دمشق-سانا
تجري عمليات التحضير حاليا لانجاز فيلم وثائقي بعنوان “كجذور السنديان” يتناول مسيرة حياة الشاعر الكبير سليمان العيسى من إنتاج الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون سيتم عرضه خلال حفل التكريم الذي ستقيمه وزارة الثقافة أوائل الشهر القادم بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيله.
وقال مخرج الفيلم فراس قنوت لـ سانا الثقافية ان الغاية من الفيلم هي تكريم الشاعر الراحل باعتباره قامة شعرية على مستوى سورية والوطن العربي ومازال يسكن في ذاكرتنا الجمعية إذ ترتبط أناشيده وأشعاره العذبة بطفولتنا وذكرياتنا الجميلة أيام الدراسة.
ويعتمد المخرج على أسلوب الديكو دراما من خلال ربط مشاهد من دمشق بمشاهد من حياة الشاعر وقريته والأماكن التي عاش فيها كما يعرض لقصائد مؤرشفة ملقاة بصوته إضافة إلى مقاطع من لقاءات ومقابلات معه يحكي فيها عن تجربته الغنية وسيتم تقديم ذلك بطريقة مميزة تعتمد على الغرافيك والصور القديمة المعتقة لمراحل من حياته فتكتسي قصائده اللون الذهبي وخصوصا بعض القصائد التي كتبت بخط يده.
ولفت قنوت الى وجود بعض الصعوبات في العثور على لقطات كافية تغطي مراحل مهمة من حياة الشاعر الراحل مشيرا بهذا الصدد إلى تقصير اعلامي فيما يخص رموز الثقافة الوطنية في بلدنا وضرورة وجود أفلام خاصة بحياة الشخصيات التي تترك أثرا في تاريخ الوطن.
ومدة الفيلم عشرون دقيقة من سيناريو وإعداد الهام سلطان التي وصفت الشاعر العيسى بأنه جمرة الضاد وقيثارة العروبة وسنديانة الشعر وأبجدية الوطن وكلها أسماء تنطبق على الشاعر إضافة إلى أنه شاعر الطفولة والعروبة مشيرة إلى أن الفيلم مستوحى من قصائده التي ترسم الخطوط الأساسية للفيلم ابتداء من قصيدته التي يقول فيها كجذور السنديان سوف أبقى كالصحارى كالزمان سوف أبقى عربيا سوف أبقى شاعرا للريح إنسانا سوف أبقى.
وكان للسنديان حضور في حياة العيسى من خلال السنديانة الموجودة في احدى قرى الساحل السوري والتي تختزل قصة نضال مجموعة من الشباب الذين حاولوا أن يرسموا الحلم العربي وشكل الوطن.. كما يحكي الفيلم عن نبض الوطن في هذه الظروف التي تمر بها سورية فتكون بدايته مع قول الشاعر
أيها المترددون الخائفون على مصيرنا العربي
اني أضع قدمي على أرض صلبة
وأنا قادم الى دائرة الضوء
قادم في عباءتي أخزن الشمس
وقبري عصاي والقدمين
قادم من مقابر الضوء
شعبا عربيا يعيد رسم الزمان.
وتسير أحداث الفيلم حسب سلطان ابتداء من طفولة الشاعر في قرية النعيرية بلواء اسكندرون ثم انتقاله الى انطاكية ومعرفته بزكي الأرسوزي الذي تعلم أبجدية العروبة والنضال على يديه ثم فترة الاستقرار في دمشق وتأسيس حزب البعث حيث خط الشاعر العدد الأول من جريدة الحزب التي وضع رسومها آنذاك الفنان أدهم إسماعيل كما يتطرق الفيلم الى مرحلة انتقاله للاقامة في اليمن كذلك مرحلة الكتابة للأطفال..
لهم أغني ولهم أكتب
لذا قلمي مورق لذا دفتري معشب
ولفتت سلطان إلى النبض العروبي الواضح في أشعار العيسى من خلال ما كتبه للجزائر والعراق واليمن وجنوب لبنان وفلسطين والمقاومة.. ومن خلال ما كتبه لدمشق الخالدة في أشعاره وما كتبه في تمجيد الشهداء..
ناداهم البرق فاجتازوه وانهمروا عند الشهيد تلاقى الله والبشر وتنهي سلطان الفيلم بصرخة الشاعر المدوية في وجه كل أشرار الأرض الذين يعبثون بأمن هذه الأمة واستقرارها ويشوهون تاريخها وحضارتها.
سلوى صالح