طرطوس-سانا
تكتسب السياحة الداخلية في سورية دورا تزداد أهميته مع مرور الوقت ولا سيما في الأماكن ذات الطابع الشعبي التي تضج بالحركة والحياة وتمتلئء بخيارات الترويح عن النفس.
وفي محافظة طرطوس تعد حديقة الباسل متنفسا رئيسيا لسكان المدينة بمساحتها البالغة عشرة هكتارات وما تحويه من غطاء نباتي متنوع ومنسق بجمالية لافتة ويحظى بعناية يومية من القائمين على الحديقة ومن زوارها أنفسهم ما دفع مجلس المدينة إلى استثمار زاويتها الجنوبية الغربية التي كانت تشغلها الأكشاك بشكل غير حيوي قبل أن يتحول هذا الجزء إلى مقهى “قمر الزمان” حتى أصبح بمثابة استراحة لزوار الحديقة.
ويقول محمود كنعان صاحب المقهى ان الزيادة السكانية في مدينة طرطوس خلال السنوات الثلاث الماضية “أثارت لدي شعورا بضرورة الاستفادة من هذا الركن في الحديقة وتحويله إلى مكان مثالي للسياحة الشعبية ليستقطب يوميا العديد من أهالي مدينة طرطوس والوافدين إليها إضافة إلى تأمينه فرص عمل لأكثر من 15 عائلة منهم ذوو شهداء ووافدون”.
ويشير إلى ان المقهى أصبح وجهة يومية للطلبة والشخصيات الرسمية والأدبية من المحافظة وخارجها إضافة إلى السياح الأجانب الذين رغم تناقص عددهم بشكل كبير جراء الأزمة إلا انهم يختارون دوما الأماكن المعبرة عن روح المدينة وسط هدوء حديقتها وحيوية الحركة في الشوارع المحيطة بها.
ويوضح كنعان” أن المقهى الممتد على مساحة تقدر بنحو 124 مترا مربعا يفتتح ابوابه منذ التاسعة صباحا وحتى العاشرة ليلا لافتا إلى دور مجلس المدينة في تشجيع هذا الاستثمار المميز وبذل الجهود لتطويره وتوسيعه تدريجيا بما يسهم بتحسين الخدمات السياحية في المحافظة ولا سيما مع وجود مردود مادي كبير يعود على المحافظة من هذه المنشآت السياحية.
من جهته يلفت محمد نظير المشارك بإدارة المقهى إلى بساطة وجودة ما يقدمه المقهى من مشروبات باردة وساخنة ووجبات سريعة بأسعار تناسب جميع الفئات مبيناً ان أهم مقومات استمرار أي منشاة سياحية بالعمل هو جودة الخدمات التي تقدمها وثقة الزبائن بالمنشأة وتأمينها الجو المناسب لهم وخصوصا الطلبة الذين كثيرا ما يتخذون المقهى مكانا للدراسة في جو هادئ ونظيف.
وبتوفيره فرص عمل يرى نظير ان كثيرا ممن عملوا في المقهى اكتسبوا خبرة كما ان إدارة المقهى اعتمدت على مختصين في العناية بالحدائق والري ما أدى إلى تحسين واقع الحديقة وتجميل محيط المقهى بزراعة الورود وإضافة تصاميم ريفية مميزة.
وحول إمكانية توسيع المقهى يؤكد “وجيه زمام” عضو مجلس مدينة طرطوس صدور قرار من المجلس بالسماح باستثمار أرصفة المدينة لإقامة مقاه وفق شروط منها أن يكون عرض الرصيف يزيد على خمسة أمتار بما يتيح المرور ويؤمن في الوقت نفسه مزيدا من الواردات لمجلس المدينة ويوفر استراحة للمارة وفرص عمل خصوصا عقب ازدياد أعداد المقيمين في المدينة.
ولدى الحديث مع بعض زوار المقهى بين الشاب عبد الغني محمد من مدينة جبلة ان مقهى قمر الزمان وجهته المفضلة عند القدوم إلى مدينة طرطوس حيث يرتاده كل أسبوعين للقاء أصدقائه معتبرا أن المكان مميز بموقعه وخدمته وأسعاره في حين أشار الشاب “بسام ديب” إلى ان اختياره للمقهى يعود إلى هدوئه ونظافته والاهتمام الكبير الذي تبديه إدارة المقهى بكل الزبائن وهو ما لا يجده في العديد من المنشآت السياحية الأخرى.
ولفت الشاب “علي الأحمد” من مدينة دمشق غلى أن مقهى قمر الزمان يتميز بموقعه وأسعاره المقبولة التي تناسب جميع الفئات وهو صورة مصغرة عن سورية التي يتمناها الجميع عندما كانت شوارع مدنها تعج بالحيوية والنشاط.