حلم روسيا 2018 يقترب.. هل يفعلها منتخبنا ويحقق آمال السوريين ببلوغ نهائيات كأس العالم؟

دمشق-سانا

فرصة منتخب سورية لكرة القدم للوصول إلى نهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخه تبدو قريبة المنال بعد بلوغه الدور النهائي من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال روسيا 2018 ووقوعه في المجموعة الأولى الأسهل نظريا إلى جانب منتخبات إيران وكوريا الجنوبية وأوزبكستان والصين وقطر مقارنة بالمجموعة الثانية التي وصفت بمجموعة الموت وتضم أستراليا واليابان والعراق والسعودية والإمارات وتايلاند.

منتخبنا يصل إلى هذا الدور للمرة الثانية بعد تصفيات مونديال المكسيك 1986 ووقتها تصدر المجموعة الآسيوية الثالثة التي ضمت إلى جانبه الكويت واليمن لينتقل إلى الدور الثاني وفيه تعادل مع مضيفه البحريني بهدف لمثله قبل أن يفوز عليه إيابا بهدف دون رد ليتأهل إلى الدور الحاسم الذي واجه فيه المنتخب العراقي وتعادلنا على أرضنا في مباراة الذهاب سلبا وفاز العراقيون إيابا بثلاثة أهداف لهدف وانتهت رحلة منتخبنا عند هذا الدور بينما تأهل منتخبا كوريا الجنوبية والعراق إلى مونديال المكسيك وودعا البطولة من دور المجموعات بعد احتلالهما المركز الرابع والأخير في المجموعتين الأولى والثانية على التوالي.

 القرعة خدمت منتخبنا

حلم “سورية في روسيا 2018 ” بدأ يتبلور في 14 نيسان 2015 عندما سحبت قرعة الدور الثاني من التصفيات الآسيوية لكأس العالم 2018 حيث أوقعت منتخبنا في المجموعة الخامسة إلى جانب منتخبات اليابان وسنغافورة وأفغانستان وكمبوديا، ومع إقرار الجميع من مدربين ولاعبين وصحفيين رياضيين أن صدارة المجموعة ستكون للمنتخب الياباني الأكثر خبرة والذي خاض خمس نهائيات لكأس العالم فإن الجهود تركزت على ضرورة الفوز في جميع المباريات على المنافسين الآخرين وتحقيق المركز الثاني في المجموعة بأكبر رصيد من النقاط لأن نظام التصفيات ينص على تأهل أبطال المجموعات الثماني إلى الدور الحاسم إلى جانب أفضل أربعة منتخبات تحصل على المركز الثاني وهو ما كان حيث فاز منتخبنا في ست مباريات على نظيره الأفغاني 6-صفر و5-2 وعلى منتخب سنغافورة 1-صفر و2-1 وعلى نظيره الكمبودي 6-صفر و6-صفر مقابل خسارتين أمام المنتخب الياباني صفر-3 وصفر-5 حاصدا 18 نقطة تأهل بها وبفضل نتائج المجموعات الأخرى إلى الدور الحاسم.

 المركز الثالث ممكن

ورغم أن الترشيحات تصب في مصلحة منتخبي إيران وكوريا الجنوبية لحصد بطاقتي التأهل المباشر إلى كأس العالم نظرا للإمكانات الكبيرة التي يملكها المنتخبان فالأول شارك أربع مرات في النهائيات ويتصدر حاليا ترتيب المنتخبات الآسيوية في تصنيف الفيفا ويحتل المركز 42 عالميا أما الثاني فقد شارك تسع مرات وحقق المركز الرابع في مونديال 2002 الذي أقيم على أرضه وفي اليابان ويحتل المركز الثالث آسيويا و56 عالميا إلا أن طموح المنافسة على المركز الثالث وخوض منافسات الملحق هو الأكثر موضوعية والأقرب للتحقيق.

وفي قراءة للقاءاتنا السابقة مع فرق المجموعة فلدى منتخبنا تجارب كثيرة مع المنتخب الإيراني على صعيد تصفيات كأس العالم حيث لم نخسر في أي استحقاق ذهابا وإيابا فخلال تصفيات مونديال 1974 تبادلنا الفوز بهدف وضمن تصفيات 1978 خسرنا ذهابا بهدف قبل الاعتذار عن لقاء الرد وفي تصفيات 1994 تعادلنا ذهابا وإيابا بهدف لهدف وفي تصفيات 1998 خسرنا بدمشق صفر-1 قبل التعادل في إيران بهدفين لمثلهما وضمن تصفيات مونديال 2010 تعادلنا في إيران سلبا وخسرنا في دمشق صفر-2.

ولنا تجربتان رسميتان مع قطر الأولى ضمن تصفيات كأس العالم 1982 وخسرنا بهدف لاثنين والثانية في كأس آسيا 1984 في سنغافورة وتعادلنا بهدف لمثله كما تعادلنا سلبا في مباراة ودية في 2008 وخسرنا 1-2 في 2009 وديا بينما لم نواجه الصين وأوزبكستان وكوريا الجنوبية في تصفيات كأس العالم لكن تجاربنا مع هذه المنتخبات الثلاثة كانت جيدة على الصعيد الآسيوي فسبق أن فزنا على الصين 1-صفر في نهائيات 1980 وفزنا 3-2 وتعادلنا سلبا ضمن تصفيات 2011 وخسرنا صفر-3 في نهائيات 1988 و1996 كما خسرنا وديا بالنتيجة ذاتها 1-2 في 2008 و2010 في حين فزنا على أوزبكستان في اللقاء الوحيد الذي جمعنا معها ضمن نهائيات كأس آسيا 1996 بهدفين لهدف وواجهنا كوريا الجنوبية في نهائيات آسيا 1984 وفزنا 1- صفر وقابلناها ضمن تصفيات 2007 وتعادلنا في كوريا 1-1 بعد الخسارة في حلب بهدف لهدفين كما تعادلنا معها في 2009 بهدف لمثله وديا وخسرنا صفر-1 وديا أيضا في 2010 ووفق هذه النتائج فإن طموح الوصول إلى روسيا مشروع لكن ذلك يتطلب الكثير من العمل الجاد والدؤوب وبشكل مدروس بعيدا عن الارتجال.

 خبرات رياضية: مهمتنا صعبة وليست مستحيلة

العديد من الرياضيين أعربوا عن تفاؤلهم بقدرة منتخبنا على الوصول إلى كأس العالم رغم صعوبة المهمة والبداية مع المدرب الوطني مهند الفقير الذي رأى أن وقوع منتخبنا في مجموعة إيران وكوريا الجنوبية سيفيد المنتخب ويساعد على تطوير مستواه ليصبح ضمن نخبة منتخبات القارة الآسيوية مضيفا أنه رغم قوة المنتخبات التي سنواجهها في التصفيات وخبرتها الواسعة إلا أن منتخبنا لن يستسلم ولن يكون لقمة سائغة فلا مستحيل في عالم كرة القدم ويجب أن نلعب مع الأقوياء فبهذا تتطور كرتنا ومن يسعى للتأهل إلى كأس العالم فعليه أن يتجاوز المنتخبات القوية.

من جهته قال عضو اتحاد كرة القدم هيثم الشريف إن حظوظ منتخبنا كبيرة رغم أن المنتخبات الأخرى ترى فيه جسر عبور ولهذا علينا أن نستعد بشكل جيد حتى لا نكون ضيوف شرف ونحن قادرون على تحقيق حلمنا شريطة تكاتف الجهود وتوافر الإمكانات والمستلزمات مشيرا إلى أن اتحاد الكرة يعمل كخلية نحل لدعم المنتخب وتهيئة الظروف المناسبة لإعداده بالشكل الأمثل لمواجهة منتخبات كبيرة تسبقنا كثيراً على الصعيد الإداري والتنظيمي والفني.

نجم منتخبنا السابق عبد القادر كردغلي قال إن كل المنتخبات لديها الطموح نفسه ومنتخبنا قادر على تقديم الأفضل وبخاصة أنه يضم نخبة متميزة من اللاعبين ومجموعتنا أفضل من الثانية فيكفي أننا بعيدون عن أستراليا واليابان أما منتخب إيران فيمكن اقتناص نقاط منه وكذلك كوريا الجنوبية وهما منتخبان يعتمدان على التكتيك والالتحام وهذا يناسب منتخبنا أما منتخبات أوزبكستان والصين وقطر فهي ليست بعيدة عن مستوانا ويمكن تجاوزها بالعمل والجهد والاستعداد الجيد.

محمد العطار مدرب منتخبنا للناشئين الذي شارك في مونديال تشيلي رأى أن القرعة خدمت منتخبنا فمجموعتنا أقل قوة من المجموعة الثانية التي تضم اليابان وأستراليا وهما يمتازان عن كل المنتخبات في المجموعتين مضيفا أن تحضيرنا واستعدادنا للتصفيات سيكون له دور في كيفية التعامل مع المباريات وأعتقد أن حظوظ منتخبنا للتأهل صعبة لكنها ليست مستحيلة.

من جانبه بين اللاعب السابق لمنتخب سورية وليد أبو السل أن فرق مجموعتنا ليست سهلة وبخاصة أن ثلاثة منها تملك خبرة كأس العالم وهي كوريا الجنوبية وإيران والصين أما أوزبكستان فتملك أسلوبا أوروبيا متطورا في حين اعتمدت قطر سياسة تجنيس اللاعبين وابتعدت عن الكرة الخليجية ومع ذلك ثقتنا كبيرة بقدرة منتخبنا على الوصول إلى مونديال روسيا بالنظر إلى تاريخ لقاءاتنا السابقة مع فرق المجموعة.

البداية مع أوزبكستان

ويستهل منتخبنا منافسات الدور الحاسم بلقاء منتخب أوزبكستان في الأول من أيلول القادم وبعدها بخمسة أيام يواجه منتخب كوريا الجنوبية على أن يلتقي منتخب الصين في السادس من تشرين الأول القادم ومنتخب قطر في الحادي عشر منه ويختتم مباريات مرحلة الذهاب بمواجهة نظيره الإيراني في الخامس عشر من تشرين الثاني القادم.

وتبدأ منافسات الإياب في الثالث والعشرين من آذار من العام القادم فيلتقي منتخبنا مع أوزبكستان وبعده بخمسة أيام يلعب مع منتخب كوريا الجنوبية بينما يواجه في الثالث عشر من حزيران من العام المقبل الصين وفي الحادي والثلاثين من آب منتخب قطر ويختتم مشواره بلقاء منتخب ايران في الخامس من أيلول من العام القادم.

شرف المشاركة لا يكفي

وحتى نكون موضوعيين وواقعيين فإن المستوى الذي ظهر به منتخبنا خلال الدور الثاني للتصفيات لا يؤهله لمجاراة المنتخبات الكبيرة فالتأهل إلى الدور الحاسم جاء نتيجة ضعف المنتخبات التي قابلها في المجموعة الخامسة ولا سيما كمبوديا وأفغانستان في الوقت الذي واجهنا صعوبة كبيرة لتجاوز منتخب سنغافورة الذي فرض التعادل على المنتخب الياباني في افتتاح منافسات المجموعة فضلا عن المستوى المتواضع أمام المنتخب الياباني وتلقي خسارتين كبيرتين منه الأمر الذي يتطلب من اتحاد الكرة وضع استراتيجية مدروسة يمكن بها تجاوز الثغرات التي ظهرت خلال المرحلة الماضية وتأمين مباريات ودية مع منتخبات يتشابه أسلوب لعبها مع فرق مجموعتنا ودعوة اللاعبين المحترفين خارجيا الذين تركوا بصماتهم مع أنديتهم واختيروا كأفضل لاعبين في دورياتهم والإسراع أيضا بتعيين مدرب كفوء قادر على قيادة دفة المنتخب في المرحلة القادمة لا العودة إلى المصالح الشخصية في تعيين من يكون مرضيا عنه من اتحاد كرة القدم ولنا في مشاركة منتخبنا للناشئين في مونديال تشيلي عبرة حيث لم نكسب سوى شرف المشاركة التي باتت مدعاة للتندر والسخرية لدى الكثيرين في أي استحقاق تشارك فيه منتخباتنا الوطنية.

جمعة الجاسم

انظر ايضاً

استعداداً للنهائيات الآسيوية.. منتخب سورية لكرة القدم للشباب يتعادل مع نظيره الأوزبكي سلباً

الدوحة-سانا تعادل منتخب سورية لكرة القدم مع نظيره الأوزبكي سلباً في مباراة ودية أقيمت اليوم …