موسكو.. وقفة تضامنية مع غزة وسورية ولبنان والعراق بوجه الإرهاب الدولي وتنديداً بإسرائيل

موسكو-سانا
نظمت فعاليات اجتماعية عربية وروسية وقفة تضامن جماهيرية حاشدة عند مدخل حديقة غوركي المركزية في العاصمة موسكو أمس انتصارا لغزة وتضامنا مع الشعب الفلسطيني والشعب العربي في سورية ولبنان والعراق في وجه الإرهاب الدولي وتنديدا بإسرائيل وعدوانها الهمجي الغاشم.2
وأكد ممثلو الرأي العام الروسي وأبناء الجاليات العربية في موسكو أن الشعب الفلسطيني انتصر على الآلة الحربية الإسرائيلية وعلى ساسة الكيان الصهيوني وحماتهم وراء البحار مرددين هتافات ورافعين لافتات تدعو إلى وقف العدوان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني ولجم الإرهاب ضد الشعب العربي في سورية ولبنان والعراق والكف عن قتل الأطفال وعن إبادة الشعب الفلسطيني ورفع الحصار المفروض عليه مع التاكيد على أن الصهيونية عدو مشترك لروسيا والشعوب العربية.
وأشار المتحدثون خلال الوقفة التضامنية إلى أن /اسرائيل/ المزودة بأحدث الاسلحة الامريكية الفتاكة عمدت خلال شهر كامل من عدوانها على الشعب الفلسطيني الى تدمير قطاع غزة و قتل أهله بصورة ممنهجة وقد رأى العالم كله على شاشات التلفزة رؤوس الأطفال المقطوعة والأطراف البشرية المبتورة.3
ولفت المتحدثون إلى أن /إسرائيل/ التي تملك الطائرات والغواصات والدبابات والأسلحة النووية انهالت بكل قوتها على الشعب الفلسطيني الأعزل واقترفت مذابح دموية ضده وقد تزامن بدء العدوان الاسرائيلي مع كارثة الطائرة الماليزية في سماء أوكرانيا وكان هذا استفزازا سافرا عن سابق عمد وإصرار لإلحاق الأذى بسمعة روسيا وصرف انتباه الرأي العام العالمي عن جرائم /اسرائيل/ ضد الشعب الفلسطيني وقصفها العشوائي لغزة من البر والبحر والجو ما اسفر عن استشهاد وجرح الاف الفلسطينيين علما أن غالبية الضحايا هم من الأطفال والنساء والشيوخ موضحين أن /اسرائيل/ دمرت اكثر من تسعة آلاف منزل ومؤسسة إنسانية مدنية بما في ذلك المدارس والمساجد والمشافي إضافة إلى تدمير مشاريع البنية التحتية ما حرم السكان من التزود بالطاقة الكهربائية ومياه الشرب وشردت نحو ثلاثمئة ألف فلسطيني ما أسفر عن وقوع كارثة إنسانية مروعة في غزة.
وأشار المتحدثون إلى أن كيان الاحتلال الإسرائيلي ارتكب منذ نشوئه بتآمر من بريطانيا والولايات المتحدة وحتى الآن مئات المذابح الدموية ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الأخرى راح ضحيتها عشرات آلاف المواطنين الأبرياء كما يواصل الاحتلال منذ ثماني سنوات حصاره الخانق على غزة التي تحولت الى سجن كبير لنحو مليونين من الفلسطينيين المحرومين من حرية التنقل والحصول على الأغذية والأدوية والمواد الضرورية.4
وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو حمل الكاتب الروسي الكسندر بروخانوف رئيس تحرير صحيفة زافترا الأمريكيين والصهاينة مسؤولية الاحداث التي يشهدها العالم وقال “إنهم حولوا العالم إلى ساحة تجارب فظيعة لأسلحتهم الجديدة أسلحة القرن الحادي والعشرين إذ لا يكفيهم سلاحهم التقليدي المتمثل في
الرأسمال المصرفي فهم يستخدمون منظومة حديثة من المدافع والقنابل والبنادق الرشاشة”.
وأضاف بروخانوف.. إن “العالم بأكمله مفعم بالدخان ويعاني من وجودهم ويصرخ من آلام الحروب التي يفتعلونها” مشيرا إلى أن “سورية تقاوم صامدة في وجههم وفلسطين مرة أخرى تضرب بالفأس في محاولة لتقطيعها وتسحق بالدبابات وتقصف بالقنابل وتحول إلى أرض محروقة كما هو الوضع في أوكرانيا التي هي اليوم فلسطين الروسية لأن كل ما يجري فيها يذكرنا بغزة ويجعلهما شقيقتين والشعب في كلتيهما يقوم بنفس النضال ويردع العدوان ذاته ويتسلح بذات البنادق معبأ بالبطولة ذاتها”.
واوضح بروخانوف أن إسرائيل لن تتمكن من تدمير تطلعات الفلسطينيين للعبور إلى مستقبلهم وإلى انتصارهم النهائي. 6
بدوره أكد سيرغي بابورين رئيس لجنة التضامن الروسية مع الشعب السوري في تصريح مماثل ان العدوان الذي شنته /إسرائيل/ على الأراضي الفلسطينية وقتلها المدنيين الأبرياء وخصوصا الأطفال يطرح مجددا مسألة الإرهاب الدولي الذي غزا ويغزو الأرض السورية والذي يعيث اليوم خرابا على الأراضي اللبنانية والذي لا يهدف إلى زعزعة الاستقرار في العالم العربي فقط وإنما في العالم برمته.
وقال بابورين إن رعاة هؤلاء الإرهابيين يقبعون في تلك الدول التي تمارس الإرهاب الدولي وفي مقدمتها الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة التي لا تقدم على أي خطوات لوقف القتل والدمار في فلسطين وليبيا وسورية وصولا إلى أوكرانيا لذلك إن كلماتنا في التضامن مع شعب فلسطين موجهة إلى كل ضحايا الاعتداءات الإرهابية ولكل من هو في بيت لحم أو في سورية أو في أي مكان آخر عانى من جرائم هؤلاء الإرهابيين الدوليين.
من جهته قال نيكولاي سولوغوبوفسكي المحلل السياسي والكاتب الصحفي الروسي.. إن فلسطين جرحنا الأليم وإن رجال المقاومة الفلسطينية الذين تنعتهم إسرائيل والدول الغربية “بالإرهابيين” هم رجال شرفاء وكرام يدافعون عن أسرهم وأطفالهم وما هذه الصفات التي يطلقها الغرب وربيبته /إسرائيل/ إلا لتبرئة أنفسهم وتبرئة عدوانهم على الشعب الفلسطيني.7
وأوضح سولوغوبوفسكي أن “السبب الوحيد لكل المآسي التي تعاني منها الشعوب العربية مصدره مركز عالمي واحد يعمل على نشر هذه الفوضى وهذا الضياع في المنطقة وبدلا من أن يسعى إلى السلام والحوار ونحو حل المسائل المعقدة التي تواجه المجتمع الدولي يحاول تأليب الشعوب على بعضها البعض كي يقتل أحدها الآخر” مؤكدا أن هذا المركز يقع وراء المحيط وهو الولايات المتحدة.
وأكد سولوغوبوفسكي أن “الشعب السوري بجنوده وضباطه ومواطنيه من مختلف المهن والمكونات الاجتماعية الوطنية في سورية مصمم على القضاء على الوباء ذي الرايات السوداء والذي جرى تصديره إلى سورية الرائعة التي تسير على طريقها الحر المستقل ما أثار غضب الغرب عليها وحاول إخضاعها أو إحالتها إلى انقاض “مشيرا إلى أنه اتضح أنه لا يمكن إخضاعها بفضل شعبها وقيادتها وبجهود أصدقائها مثل روسيا والصين وإيران وغيرها.
وتابع “سنحاول وسنتمكن معا من ردع قوى الشر وإن قوى الخير ستكون دائما مع الشعب الفلسطيني”.
يذكر أن قوات الاحتلال الاسرائيلى شنت على مدى 29 يوما عدوانا وحشيا همجيا على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة اسفر عن استشهاد اكثر من 1880 فلسطينيا وإصابة أكثر من 9470 آخرين جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ فضلا عن تدمير هائل في البنية التحتية ومنازل الفلسطينيين وممتلكاتهم.