الشريط الإخباري

رأس الأفعى-صحيفة البعث

ليس الحديث عن رأس أفعى الإرهاب في سياق المواقف السياسية ولا الحزبية ولا الشخصية، بل هو في سياق الواقع ومايقدّمه من دلائل ووثائق موجودة على الأرض لايمكن لأحد في العالم قاطبة نكرانها، بعيداً عن الاتهامات، والألفاظ الجامحة والقاسية، فالأمر موضوعي وعلمي في آن معاً.

واليوم يطالع من يتابع وسائل الإعلام والاتصال بمختلف أنواعها آراء وأبحاثاً عديدة في مختلف الدول تؤكد أن مملكة بني سعود هي المصدّر والداعم الأساسي الروحي والمعنوي والمادي للتطرّف والتكفير في العالم.

وتكاد تجمع هذه الوسائل والأبحاث والندوات على أن تصرفات ومنعكسات السياسات السعودية القديمة والراهنة على المجتمع الدولي والإنساني أخطر من داعش والنصرة وبقية أذرع القاعدة التي يحاربها اليوم المجتمع الدولي ويظن أنه بإمكانه القضاء عليها في وقت من الأوقات، إذ إن هزيمتها ممكنة. لكن المشكلة تبقى في المملكة السعودية التي تجني في اليوم مليار دولار يتم إنفاقها بشكل جنوني وعدواني لشراء ذمم حكام وحكومات وعصابات وأشخاص منذ زمن طويل.

فقد نشأت الدولة السعودية الأولى والثانية وصولاً إلى مملكة اليوم ومنذ قرنين من الزمن على أساس التطرف والتكفير والسلوك الإجرامي والإرهاب ضد الأقربين أولاً.

ومن هذا القبيل نجد أصواتاً عديدة في المجتمعات المدنية في العالم تؤكد مسؤولية بعض حكام الخليج، والسعودية تحديداً عن تمدّد الإرهاب وتوسعه وإحيائه ودعم عصاباته وأذرعه.

فقد أكد مجلس حقوق الإنسان في دورته الثلاثين المنعقدة مؤخراً في جنيف أن بعض الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية تدعم الإرهاب والتطرّف، وأجمع الناشطون في هذا المؤتمر أن أمريكا والسعودية تزيّفان الواقع حول هذا الدعم ولاسيما مايتعلق بدعم استراتيجية أذرع القاعدة، فأوضح جان فيرمون الأمين العام للمنظمة الدولية للمحامين الديمقراطيين أن القتال ضد الطائفية والتكفير والإرهاب يعني قتال حكم بني سعود. كما أوضح جيرالد ستابيروك الأمين العام للمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب أن على هذه الحكومة أن تبدأ أولاً بحل مشاكلها الداخلية خاصة إعدام النشطاء المدنيين دون إعلان، قبل أن ترعى التطرّف في العالم .

ومنذ أسابيع تلقّى توماس فريدمان دعوة لزيارة السعودية بعد أن كتب أكثر من مرة في النيويورك تايمز عن الدعم السعودي الفكري والمالي للتطرّف والتكفير، مؤكداً ندم بعض رجال الإدارة الأمريكية على الحرب في أفغانستان والعراق بعد أحداث 11 أيلول، إذ يرون أن الحرب كانت يجب أن تُشّن على بني سعود أولاً… ويقول فريدمان إن أحداً من السعوديين لم يجرؤ على سؤاله عمّا كتب طيلة الأيام التي قضاها في السعودية مكرّماً.

ومن الوثائق والوقائع والأدلة هذا التأرجح الذي سيرهق السعودية بين طرفي نقيض حزب الله في لبنان، والصهيونية في الأراضي العربية المحتلة. حيث قامت السعودية بالضغط على مجلس التعاون الخليجي لإصدار قرار يزوّر التاريخ النضالي المعاصر لمناهضة المشروع الصهيوني ويعتبر حزب الله إرهابياً، في وقت يجمع فيه العالم على أن كل من يحارب الصهيونية ليس إرهابياً، فكان هذا القرار برداً وسلاماً على الحزب ومباركاً لتاريخه وواقعه ومستقبله، ولاسيما حين اقترن بإعلان قادة العدو الصهيوني عن التنسيق مع دول «الاعتدال العربي» لمكافحة الإرهاب وخاصة مع بني سعود إذ تعددت الزيارات وأوجه اللقاء والتنسيق… ما دفع بنتنياهو للتبجّح والتصريح أمس بعد أن رحّب بالقرار، فقال: لولا وجود إسرائيل لسقط الشرق الأوسط كله بسبب الإسلام المتطرّف… والآن بدأ البحث والتنسيق لبيان «مدى حجم التعاون الخليجي الصهيوني لمكافحة الإرهاب»!!.

هذه هي مملكة بني سعود، فهل تستطيع معارضة «الرياض» نكران هذه الحقائق؟

باستخدام المنطق الرياضي في التحليل السياسي ينتج أن كل من يراهن على استراتيجية بني سعود في المنطقة، أو في أي بلد عربي، ليس معارضاً تحت أي تصنيف، بل هو إرهابي بكل معنى الكلمة، ومن سيفاوض في جنيف وغيرها بدعم من هذه الاستراتيجية فهو يفاوض لا محالة حلفاء الإرهاب القادمين من الرياض وأنقرة، وتل أبيب، فلا فرق.

إذن ممكن أن تُهزم القاعدة وأذرعها – الذيل – لكن ما الفائدة إذا بقي الرأس – السعودية – الذي يجب أن يُسحق قبل أن ينتج قواعد أخرى؟!

بقلم: عبد اللطيف عمران

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency