«مرايا» الإرهاب-صحيفة تشرين

بين مَنْ ومَنْ جرى اللقاء بشأن الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط؟!

في تغطية مباشرة للحوار السعودي – الإسرائيلي، قام معهد واشنطن للدراسات الذي نظّم هذا الحوار، على الرغم من التظاهرات التي جرت احتجاجاً وتنديداً بالخطاب السياسي السعودي – الإسرائيلي، بنقل ما سمّي «محادثة» في الوقت الذي يجري فيه التنسيق العلني بين بني سعود والكيان الصهيوني على تقسيم المنطقة العربية وتفتيتها، وتحديداً سورية، وفي الوقت الذي أطلقت فيه السعودية سبعة وتسعين متطرفاً بزعم عودتهم إلى المجتمع، وهي في الحقيقة تريد أن تدفعهم إلى الممر الإرهابي الوهابي الذي قامت بحفره، بغية وصول الأعداد الهائلة من الإرهابيين التكفيريين عبره إلى سورية، وما يجري في مدينة حلب من تصعيد إرهابي قلّ نظيره، تكمن تفسيراته في تفاصيل تحقيق «الأمن» الإسرائيلي، هدف بني سعود الأوّل من كلّ هذا الخراب والدمار اللذين ألحقوهما بسورية والمنطقة واللذين يقدمونهما على أي هدفٍ آخر بكل طاعةٍ ودونما استحياء.

وعلى الرغم من أن معهد واشنطن يعدّ الأداة الصانعة للسياسة الأمريكية في المنطقة العربية، والمؤسَّس من لجنة العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية المعروفة اختصاراً بـ «إيباك»، لكن هذا اللقاء، هو التفاخر العلني الأول لبني سعود، وجهاً لوجه، في غمرة إبراز التعاون الكبير بين الكيان الصهيوني وبني سعود، على تفتيت المنطقة العربية، ودخول بني سعود بكل مقدراتهم في الحرب الإرهابية على سورية، متزعمين الإرهاب التكفيري الوهابي، الذي صنّعوه، ودفعوه لتدمير الدولة السورية وقتل شعبها بكل وحشيةٍ.. متكافلين ومتضامنين مع تركيا وقطر، والغرب الاستعماري الطامع الذي باتت أجنداته وأهدافه معروفةً.

قد لا يكون من المستغرب، تبادل الأدوار، مع بالونات السياسة المنفوخة، وبخاصة تلك التي تحدث في واشنطن في السباق نحو رئاسة البيت الأبيض بين مرشحين، هما واحد في ميزان الغطرسة الأمريكية، لأن السياسة الاستراتيجية الأمريكية، ليست معنيةً أو متوقفةً على ما يعنيه هذا المرشح أو ذاك، أو ما يرسمه الواصل للبيت الأبيض، بمقدار ما هو تدبير مراكز البحوث للدراسات الأمريكية التي تعمل على دعم المواقف الأمريكية ومخططاتها الاستعمارية من خلال الأبحاث والدراسات التي تؤكد فيها أن مصالح اللوبي الصهيوني هي الأهم والأساس في أجندة أي مرشح للرئاسة الأمريكية.

ومن هنا، وضمن هذا المشهد الذي تجلّى فيه، على الصعيد التركي، الرحيل القسري للرجل المقرّب من الغرب وواشنطن، ماذا على الغرب أن يفعل في أصول اللعبة المستجدة التي يغلب عليها «اللعب بالطرابيش»، القائمة والمبنيّة على مشروع قذر متفق عليه، وتجري المناورة فيه بمستوياتها العليا؟

خلال يومين، رجل بني سعود في معهد واشنطن، وجهاً لوجه، مع الاستخبارات الإسرائيلية، بدعم من «إيباك»، ورجل الغرب الثعلب التركي «داود أوغلو» ينسحب قسرياً من حزب «العدالة والتنمية»، تحت عنوان: الصراع مع «أردوغان» الذي لطالما جمعتهما لغة الإرهاب والدم والقتل واللصوصية في سورية، فكانا أكثر ذئبيةً من ذئاب «وادي الذئاب»، مسلسلهم الشهير الذي أراده حزب «العدالة والتنمية» تمهيداً لما يجري الآن من مشروع استعماري غربي عثماني في المنطقة، تشهد على ذلك مجريات أحداثه الدموية التي رافقت، وعززت هدر الدم السوري، وتدمير بنيته الاقتصادية، بلغة المافيات التركية والغربية معاً.

استعراضات الإرهاب في مجتمع النخاسة الدولي، ومربعات الإرهاب نفسها في إمرة الخط الغربي الاستعماري، تعمل على إجهاض المقاومة في الحرب التدميرية الشرسة على سورية والتي لم يشهد لها العالم مثيلاً، وتقلب أوراق المرايا المتعاكسة بأسلوب قذر جديد مع عودة مدينة تدمر لواجهة النور والحياة، وتحقيق الصمود الأسطوري للجيش العربي السوري، إنجازات مذهلة في ميدان مكافحة الإرهاب.

بقلم: رغداء مارديني

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency