعيا تراجعت وأصبحت عبارة عن حالة غنائية مؤقتة سهلة التسجيل والكتابة والحضور ولكنها سريعة الزوال”.

فالأغنية سابقا بحسب شغالة كانت تحتاج إلى فترات طويلة لانتقاء كلماتها وإعادة النظر بمكوناتها ومعانيها إلا أنها الآن أصبحت ضحية الأصوات الكثيرة والضعيفة والمهددة دائما بالزوال وبدلا من أن تتكون من أسمى المعاني صارت تتكون من الكلمات المبتذلة التي تعتمد على الإيماء والإيحاء والرقص والانهيار الفني.

ولفت شغالة إلى أهمية الأغنية السورية التي غزت الأسواق وأصبحت نموذجا يحتذى به على مستوى الوطن العربي فهناك من غنى لسورية أكثر مما غنى لوطنه مثل الفنانة الكبيرة فيروز لان الأغنية السورية ارتقت بحضارتها ومكوناتها ومعانيها وألحانها وما زالت قادرة أن تحافظ على رونقها برغم محاولة بعض شركات الإنتاج الفني العربية احتكار الحالة التجارية للأغنية والتحكم بمفاصلها الفنية وتشجيع الغث على حساب السمين مؤكدا أن الأغنية السورية عندما تتسنى لها الفرصة تتجاوز كل الأنواع والأجناس وتنافس على الصدارة.

يذكر أن الشاعر صفوح شغالة هو من أهم شعراء الأغنية على الصعيد العربي وكتب لعدد من المطربين العرب أمثال فلة الجزائرية ونجوى كرم وفارس كرم وعاصي الحلاني وديانا حداد وميريام فارس ولطيفة التونسية وغيرهم.

محمد خالد الخضر

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency